بقلم الكــــوفي
كم كنت اتمنى ان لا اكتب بعد الانتخابات اي مقال لكن الواجب الديني والاخلاقي والوطني يجبرنا على ان نكتب ونكتب حتى نخلي ذمتنا ولا ندع الاخرين يتلاعبون كيف ما يشاؤن ، المثل الشعبي يقول ( العمل للزرنيخ والصيت للنورة ) وما جرى ويجري في الواقع العراقي وخصوصا النتائج التي خرجت بها الانتخابات ينطبق عليها المثل اعلاه ، المجلس الاعلى الذي خسر العديد من الاصوات كان ولازال اللاعب الاساسي في استتباب الامن ومن قبل كتابة الدستور وسن قانون الانتخابات وفرضها بقوة على الطرف الامريكي وهذا التوجه يدركه العدو والصديق ومنذ اللحظات الاولى التي سقط فيها نظام الحكم العفلقي الدكتاتوري اعلن المجلس الاعلى عن مبادئه ولم يخشى من احد ، ولعل الخطاب السياسي لشهيد المحراب كان رسالة تحدي للامريكان لم يسبقه اليه سابق ودفع ضريبة ذلك روحه الطاهرة وثبت المجلس الاعلى على هذه الاسس واكمل المشوار ونجح في ذلك نجاحا باهرا ، المتابع للشأن العراقي يدرك ان المجلس الاعلى تعامل مع كل الملفات بحكمة وتعقل واستطاع ان ينقذ العراق من الانزلاق في متاهات لايستطيع الخروج منها كما انه كان يمتثل لتوجيهات المرجعية في كل صغيرة وكبيرة وهذا ما عهدناه سابقا ولاحقا ، حتى لانطيل في المقال نختصر ونبين على شكل نقاط الاسباب التي كانت وراء خسارة المجلس الاعلى وفقدانه الكثير من الاصوات وان كنت لا اعد ذلك خسارة ابدا فالمجلس الاعلى قدم ماعليه بل استطاع المجلس ان يرسم الخريطة السياسية لمستقبل العراق .اسباب الخسارةاولا : لعب الاعلام البعثي والعروبي القومجي دورا كبيرا في الساق تهمة العمالة بالمجلس الاعلى وارتباطه بايران وللاسف الشديد طبل لذلك الكثير بما فيهم من كان ضيفا على ايران من المعارضة وكأن التاريخ يعيد نفسه حينما طبل الاعلام البعثي في عهد نظام المقبور هدام واشعل نار الحرب مع الجارة ايران .ثانيا : قيادة المجلس الاعلى لمجالس المحافظات في الفترة السابقة والتي كانت من اصعب المراحل الانتقالية والتي تصاعدت فيها عمليات الارهاب والقتل والاغتيالات وضعف الامكانيات وحجم الدمار وعزوف الشركات العالمية من الدخول للعراق كل ذلك احتسب على المجلس الاعلى لاعلى الحكومة العراقية ولا ابالغ اذا ما قلت كان المجلس الاعلى ( كبش الفداء ) .ثالثا : ضعف المجلس الاعلى في مجال الاعلام وتمسكه بالاعلام النظيف على عكس الاعلام الاخر الذي امتاز بالمكر والخداع والكذب والتضليل .رابعا : تسقيط المجلس الاعلى وتحميله المسؤلية الكاملة في تردي الخدمات واستغلال هذه المفردة من قبل العدو والصديق لاهداف انتخابية وسياسية وللاسف الشديد مررت هذه الخديعة على الشعب العراقي اذ تجاهل صعوبة المرحلة من مبدأ ( صاحب الحاجة اعمى لايرى الا حاجته ) .خامسا : تمسك المجلس الاعلى بمبدأ الفدرالية وتثبيتها في الدستور مما دفع الاخوة الاعداء ان يتخندقوا في خندق العدو الشرس والقيام بحملة اعلامية تضامنية كبرى لضرب المجلس الاعلى بحجة دولة مركزية قوية وهنا التقت المصالح الغير شريفة .وهناك العديد من النقاط المهمة الاخرى والتي لاتقل عن سابقاتها وقبل ان ننهي مقالنا نود ان نذكر الجميع لولا المجلس الاعلى لما استطاعت الحكومة ان تسيطر على الملف الامني وفرض القانون وهذا يدركه رئيس الوزراء قبل غيره وكان للمجلس الاعلى الاثر الكبير في هذا الملف الهام والحساس لذا نقول ( العمل للزرنيخ والصيت للنورة ) واخيرا اقول على رئيس الوزراء ان يكون حذرا فلا يمكن الوثوق بالبعثية ابدا وعلى حزب الدعوة ان يعي خطورة المرحلة وان لايفرط بالثوابت الوطنية وان لايتحالف مع اعداء الشعب العراقي بحجة المصالحة الوطنية لكسب اكبر عدد من المؤيدين فالتجارب مع هؤلاء كثيرة والنتائج معروفة سلفا .اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha