بقلم: حميد الشاكر
________
بعد وقوع تقريبا كل الاقنعة في عالم مابعد العولمة ، ورفع الغطاء عن كل ما كان محرّما البوح به ، وصلنا الى اليوم الذي يكتب فيه الكلّ العراقي والعربي...... بكل شفافية وصراحة والى حدٍ كبير بوقاحة أيضا عن ماهية توجهات كل صاحب قلم سياسية او دينية او ايدلوجية او غير ذالك ، وهانحن ومن خلال الشبكة الانترنيتية العالمية التي فرضت العالم على الفرد بكل مافيه ندخل على المواقع العالمية المفتوحة لنرى مقالا ينشر هنا في قلب العالم العربي ولكن بتوجهات أستعمارية وخدمة للهيمنة الخارجية ، ومقالا هناك يكتب بأقلام عراقية ولكن بتوجهات صهيونية وخدمة للهيمنة العنصرية الاسرائيلية على منطقتنا العربية والاسلامية !.والحقيقة ان هذه الاقلام التي نشير لها على اساس انها طابور خامس داخل الوطن العربي والاسلامي لم تعد أصلا بحاجة الى ذكر أسمائها والتنويه الى شخوصها المتواضعة الثقافة على الحقيقة بعدما تكفلت المواقع الصهيونية نفسها لكشف تلك الاسماء من خلال تبني مقالات هذا الطابور الخامس على صفحات مواقعها الانترنيتية الرسمية وغير الرسمية ، فما هي الا لمسة من خلال عالم الشبكة العنكبوتية لتجد نفسك أمام موقع رئيس دولة الصهاينة ، أو أمام موقع وزارة الداخلية الاسرائيلية ، أو امام موقع جهاز الشاباك للامن الداخلي الصهيوني او امام الموساد الصهيوني أو امام الصحافة العبرية العربية ..... الخ ، لترى العجب العجاب !.ترى في مواقع الصهيونية العالمية الرسمية الحكومية والاخرى الصحفية وكذا الفنية ....أسماء ومقالات عربية وصحف مفضلة للكيان الصهيوني الدخول عليها ، ومواقع انترنيتية يرى فيها كيان العدو الاسرائيلي انها مواقع يمكن اعتبارها تمثل وجهة النظر الصهيونية السياسية والايدلوجية لمنطقتنا العربية والاسلامية !.(( جريدة الشرق الاوسط ، صحيفة إيلاف ..... الخ من اهم الصحف العربية المرّوج لها صهيونيا للقراءة عالميا دعما لوجهة النظر الصهيونية ، البغدادي في الصحف الكويتية سيار الجميل في المواقع الانترنيتية .... الخ من الكتّاب المحبوبين لدى القارئ الاسرائيلي في الداخل الصهيوني ، نانسي عجرم وعادل امام هذه الايام من أهم شخصيات الفن العربي للترويج الاعلامي الصهيوني ، ابو الغيط ياسر عبد ربه شخصيات سياسية ترى مايراه الكيان الصهيوني ، قناة العربية الفضائية ..... وهكذا )) وهكذا القائمة تطول مع الاسف للكتاب وللفنانين وللسياسيين وللقنوات الفضائية .... التي ترى اسمائهم متلالأة في مواقع الصهيونية العالمية الجديدة التي يبدو انها بنت خلال هذه الفترة الطويلة من تواجدها في منطقتنا العربية والاسلامية خميرة من الطابور الخامس الجيدة داخل نسيجنا الفكري والادبي والسياسي والاقتصادي الذي وصل (هذا الطابور) الى مرحلة كشف المستور واللعب في وضح النهار ضد مصالح الاوطان العربية والاسلامية تزلفا وتقربا للقلب الصهيوني المليئ بالقسوة والعنف !.لكنّ الغريب العجيب في ظاهرة الاقلام العراقية والعربية الصهيونية او المتصهينة هذه الايام هو ليس ان هذه الاقلام تكتب كل مامن شأنه ان يكون غير وطنيا ولا اسلاميا فحسب ، أو ان هذه الاقلام تقدم خدمة مجانّية للايدلوجيا الصهيونية بلا حتى مقابل مادي من كيان الصهاينة من بني اسرائيل ، .... بل ان الغريب العجيب في ظاهرة الاقلام المتصهينة الجديدة انها لاترغب من تقديم كل هذه الخدمات الثقافية سوى القرب فقط من شغاف القلب الصهيوني عسى ولعل ان يرضى عنهم هذا القلب !.في الماضي كان العملاء يجندّون من خلال استغلال تطلعاتهم السياسية او حاجاتهم الاقتصادية ... التي تدفعهم لبيع ولاءاتهم الوطنية والسياسية لدول الخارج ، أما كون الطابور الثقاقي العراقي والعربي الخامس الجديد الذي ترّوج لهو ماكنة الاعلام الانترنيتية الصهيونية اليوم ، فهو من صنف الولهان حبّاً في الصهيونية العنصرية المحتلة للارض العربية ، فهو لذالك تراه مستغرب حول : لماذا تنتخب مقالاتي من بين المقالات العراقية والعربية لتنشر على صحف ومواقع الانترنت الرسمية وغير الرسمية الصهيونية ؟.وهؤلاء المساكين لايدركون انهم وصلوا الى مرحلة المسخ العاطفي تماما بحيث ان اقلامهم اصبحت تكتب بلا شعور كلما هو قريب للقلب للصهيوني ومتماهي مع التوجهات الصهيونية ومصالحها الاستعمارية في منطقتنا العربية هذه !.ان مَن يرغب ان يدرك ماهية الاقلام العراقية والعربية المتصهينة هذه الايام المكشوفة للعيان والتي لم تزل مستترة فماعليه الاّ ان يضع امامه الاولويات الصهيونية السياسية اليوم في توجهات الكيان الصهيوني ، ليرى كيف ان نفس هذه الاولويات الصهيونية السياسية هي نفسها التي توجه اقلام الطابور الخامس الثقافي العراقي والعربي في الكتابة والتأمل لتكتب لنا مقالات او تقارير الوضع الراهن العراقي والعربي !.فمثلا : امتلاك قوّة ردع عسكرية عربية او اسلامية ممنوعة في قاموس الكيان الصهيوني القائم ، ونفس هذه الاولوية ستجد انها من ضمن الاولويات المتحركة للقلمالعراقي والعربي المتصهين الذي يرى ان كل قوّة عراقية او عربية ماهي الا عبث وارهاب واستنزاف للاقتصاد ومن ثم بناء للدكتاتورية حسب مايطرحه القلم العربي المتصهين !.وكذا اي حديث عن ضرورة مقاومة الاحتلال كذالك هي مؤشر خطير في اولويات الاجندة الصهيونية التي ترى فيها تهديد حقيقي لوجودها الاستعماري ، وهكذا ايضا القلم العراقي العربي المتصهين يرى في روح المقاومة الفلسطينية على التحديد والعربية بصورة عامة ماهي الا حركات عنف وقتل .... الى باقي المفردات التي تحاول التماهي والعزف على اوتار القلب الصهيوني الشغوف بسماع كلمة ارهاب وهي تنسب للمقاومة في فلسطين !.ولا ننسى اولوية الاجندة الصهيونية التي ترى في حركات الاسلام الحزبية والشعبية التي تناهضها العداء ، على اساس ان الصهيونية مدركة تماما ان الروح الاسلامية ان تركت تُعبّر عن ذاتها بكل حرية فسوف لن يكون هناك مكان للغطرسة الصهيونية في هذه المنطقة ، ولهذا اطلقت الصهيونية : الراديكالية والتطرف والاسلام السياسي .... كمصطلحات لدحر الطاقة المعنوية والروحية الهائلة للاسلام في هذه المنطقة إن اُريد توجيهها بصورة صحيحة ضد الاستعمار والظلم والقهر الصهيوني لعالمنا العربي !.وهكذا يأتي دور الطابور الخامس الثقافي والسياسي العراقي والعربي ليكتب عن خطر الاسلام السياسي ، وتطرف الراديكالية الاسلامية ووجوب فصل الدين عن الدولة في الدول العربية والاسلامية فحسب ....... خدمة لهذا التوجه الصهيوني الذي يرى الموت قادما على جناح الاسلام ان ثنيت له الوسادة ووظّف بشكل انساني ووحدوي وعربي صحيح !؟.نعم لانريد ذكر الخطر الايراني والامتداد الفارسي في الاجندة الصهيونية الاعلامية والسياسية كأولوية ايضا من خلالها يعزف القلم العراقي والعربي المتصهين اعذب الالحان للقلب السامريّ الاسرائيلي المحتلّ لفلسطين ليكتشف اللبيب ماهية الاقلام المتصهينة في عالمنا العربي بصورة عامة ووطننا العراقي بصورة خاصة ، ولكنّ يكفي كل قارئ ان يدرك ويعرف ويعلم الاولويات السياسية الصهيونية ليدرك فيما بعد اسماء وشخوص وصفات .... كتّاب التصهين العربي والعراقي الجديد ، وكيف انهم يدركون الخطوط العامة القصيرة التي توصلهم لشغاف القلب الصهيوني المسخ فيبدأوا بالعزف ضد الاسلام السياسي طبعا باسم التقدمية ، وضد القوّة والتكامل وضرورة المقاومة باسم الارهاب والشعارات الفارغة والردح على العقول الفارغة ، وضد الفرس المجوس باسم القومية التي اول من يكفر بها هو خط المتصهينيين العرب ، وباسم الوطنية التي لايدرك معناها الطابور الخامس الثقافي الا من خلال النظر الى الوطن بحقارة ووجب بقائه تحت مظلة الاستعمار الغربية والصهيونية بالتحديد !.__________
al_shaker@maktoob.com
https://telegram.me/buratha