( بقلم : محمد التميمي )
تزايدت في الاونة الاخيرة العمليات الارهابية، بالسيارات المفخخة والاحزمة والعبوات الناسفة والمسدسات الكاتمة للصوت في بغدد وبعض المدن. ويتوقع مراقبون ومختصون بالشؤون العسكرية والاستخباراتية ارتفاع وتيرة مثل تلك العمليات بدرجة اكبر خلال الفترة القادمة، وتركيزها على قوات الشرطة وليس قوات الجيش.
والغريب في الامر هنا ان قائد القوات الاميركية في العراق الذي عين مؤخرا قائدا للقيادة المركزية الوسطى للقوات الاميركية في الشرق الاوسط الجنرال ديفيد بترايوس صرح قبل اسابيع قليلة ، بان تنظيم القاعدة مازال يشكل خطرا على العراق، وفي اعقاب تصريحه اشر مؤشر الارهاب الى ارتفاع واضح في العمليات الارهابية.يقول البعض ان ما يجري في الشارع العراق لايخرج في جزء منه عن اطار الاجندات الاميركية التي هي دائما غامضة بالنسبة لنا نحن الناس العاديين، ناهيك عن عدد كبير من الساسة في مواقع القرار والمسؤولية.بعبارة اكثر وضوحا ان للقوات الاميركية دور في تصاعد وتيرة الارهاب، لايجاد نوع من الضغط على الحكومة والجهات المعنية لابداء مرونة من الاتفاقية الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة، والتي تسعى الاخيرة للفراغ منها قبل انتهاء ولاية الرئيس الحالي جورج بوش، لكي تتكلل بها ما تعتبره الولايات المتحدة انه انجازات تأريخية لها بدءا من التاسع من نيسان 2003 وحتى الان.
ربما يدرك عدد من السياسيين هذه اللعبة، ولكنهم بالتأكيد لايستطيعون ان يتكلمون بكل ما يعرفونه، او انهم اضافة الى ذلك يحضون الاميركان على اللعب بورقة الارهاب بهذه الطريقة لانهم يريدون ابرام الاتفاقية اليوم بعد الغد كيفما اتفاق بدون شروط ولاضوابط ولاضمانات.
وقد يكون هذا فصل من فصول اللعبة، اما الفصل الاخر فيتمثل بالعمل على اضعاف تشكيلات الشرطة والمؤسسات المرتبطة بوزارة الداخلية، في مقابل الحفاظ على الجيش، وتقويته وتعزيزه بسياقات مثيرة وتدعو للشك والتوجس والقلق، لانها تعيد صورة الجيش السابق بقياداته واساليبه وادواره، وهذا الفصل لايقل خطورة عن سابقه.
https://telegram.me/buratha