( بقلم : مازن الداودي* )
معروف ان العراق يعتمد بالدرجة الاساسية على النفط كمورد مالي للبلاد، وان ارتفاع اسعاره في الاسواق العالمية يؤدي الى انتعاش الاوضاع الاقتصادية، وازدهار حركة الاسواق فيه، وارتفاع القدرة الشرائية للناس، وان انخفاض اسعاره في الاسواق العالمية يتسبب بنتائج معاكسة تماما، وقد شهدنا انتعاشا واضحا في الاوضاع الاقتصادية بسبب الارتفاع الكبير في اسعار النفط خلال الاعوام الثلاثة الماضية، بحيث وصلت ميزانية البلاد السنوية الى اكثر من سبعين مليار دولار، وهذا رقم كبير جدا، وقد انعكس ذلك على رواتب العاملين في دوائر ومؤسسات الدولة، وعلى مختلف مظاهر الحياة في البلاد.
لكن لوحظ في الشهور القليلة الماضية تراجعا في اسعار النفط، فبعد ان وصل سعر البرميل الى مايقارب 130 دولار، عاد ليهبط الى ما دون 100 دولار، وهذا يعني فقدان عدة مليارات دولار من الميزانية التخمينية للدولة.والانكى من ذلك ان كميات الانتاج انخفظت هي الاخرى من مليونين ونصف مليون برميل يوميا الى اكثر من مليون ونصف المليون برميل، لاسباب مجهولة لايعرفها الا الراسخون في علم وزارة النفط والمطلعين على كل الخفايا والاسرار.ومع تراجع الاسعار وانخفاض كميات الانتاج تكون ميزانية اليلاد قد فقدت ثلث قيمتها او اكثر.ويمكن لاي شخص ان يتصور المشاكل والازمات الحياتية التي يمكن ان تتسبب فيها هذه المتغيرات بالنسبة لبلد مثل العراق يحتاج الى المزيد المزيد من الاموال لتحسين الاوضاع الاقتصادية لمختلف شرائح المجتمع وانتشال اعداد كبيرة من الفقر المدقع والحرمان والاهمال، ولاعادة الاعمار واصلاح البنى التحتية، وتحسين الواقع الخدمي المتردي؟.
ان الامر ينذر بحدوث كارثة اذا بقيت الاسعار في تراجع واذا لم يتم تدارك ومعالجة اسباب انخفاض كميات الانتاج. فالمشاكل الاقتصادية لابد ان تترتب عليها تبعات ومشاكل سياسية ، من الممكن ان تجعل كل المنجزات والمكاسب المتحققة في مهب الريح، او في خبر كان.
ان ايلاء الاهتمام الكافي بهذا الامر اهم بكثير واكثر جدوى من التركيز على وقائع واحداث غير دقيقة وربما غير واقعية عن عمليات التهريب، والتي تصيغ سيناريوهاتها جهات معينة للاساءة والتشهير بجهات وشخصيات سياسية كجزء من تصفية الحسابات او السعي الى تحقيق مكاسب على حساب الاخر.وستكون لنا اكثر من وقفة مع هذا الموضوع، وسنذكر ارقاما وحقائق تفيد لتوضيح الصورة.------------------------ *باحث وخبير في شؤون النفط
https://telegram.me/buratha