المقالات

ثورة المختار... امتدادٌ لثورة الحسين(ع)


( بقلم : صلاح الغراوي )

كانت ثورة الإمام الحسين(ع) السبب في انبعاث الروح الثورية عند الإنسان المسلم بعد فترة من الخمود والتسليم. وقد كانت الآفاق النفسية والاجتماعية تحول بين الإنسان المسلم وبين أن يناضل عن دينه وذاته وإنسانيته، فجاءت ثورة أبي عبد الله(ع) لتحطم كلّ تلك الحواجز وتطلق العنان لثورات كثيرة لاحقة. ومن بين هذه الثورات تأتي ثورة المختار الثقفي التي انطلقت تحت شعار "يا لثارات الحسين".

كان المختار الثقفي من الشخصيات اللامعة التي عرفها التاريخ الإسلامي، وقد لعب دوراً خطيراً في الأحداث السياسية والاجتماعية، وأثبت كفاءته أنه رجل الفكر والعمل، حتى قال عنه بعض المؤرخين: "كان على جانب كبير من الدراية بعلم النفس والإلمام بوسائل الدعاية والإعلام، فقد كان يخاطب عواطف الناس كما كان يخاطب عقولهم، وكان لا يكتفي بوسائل الدعاية المعروفة حينئذٍ كالخطابة والشعر، بل لجأ إلى وسائل كثيرة للدعاية، منها التمثيل والمظاهرات والإشاعات، كما لجأ إلى ما نسميه اليوم بالانقلاب العسكري حينما انتزع الكوفة من ابن الزبير".

وبعد استيلائه على الكوفة دخل الرعب إلى نفوس قتلة الإمام الحسين(ع)، فهام بعضهم من خوفه في البيداء، وفرّ آخرون إلى عبد الملك، وهرب بعضهم إلى ابن الزبير وقاتل معه، لا إيماناً بقضيته، ولكن خوفاً من المختار.وهكذا أدخل المختار الرعب إلى قلوب المجرمين من قتلة الإمام الحسين(ع) حتى زلزلت الأرض تحت أقدامهم واجتاحتهم موجات عاتية من الخوف والرعب، فلم يهنأ أحدٌ منهم بعيش بعد أن خيّم عليهم شبح الموت.

لقد ربط المختار دعوته بمحمد بن الحنفية ابن الإمام علي(ع)، وهذا ما جعل الناس تطمئن إليه وتلتحق بثورته، ما مكّنه من تشكيل قوة كبيرة أثارت الرعب في قلوب الولاة والعمال، وعلى رأسهم عبد الله بن مطيع، عامل عبد الله ابن الزبير في الكوفة، الذي حارب الثورة بالرجال الذين تولوا قتل الإمام الحسين(ع)، مثل الشمر بن ذي الجوشن، وعمرو بن الحجاج، وشبث بن ربعي وأمثالهم، ما حفّز الثوّار على المضي في ثورتهم والتصميم على النصر.وقد أنصف المختار عندما تولّى الحكم، طبقة في المجتمع الإسلامي كانت مضطهدة في عهد الأمويين، واستمر اضطهادها في عهد ابن الزبير، وهي طبقة الموالي (المسلمين من غير العرب)، الذين كانت عليهم واجبات المسلمين ولم تكن لهم حقوقهم، فلما استتبّ الأمر للمختار أنصفهم، فجعل لهم من الحقوق مثل ما لغيرهم من عامة المسلمين.

وقد أثار هذا العمل الأشراف وسادة القبائل فتكتّلوا ضد الثورة، وتآمروا عليها، وكان على رأسهم قتلة الحسين، ولكنهم فشلوا في حركتهم. وكانت هذه الحركة سبباً في تعجيل المختار بتتبع قتلة الإمام الحسين وآله(ع) في كربلاء، فقتل منهم في يوم واحد مائتين وثمانين رجلاً، حتى لم يفلت من زعمائهم أحد، فقتل الشمر وعمر بن سعد وشبث بن ربعي وغيرهم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو زهراء
2009-01-10
بسم الله الرحمن الرحيم انا سمعت حديثا للنبي صلى الله عليه واله يقول(سيخرج من ثقيف كذاب ومبير) الكذاب هو المختار الثقفي لانه ادعا الامامة بعد ما قضى على اعداء اهل البيت والمبير لا يخفى على احدا انه الحجاج الثقفي وشكرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك