( بقلم : سيد رياض المولى )
لاشك في إن سقوط الطاغية ونظامه البائد احدث تغيرا هائلا في المفاهيم والقيم السياسية والاجتماعية وما أعقب ذلك من تغير حاد في موازين القوى في هذا البلد و لم يكن هذا التغيير مفاجئا أو طارئا بل هو نتيجة طبيعية لمخاض عسير ورد فعل للكم الهائل من المصائب والكوارث التي عاشها الشعب العراقي بكل أطيافه تحت حكم الطاغوت البعثي , إن محصلة هذا التغيير تؤدي إلى نتيجة مهمة مفادها إن هذا البلد لايمكن أن يكون ملكا لحزب أو عشيرة أو مدينة أو طائفة واحدة بل هو ملكا لكل العراقيين وان صفحة الماضي البشع ولت مع أصحابها إلى غير رجعة وبات من المستحيل أن يتخيل المريء بأن تحكم مدينة مثل البصرة أو العمارة من قبل محافظ أو مدير امن لاينتمي إليها بشيء ولايمت إلى أهلها بصلة .
لكن واقع الحال يشير إلى إن هناك من يعيش وهم العودة إلى الماضي وعودة الأمور إلى نصابها السابق هكذا وبكل بساطة دون إن تحسب أي حساب لإرادة الملايين التي عانت الظلم والتي مزقت صفحات الماضي الأسود إلى الأبد وأيقنت بأنه لارجعة للظالمين مهما غلت التضحيات .يمكن وبكل بساطة تمييز دعاة هذا المنهج الفاشل لأنه لايستند إلى أي أساس واقعي ولايحركه سوى دافعين أولهما الحقد الطائفي وثانيهما معاداة الواقع الجديد لأنه افقدهم المكتسبات والمميزات المادية التي انعم بها عليهم نظام البعث البائد وطاغيته وأصبحوا ألان يتسولون في الشوارع الخلفية لعواصم الدول العربية ويتملقون زعمائها وملوكها وبعضهم يعشعش كالخفافيش داخل مؤسسات الدولة العراقية أو في أروقة البرلمان يعملون تحت حماية مظلة المصالحة الوطنية وهم أول الساعين إلى هدم هذه المصالحة ونسف قواعدها .
هذه الفئة هي نموذج تقليدي للعقلية البعثية المتحجرة التي تخادع نفسها بإمكان عودة عجلة التاريخ إلى الوراء وأفضل من ينطبق عليهم التصنيف أعلاه هم حارث الضاري وهيئته الطائفية ويتبعه جوق المطبلين من حثالات البعث التي باتت تتسكع ألان على أرصفة دمشق والقاهرة وعمان ابتدءا بحسن العلوي وعبد الرزاق عبد الواحد وداود الفرحان وسعد البزاز وربما تشاركهم القناعة في ذلك الراقصة ميس كمر ناهيك عن فرسان المصاطحة صالح المطلك وخلف العليان وغيرهم العشرات ممن ينتمي لهذا الخط البائس الذي لايجيد غير لغة الرفض والتنديد الفارغ المتسم بالغباء ومعاداة كل ما يتعلق بوضع العراق الجديد دون وعي أو فهم يستند لتحليل جدي , والهدف هو فقط إرباك وعرقلة العملية السياسية و لأنهم يعيشون في وهم العودة لحكم القرية والعشيرة الواحدة التي تحكم بلدا متعدد الطوائف والأعراق وتتحكم بثرواته ورقاب أبنائه بدون سائلا أو رقيب .
استذكرت الحقائق أعلاه وانأ أشاهد برنامج تعرضه إحدى المحطات الفضائية العراقية التي تبث من القاهرة يبدو من الخط العام لهذه المحطة بأنه قد اختلط عليها الحابل بالنابل وأصبحت لا تميز بين الضحية والجلاد وهي كغيرها ترفع شعار معارضة الاحتلال الذي يرفعه كل من يريد تزيين صورته ويبدو بمظهر الوطني الشريف....البرنامج يقدمه الصحفي البعثي القديم داود الفرحان بالاشتراك مع راقصة عراقية من الدرجة العاشرة تقيم في القاهرة منذ عدة سنوات تمثل ادوار كومبارس في المسلسلات المصرية واعتقد شخصيا بان هذا المستوى في الشراكة يليق بداود الفرحان .
داود الفرحان لمن لايعرفه هو احد بقايا فوج المطبلين لسيدهم المقبور.. صحفي مارس الكتابة قي صحف النظام البائد في سبعينات وثمانينات القرن الماضي معتمدا أسلوب الكتابة الساخرة أسلوبه أكل الدهر عليه وشرب كمن يسرد نكته تافهة لايضحك احد عليها سوى نفسه وقد تقلد مناصب إعلامية عديدة في زمن سيده المقبور مبتدا بكاتب صحفي في مجلة ألف باء ومنتهيا بملحق ثقافي في القاهرة , و للقارئ الكريم أن يتخيل ماهي الخدمات التي قدمها الفرحان لسيده المقبور لكي يكافاه بمنصب الملحق الثقافي في سفارة النظام البائد في القاهرة تم علينا أن نتساءل عن واجبات ملحق ثقافي لسفارة صدام المقبور وبالذات في عاصمة كالقاهرة تعج بالأقلام والذمم المأجورة لكتاب وممثلين وراقصات مستعدين لبيع كل ما يملكون مقابل دولارات صدام وكوبوناته النفطية في تلك الفترة , بعد قراءة السيرة الذاتية المشبوهة لهذا الرجل ماذا نتوقع منه أن يكتب ويعرض من بضاعة غير التهجم والإساءة والكذب والدجل لينفس عن أحقاده على الشعب وإرادته الوطنية التي هدمت أصنام أسياد الفرحان وأولياء نعمته .
وللحقيقة نقول بان الفرحان كان وفيا لسادته المقبورين من خلال ابداعة في تزييف الحقائق ضمن برنامجه التافه والممل التي تعرضه تلك القناة بأسلوب مثير للشفقة بدلا من السخرية ونقول للفرحان بان بضاعتك أصبحت كاسدة لاتجد من يقبلها أو يستمع إليها فقد ولى زمنكم الأغبر والى غير رجعة وان لم يعد لك مكانا بين الشرفاء من ابناء العراق لأنكم آذيتم الشعب في الماضي ومازلتم مصرين على اذائه ونصيحتي لك ولمن يتطابق معك في المنهج والراي أن تترك الكتابة و تجد لك عمل أخر تعتاش عليه ونقترح عليك العمل كبواب في إحدى عمارات القاهرة كما فعل زميلكم المحامي الأردني الذي دافع عن زعيمكم المقبور عندما ترك المحاماة وعمل بوابا في عمان .
رياض المولى – السويد
https://telegram.me/buratha