المقالات

ثورة المختار... امتدادٌ لثورة الحسين(ع)

1320 15:00:00 2009-01-08

( بقلم : صلاح الغراوي )

كانت ثورة الإمام الحسين(ع) السبب في انبعاث الروح الثورية عند الإنسان المسلم بعد فترة من الخمود والتسليم. وقد كانت الآفاق النفسية والاجتماعية تحول بين الإنسان المسلم وبين أن يناضل عن دينه وذاته وإنسانيته، فجاءت ثورة أبي عبد الله(ع) لتحطم كلّ تلك الحواجز وتطلق العنان لثورات كثيرة لاحقة. ومن بين هذه الثورات تأتي ثورة المختار الثقفي التي انطلقت تحت شعار "يا لثارات الحسين".

كان المختار الثقفي من الشخصيات اللامعة التي عرفها التاريخ الإسلامي، وقد لعب دوراً خطيراً في الأحداث السياسية والاجتماعية، وأثبت كفاءته أنه رجل الفكر والعمل، حتى قال عنه بعض المؤرخين: "كان على جانب كبير من الدراية بعلم النفس والإلمام بوسائل الدعاية والإعلام، فقد كان يخاطب عواطف الناس كما كان يخاطب عقولهم، وكان لا يكتفي بوسائل الدعاية المعروفة حينئذٍ كالخطابة والشعر، بل لجأ إلى وسائل كثيرة للدعاية، منها التمثيل والمظاهرات والإشاعات، كما لجأ إلى ما نسميه اليوم بالانقلاب العسكري حينما انتزع الكوفة من ابن الزبير".

وبعد استيلائه على الكوفة دخل الرعب إلى نفوس قتلة الإمام الحسين(ع)، فهام بعضهم من خوفه في البيداء، وفرّ آخرون إلى عبد الملك، وهرب بعضهم إلى ابن الزبير وقاتل معه، لا إيماناً بقضيته، ولكن خوفاً من المختار.وهكذا أدخل المختار الرعب إلى قلوب المجرمين من قتلة الإمام الحسين(ع) حتى زلزلت الأرض تحت أقدامهم واجتاحتهم موجات عاتية من الخوف والرعب، فلم يهنأ أحدٌ منهم بعيش بعد أن خيّم عليهم شبح الموت.

لقد ربط المختار دعوته بمحمد بن الحنفية ابن الإمام علي(ع)، وهذا ما جعل الناس تطمئن إليه وتلتحق بثورته، ما مكّنه من تشكيل قوة كبيرة أثارت الرعب في قلوب الولاة والعمال، وعلى رأسهم عبد الله بن مطيع، عامل عبد الله ابن الزبير في الكوفة، الذي حارب الثورة بالرجال الذين تولوا قتل الإمام الحسين(ع)، مثل الشمر بن ذي الجوشن، وعمرو بن الحجاج، وشبث بن ربعي وأمثالهم، ما حفّز الثوّار على المضي في ثورتهم والتصميم على النصر.وقد أنصف المختار عندما تولّى الحكم، طبقة في المجتمع الإسلامي كانت مضطهدة في عهد الأمويين، واستمر اضطهادها في عهد ابن الزبير، وهي طبقة الموالي (المسلمين من غير العرب)، الذين كانت عليهم واجبات المسلمين ولم تكن لهم حقوقهم، فلما استتبّ الأمر للمختار أنصفهم، فجعل لهم من الحقوق مثل ما لغيرهم من عامة المسلمين.

وقد أثار هذا العمل الأشراف وسادة القبائل فتكتّلوا ضد الثورة، وتآمروا عليها، وكان على رأسهم قتلة الحسين، ولكنهم فشلوا في حركتهم. وكانت هذه الحركة سبباً في تعجيل المختار بتتبع قتلة الإمام الحسين وآله(ع) في كربلاء، فقتل منهم في يوم واحد مائتين وثمانين رجلاً، حتى لم يفلت من زعمائهم أحد، فقتل الشمر وعمر بن سعد وشبث بن ربعي وغيرهم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو زهراء
2009-01-10
بسم الله الرحمن الرحيم انا سمعت حديثا للنبي صلى الله عليه واله يقول(سيخرج من ثقيف كذاب ومبير) الكذاب هو المختار الثقفي لانه ادعا الامامة بعد ما قضى على اعداء اهل البيت والمبير لا يخفى على احدا انه الحجاج الثقفي وشكرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك