المقالات

لماذا نخاف من الاتفاقيات الدولية؟

1278 20:00:00 2008-10-05

( بقلم : علاء الموسوي )

في خضم المفاهيم المغلوطة على الساحة، والتأويلات المفعمة بالافتراءات والاتهامات الرخيصة، ممن لايملكون غير (التصويب) في قلب المنجز العراقي بسلاح المزايدات الوطنية المزيفة في وضح النهار. تطرح اليوم الكثير من التساؤلات الملغومة حول طبيعة الحراك السياسي والدبلوماسي للحكومة العراقية. قضية الاتفاقية العراقية ـ الاميركية، وكذلك الحراك الدبلوماسي العراقي في اقناع المجتمع الدولي بالتجربة العراقية الجديدة، عبر وثيقة (العهد الدولي)، تتزامن مع الحملة الاعلامية المغرضة ضد الشعب العراقي قبل حكومته، وذلك لما تتضمنه هذان القضيتيان من محاور داعمة لاثبات شرعية الحكومة العراقية الجديدة داخل الجسد الدولي. فهوية الاتفاقية العراقية ـ الامريكية بغض النظر عن رفض وقبول بعض البنود المتداولة في هذه الاتفاقية، تنسجم مع آمال وطموحات الشعب العراقي بجميع طوائفه وتشكيلاته السياسية، اذ انسحاب القوات الامريكية واخراج العراق من طائلة البند السابع، والسعي الجاد لاطفاء الديون المترتبة على اموال الشعب العراقي، والاعتراف الشرعي بالسيادة العراقية الكاملة على اراضيه، هي من اهم المحاور التي قوبلت بترحيب كافة الكتل والاحزاب في المجلس السياسي للامن الوطني قبل اشهر من بدء المفاوضات، فضلا عن كونها السبيل الحقيقي من حيث التمثيل الشعبي في ان تقرر نجاح او فشل التوصل الى تلك المحاور الرئيسة في الاتفاقية، بعيدا عن اطلاق التهم والاقاويل غير المسؤولة في تصنيف الوطنيين والمتخاذلين من قبل الجهات المشكك في انتمائها للعراق وشعبه جملة وتفصيلا.

 ناهيك عن ان الرفض المعلن من قبل رئاسة الائتلاف العراقي الموحد لما جاء من تقاعس الامريكان عن تنفيذ تلك المحاور بعيدا عن المماطلة والتسويف، لم يزايدها على ذلك احدا، لكي تدعي بعض الجهات بالسبق السياسي للتعليق على الاتفاقية المزمع اجراؤها. الامر الذي يجب من خلاله التفريق بين شرعية التفاوض لارجاع الحقوق والسيادة العراقية، وبين رفض المماطلة والتسويف في تنفيذ تلك المطالب الشرعية، وهذا ما اعلن عنه مرارا وتكرارا بخصوص الاتفاقية الامنية مع الامريكان، والذي لايحتاج بحد ذاته الى هذا الكم الهائل من التهويل الاعلامي والنفاق السياسي لبعض الجهات.

والانكى من ذلك كله ان يتم الاعلان عن تلك الملاحظات والمؤاخذات المغلوطة في الوقت الذي يتم فيه التوصل الى رؤية دولية شاملة للاعتراف الدولي بالعراق الجديد، وتطبيق ذلك على ارض الواقع من خلال التمثيل الدبلوماسي والقانوني للدول المجاورة، لاسيما (الاشقاء العرب) الذي يزيدهم تعاون الاجنبي مع العراق اصرارا يوما بعد اخر في معاقبة الشعب العراقي على ما اقترفه النظام الصدامي (المؤيد من قبلهم سابقا) بحق انظمتهم الحالية، لا لشيء سوى اسقاط تلك المعادلة التي جاء بها العراق الى بيئتهم المتخمة بالتسلط والاستبداد والتطرف. سياسة التهويل والنفاق ستكون الورقة الاخيرة لدى المتلونين من اصحاب النظريات الجزئية في فن السياسة الدولية، ذلك الفن الذي لايعرف المستحيل في تحقيق مصالح الشعوب وكيفية ضمان الحقوق والواجبات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك