( بقلم : علاء الموسوي )
على مدى اكثر من اربعة عشر قرنا وذكرى عاشوراء لاتغيب عن ذاكرة الجيل الاسلامي المتجدد في كل زمان. بل لاتقتصر الرسالة العاشورائية على المناخات والاجواء الاسلامية قط ، وانما شملت كل المعاني الانسانية التي استلهمت الشعوب من دروسها البليغة في الايثار والتضحية والثورة على الظلم والاستبداد. كثيرة هي الثورات التي حدثت في التاريخ ولها ابعاد محددة ومختلفة المضامين والغايات، الا ان ثورة الامام الحسين (ع) كانت جذوة لاتطفى على طول التاريخ بكل ابعادها الانسانية.
ففي ظل ظروف التقدم العلمي والمعلوماتي المعاصر أضحت تفاصيل معركة عاشوراء وحلول مناسبتها في شهر محرم الحرام من كل سنة مناسبة عظيمة لتتجلى أكثر وأكثر في ضمائر الأحرار والأسوياء في العالم إينما كانوا وإلى أي ملة ينتموا. في تفجير انتفاضة عاشوراء ما يتسع لكتابة مجلدات عنه، فقد استطاعت هذه المناسبة بقدرة الله سبحانه وتعالى أن تأسر قلوب الطيبين الذين ينظروا إلى ما سجلته كربلاء في يوم عاشوراء سنة 61 هـ وكأنها إحدى ملاحم أي شعب حي. هل يا ترى تتعض الشعوب من سيرة الامام وتجعلها منهاجا لها في مقارعة الظلم والبحث عن الحرية؟؟. وهل كانت نظرية اقوم من نظرية انتصار الدم على السيف التي جسدتها ملحمة الطف في عاشوراء الحسين (ع)؟؟.التاريخ عاد مرة اخرى بثورات للشعوب على طواغيتها، فالثورة الفرنسية والثورة الروسية والثورة الايرانية.... وغيرها، لكل ثورة لها بعد ومدى تصل له، لكن ثورة الامام الحسين (ع) لاتحد بزمان ومكان، خالدة على مر العصور.
فتضحية الامام بنفسه وعياله كان له الدور الكبير في شحذ الهمم لاجل الاستشهاد وكذلك قلة المناصرين معه تدل على صعوبة الطريق، لكن مثل هذه الثلة الصالحة من اصحابه، والتي صرح بها الائمة (عليهم السلام) في عصر الدولة الاموية والعباسية، بانه لو كان يملكون هذا العدد من الانصار لشرعوا في القضاء على مظاهر الظلم والاستبداد انذاك، ذلك لان العدد ليس مهم بقدر اخلاص الثائرين لمنهجم وطاعتهم لقائدهم في مسيرة الثورة واحقاق الغاية المثلى من ورائها. اشارات عاشوراء ومدارس ثورتها نحن اليوم بأمس الحاجة اليها في ترجمة اعمالنا وشؤوننا على كافة الصعد، وعلينا ان نكون حذرين في تصفح التأريخ والمرور بمحطات الاباء والكرامة من دون الاتعاظ بها وتحويلها الى واقع عملي ملموس.
https://telegram.me/buratha