المقالات

طاست بن تيمية ونعاجه!!


بقلم: حيدر موسى

طاست بن تيمية ونعاجه!!اسمه بدر لكنه كفلقة نعج ضلّ عن مرعاه، الذي نشأ وترعرع وتعلم وأكل من علفه وتبنه حتى تسرب إلى لحمه وعظمه ولسانه، وحين يتيه النعج عن بيئته فيصل بالغلط إلى قناة فضائية، فهل يا ترى سيطلق نداء الاستغاثة شأنه شأن أي تائه في الصحاري والبراري؟!، مستغلا هذه الوسيلة الإعلامية التي يشاهدها الملايين من الناس، هل يا ترى سينادي بصوت ويتكلم بكل أدب واحترام وأخلاق؟!، على الأقل بلغة تفهمها البشرية ليقول مثلا: أرجعوني إلى المرعى الذي تُهت عنها!!، هل سيتحدث بالطريقة وبالظرف الذي ينبغي الحديث عنه زمن الحروب ؟!، أم أنه سيضع لسانه ولحيته على المايك ليطربنا بصوته النشاز الذي سمعه من محيطه، أو بالأحرى تعلمه وأكترعه من طاست ابن تيمية وتلامذته المنتهية صلاحيتها وأخذ يردده!!، بلا شك هو غناء سيعجب وسيتراقص له بالسيف والعرضة كل من هم على شاكلته، في حين تشمئز منه أسماع البشرية ذات الفطرة السليمة.

كل عتبي وعجبي لصبر هذا البدر الذي قبل أن يكون تارة مسرحا للتغزل، وتارة أخرى للتكني والتسمي لكل من هبّ ودب، ألم يحن للقمر أن يطالب بحقوقه الاسمية والجمالية والفكرية كي لا يدنسه بعض منتسبي الإنسانية!!، صحيح أن هناك أمة قد وصلته ووطأته، لكن هناك أمم لا تزال تركن بفكرها إلى عصور ما قبل نشؤه.. فيا رب لا تؤاخذها.

لندع الحديث عن الأشكال الغلط جانبا، ولننتقل إلى حديث الأفكار، إن كانت هناك أفكار بالإمكان تناولها أو الإجابة عنها، فالمشكلة تبدو مستعصية عن الحل ما لم يتم رش ومكافحة بؤر التشويش الفكري والكراهية التي تنطلق من تلك الخيم والكهوف في الصحاري والبراري، تلك التي ينشئها العوران ثم يصرخون: من دخل خيمتنا هذه فله الجنة، لتصبح الجنة حكرا كل على قدر ما تتسع له خيمته، حتى أصبح الإنسان يتصور شكل الجنة وكأنها مجموعة خيم في الثمامة - وصب القهوة يا محماس -، بدلا من أن يتصورها بقصورها وأنهارها، ولعمري لو علمت الجنة من أراد دخولها بالقوة لتأوهت ونادت: رباه ليتني كنت الربع الخالي!!.

هو تفكير يليق بمن يقضي شطر عمره بين البعرة والبعير، لكن المصيبة عندما يكون هذا الفكر هو المسيطر وهو الذي يتحكم وهو الذي إن نطق نطق الإسلام، وان فجّر وقتل فجّر الإسلام وقتل، وان تلفظ بما هو مخزي ومعيب كأن القران قد تلفظ، فيصبح قوله منهجا تعليمي عليك أن تحفظه في المدرسة بجوار قول الرسول وتفسير ابن عباس!!.

ومن العجيب في هذا الفكر إن صح أن يطلق عليه فكرا، بدلا من أن يتوارث العلم والحكمة وما هو مفيد من أسلافه ورموزه، تجده يتوراث الكلام القذر والبذيء الذي تركه له في الطاسة سلفه التالف تجاه النظرة الدونية للآخرين، ليتم استدعاؤها بعد كرعها في أي مكان وزمان.

في كلا الحربين أعني الحرب الأولى التي كانت ضد حزب الله الشيعية، والحرب الثانية التي كانت ضد حماس السنية، ستجد أن هذا التيار دائما ما يقفز ويطل عليك بوجهه المقزز على النقيض مما هم عليه بقية الخلق بشتى انتماءاتهم، ودائما ما يقوم باستدعاء الشيعة وحشرهم في أي مصيبة تحدث في هذا الكون، في تناغم عجيب مع صوت هدير الطائرات الإسرائيلية ورائحة الدم، وهذا إنما يكشف عن مستوى غير عادي من النفسية والحقد الدفين، والطامة الكبرى أن يتجاوز حدود العداوة والكره هذا إلى القذارة اللفظية التي تنطلق ليس من صغارهم وإنما من طوال لحاههم!!

تهميش هذا الفكر وعزله هي مهمة ينبغي أن يضطلع بها أهل السنة، كي لا تُستدعى صورتهم بصورة ذوات اللحى الطويلة والمناظر الكئيبة، فحسافة أن تشوه الصورة جراء مرآة متسخة، وحسافة أن يقضي الإنسان حياته بين هؤلاء، وحسافة فلقد ضاع الوقت في كتابة هذا المقال على من لا يملك إلا العواء!!

http://www.youtube.com/watch?v=H_5VV1gCGPo&feature=related

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك