( بقلم : منى البغدادي )
لا ندعي ان المجلس الاعلى او حزب الدعوة يشتركان في تصورات متطابقة وافكار متقاربة ومصالحهم ويتفقان في رؤاهم في الحكم والسلطة والقرار ولم نزعم ان الدعوة والمجلس لم يختلفاً او يتباعدا في مواقفهم في الكثير من المواقف كقضية مراكز الاسناد او اللجان الشعبية او ادارة الوزارات.
لم نزعم او ندعي ذلك ولو كان كذلك لما احتاج المجلس والدعوة الى اتفاق تفاهمي او تحالف سياسي ولاصبح حزباً واحداً وتشكيلاً موحداً ولا مبرر لوجود أي تحالف او اتفاق بين الحزب او الكيان الواحد، بل حتى الحزب الواحد لم يخلو من الخلافات والتفاوت في الافكار والتصورات بين اعضائه.
ومن هنا نتفق ان المجلس الاعلى وحزب الدعوة يفترقان في الكثير من التصورات والمتبنيات ولديهم ملف ماضوي بالخلافات والتجاذبات ولكن السؤال الجدير بالاثارة والاشارة هو ماهو مقومات التفاهم الوطيد والتقارب الشديد بين المجلس الاعلى وحزب الدعوة.
ثمة حقيقة جدير بالذكر والانتباه وهي ان موقف المجلس الاعلى مع السيد نوري المالكي وحكومته كان الانبل والامثل في الدفاع عن حكومة المالكي بل ان المجلس الاعلى وقف بشكل محتلف مع المالكي عن قيادات حزب الدعوة نفسها التي وقفت ضد المالكي ودوره في فرض القانون.
ان شخصيات دعوتية كالدكتور الجعفري وغيره وقفوا ضد المالكي وحاولوا اسقاطه واضعافه بتحالفهم مع قوى سياسية تضررت من صولة الفرسان المالكية بينما المجلس الاعلى وقف بكل حزم وحسم مع حكومة المالكي ولن ينساقوا مع دعوات الكثيرين بحجب الثقة عن حكومة المالكي.بل ان هناك قنوات اعلامية تابعة لحزب الدعوة وشخص المالكي نفسه وقفت محايدة ومترددة في صولة الفرسان ولم تدعم الحكومة واجهزتها الامنية بل ان قناة العراقية احتارت بين موقفين ضاغطين اخدهما المهنية والوطنية التي تستدعي دعم جكومة المالكي وفرض القانون وبين تركيبتها الضدرية وموقفها المتردد والمتخاذل فكان اداؤه مربكاً ومتردداً بل استضافت اثناء صولة الفرسان في البصرة السيد حازم الاعرجي ليعلن هجومه وتحريضه على المالكي وصولة الفرسان.
بينما وسيلة الاعلام التي وقفت مع صولة الفرسان والمالكي هو قناة الفرات الفضائية التي كان له الدور الابرز في تحشيد الرأي العام وعشائر البصرة والمحافظات للاصطفاف مع الحكومة واجهزتها الامنية وفرض القانون.
وقفة السيد الحكيم وقيادات المجلس الاعلى مع المالكي كانت تختلف مع وقفة الدعاة انفسهم مع المالكي والذين تفرقوا وتشظوا ما بين صدري وجعفري ومحايد ومتردد. بل الاخطاء الفادحة التي وقع بها بعض قيادات الدعوة ووسائلها الاعلامية توهمهم بان صولة الفرسان ستصب في مصلحة المجلس الاعلى وضرب خصومهم واخلاء الساحة البصرة والجنوبية من المنافس اللدود للمجلس الاعلى.
هذه المغالطة التي وقع بها هؤلاء فوتت عليهم فرص استثمار دعم المالكي وصولة الفرسان واثبتت حقائق خطيرة وقناعات خاطئة تعكس الرؤية الحزبية الضيقة واعتبار ان فرض القانون وطرد العصابات الخارجة على القانون هو لمصلحة المجلس الاعلى وحده وهذا الانطباع السلبي يسيىء الى بقية القوى الوطنية الداعمة للقانون ودولة المؤسسات.
ولو افترضنا جدلاً بان فرض القانون في العراق يخدم المجلس الاعلى وحده فهل هذا يستدعي ارباك النظام العام والغاء القانون لكي لا يستفيد المجلس الاعلى وحده ولو فرضنا ايضاً ان انهاء القاعدة في العراق سيصب في مصلحة دول غير متحالفة او صديقة لنا فهل هذا يعني ان نحزن لانهاء القاعدة في العراق ولو كان قتل الزرقاوي يشكل مصلحة لدولة عدوة لنا فهل سنتسامح مع الزرقاوي.
هذا الهوس الحزبي وهستيريا الاستقطاب والهواجس من نفوذ المجلس الاعلى الجماهيري ادى الى بلورة هذه القناعات الخاطئة والبائسة وربما السيد نوري المالكي لم ينساق كثيراً وراء هذه القناعات لاعتقاده ان قبولها يعني نهاية حكومته وسقوطها.
https://telegram.me/buratha