( بقلم : علاء الموسوي )
في خضم المفاهيم المغلوطة على الساحة، والتأويلات المفعمة بالافتراءات والاتهامات الرخيصة، ممن لايملكون غير (التصويب) في قلب المنجز العراقي بسلاح المزايدات الوطنية المزيفة في وضح النهار. تطرح اليوم الكثير من التساؤلات الملغومة حول طبيعة الحراك السياسي والدبلوماسي للحكومة العراقية. قضية الاتفاقية العراقية ـ الاميركية، وكذلك الحراك الدبلوماسي العراقي في اقناع المجتمع الدولي بالتجربة العراقية الجديدة، عبر وثيقة (العهد الدولي)، تتزامن مع الحملة الاعلامية المغرضة ضد الشعب العراقي قبل حكومته، وذلك لما تتضمنه هذان القضيتيان من محاور داعمة لاثبات شرعية الحكومة العراقية الجديدة داخل الجسد الدولي. فهوية الاتفاقية العراقية ـ الامريكية بغض النظر عن رفض وقبول بعض البنود المتداولة في هذه الاتفاقية، تنسجم مع آمال وطموحات الشعب العراقي بجميع طوائفه وتشكيلاته السياسية، اذ انسحاب القوات الامريكية واخراج العراق من طائلة البند السابع، والسعي الجاد لاطفاء الديون المترتبة على اموال الشعب العراقي، والاعتراف الشرعي بالسيادة العراقية الكاملة على اراضيه، هي من اهم المحاور التي قوبلت بترحيب كافة الكتل والاحزاب في المجلس السياسي للامن الوطني قبل اشهر من بدء المفاوضات، فضلا عن كونها السبيل الحقيقي من حيث التمثيل الشعبي في ان تقرر نجاح او فشل التوصل الى تلك المحاور الرئيسة في الاتفاقية، بعيدا عن اطلاق التهم والاقاويل غير المسؤولة في تصنيف الوطنيين والمتخاذلين من قبل الجهات المشكك في انتمائها للعراق وشعبه جملة وتفصيلا.
ناهيك عن ان الرفض المعلن من قبل رئاسة الائتلاف العراقي الموحد لما جاء من تقاعس الامريكان عن تنفيذ تلك المحاور بعيدا عن المماطلة والتسويف، لم يزايدها على ذلك احدا، لكي تدعي بعض الجهات بالسبق السياسي للتعليق على الاتفاقية المزمع اجراؤها. الامر الذي يجب من خلاله التفريق بين شرعية التفاوض لارجاع الحقوق والسيادة العراقية، وبين رفض المماطلة والتسويف في تنفيذ تلك المطالب الشرعية، وهذا ما اعلن عنه مرارا وتكرارا بخصوص الاتفاقية الامنية مع الامريكان، والذي لايحتاج بحد ذاته الى هذا الكم الهائل من التهويل الاعلامي والنفاق السياسي لبعض الجهات.
والانكى من ذلك كله ان يتم الاعلان عن تلك الملاحظات والمؤاخذات المغلوطة في الوقت الذي يتم فيه التوصل الى رؤية دولية شاملة للاعتراف الدولي بالعراق الجديد، وتطبيق ذلك على ارض الواقع من خلال التمثيل الدبلوماسي والقانوني للدول المجاورة، لاسيما (الاشقاء العرب) الذي يزيدهم تعاون الاجنبي مع العراق اصرارا يوما بعد اخر في معاقبة الشعب العراقي على ما اقترفه النظام الصدامي (المؤيد من قبلهم سابقا) بحق انظمتهم الحالية، لا لشيء سوى اسقاط تلك المعادلة التي جاء بها العراق الى بيئتهم المتخمة بالتسلط والاستبداد والتطرف. سياسة التهويل والنفاق ستكون الورقة الاخيرة لدى المتلونين من اصحاب النظريات الجزئية في فن السياسة الدولية، ذلك الفن الذي لايعرف المستحيل في تحقيق مصالح الشعوب وكيفية ضمان الحقوق والواجبات.
https://telegram.me/buratha