بقلم: محمود الشمري
عندما سقط الصنم ونظامه استبشرنا وتوقعنا سقوط الروتين واللاانسانية في التعامل مع الناس من قبل الدوائر والمؤسسات الحكومية وخاصة الخدمية . وزاد من سعادتنا التفات حكومتنا المنتخبة الى شرائح اجتماعية مسحوقة مثل المعوقين والأرامل وغيرهم . وسأتحدث هنا عن بعض هموم المعوقين الناجمة عن الروتين القاتل الدال بشدة على الفساد الداري الذي ينخر في جهازنا الأداري والذي أصبح واقع يومي لابد من القضاء عليه.وسأتناول قضية ألأرامل واليتامى في مرة قادمة . كما وسأتكلم عن موظفات وليس موظفين في دائرة الرعاية لأنهن والحمد لله يمثلن الأغلبية . لقد تم تخصيص مبلغ 50 الف دينار شهريا للمعوق وهو مبلغ زهيد ولايكاد يكفي لسد بعض من حاجات المعوق الضرورية والمكلفة وأعتقد أنه قد حان الوقت لبحبحته قليلا نظرا للتغييرات المستمرة في الأسعار وضنك العيش الذي تعاني منه معظم العوائل العراقية وخاصة عوائل المعوقين حيث تجد أن أكثر هذه العوائل ينطبق عليها المثل الدارج (فوق الحمل تعلاوة). كما و كنّا نتوقع أن تتطور خدمات دائرة الرعاية الأجتماعية مع الزمن و كما هو حاصل في أكثر دول العالم المتمدن ونصف المتمدن وحتى الربع متمدن حيث يذهب موظف الرعاية الى دار المعوق للكشف السنوي وتقدير الراتب الذي يسد احتياجاته مع تزويده باخر مخترعات الشركات المتخصصة بخدمات المعوقين.. ولكن الذي حصل قد أصابنا بالأحباط والحزن حيث أن موظفات الرعاية الأجتماعية مازلن يفضلن البقاء مسمّرات على كراسيهن يتبادلون الأحاديث وهن يشعرن أنهن متفضلات, والمعوق هو الذي يترك مقعده ويحضر الى مجلسهن ويمارس عمليات الصعود والنزول والوقوف بالصف وغيرها.أما أذا دفع اهل المعوق مبلغا فأن موظفة الكشف سوف تخرج الى باب دائرة البريد للكشف على المعوق كما حدث معي عندما أخذت (خالة الجهال) المعوقة لغرض الكشف في العام قبل المنصرم , أما من لايملك فأن ذويه سيضطرون الى حمله وادخاله ووضعه أمام الموظفة وجها لوجه وبأضاءة ممتازة حتى تتأكد الموظفة بأنه حي ويستحق ال 50 دينار ألف دينار شهريا .هذا في السنوات الماضية أما هذه السنه فقد أنعم الله على دائرة الرعاية بأكتشاف جديد يزيد الطين المبلول بللا أي يزيد الروتين تعقيدا ويصعّب الأمور على المعوقين وأهاليهم وهو جلب صورة قيد نفوس من دائرة النفوس لأثبات أنه حي بالأضافة الى الرؤية الشخصية من قبل الموظفة. انا شخصيا قد ألغيت فكرة اصدار جواز سفر لي ولعائلتي بسبب روتين وتعقيدات صورة قيد النفوس وألغيت فكرة أي سفر لحين أن ينعم الله علينا بأجراءات روتينية أقل قسوة وتعقيد ,وأنا الصاحي و(عرج مايطبني) فكيف بالمعوق الذي لايستطيع الأعتماد على نفسه لأنجاز وظائفه الحيوية, علما أن دوائر وزارة الداخلية الخدمية مثل الأحوال المدنية والجوازات وغيرها أصبحت تمشي مع الزمن بحيث أن سعر الأستمارة لصورة القيد العام المنصرم كانت 3 الاف دينار أما هذه السنة فقد ارتفع سعر الورقة الى سبعة الاف دينار مع مبالغ أخرى أضافية بدون وصولات يعني على الثقة ومبالغ بسيطة للحكومة بوصولات . تصوروا المعوق المنكود يذهب الى المجلس المحلي ثم الى الرؤية المباركة للموظفة ومن ثم للنفوس وأخيرا أضافة جميلة أخرى وهي أخذ جميع المستندات باليد من قبل ذويه الى وزارة العمل والشؤون الأجتماعية وهناك ما أسعد الداخل حيث المراجعين بالالاف , وانت وقوتك بالتدافع وقباحتك بالتجاوز على الصف كما يفعل الكثيرين والاّ (هاي نومتك ). ارحموا من في الأرض ,يرحمكم من في السماء . هذا الروتين القاتل هو أحد أوجه الفساد الأداري المتفاقم ,حيث أن بعض الناس يقولون والعهدة على القائل أنهم يزيدون الأجراءات تعقيدا حتى يضطروا الناس الى الدفع وهناك دلالين متخصصين, وانشاء الله تكون هذه اشاعة ونستيقظ من النوم وبقدرة قادر نجد أن الراتب قد أصبح 100 ألف دينار وأن مدير الرعاية قد الغى شرط صورة قيد النفوس المهلكة واكتفى برؤية الموظفة التي وجّه أمره اليها بالتزحزح عن الكرسي والخروج الى باب الدائرة للنظر في وجه المعوق ومن ثم تأخذ البيان بيدها ولاحاجة لمراجعة الوزارة المزدحمة يبدو أنني متفائل جدا وماعايش بالعراق كما يقولون لو نايم ورجليّة بالشمس.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha