المقالات

المخاوف الواقعية من عسكرة الدولة والمجتمع


( بقلم : عمار احمد )

يحق للناس في العراق، سواء كانوا سياسيون في مواقع المسؤولية، او مواطنون عاديون ان يقولوا ويتخوفوا من استشراء وهيمنة المظاهر العسكرية في مؤسسات الدولة وفي مختلف مظاهر الحياة المدنية. هذه المخاوف ترتبط بالماضي، فقد عانى العراقيون اشد المعاناة بسبب هينمة ثقافة العسكر والسلاح والحروب على ما سواها من مقومات وعناصر ومظاهر ثقافة المجتمع المدني، ودفعوا ثمنا باهضا، دماء واموال وموارد وثروات جراء ذلك، ومازالوا يدفعون ثمن ذلك.

لاينكر الدور الايجابي والفعال الذي قام به الجيش والشرطة في مواجهة الجماعات الارهابية وتصفية الكثير منها، ولاينكر الدور الايجابي له في صيانة والمحافظة على مؤسسات الدولة المختلفة، وفي استتباب الامن والنظام في الكثير من المفاصل، ولكن ان يتواجد الجيش بأسلحته المختلفة في داخل الجامعات والمؤسسات التعليمية فهذا امر يثير استياء وغضب وحفيظة الناس، وان يصبح القائد العسكري حاكما ويتصرف بعيدا عن النظام والقانون وبقوة السلاح، فهذا الخطأ بعينه، وان يستخدم الجيش لفرض الامر الواقع، واخضاع من يريدون الالتزام بالدستور والنظام والقانون، فهذا يعني توجها نحو الغاء دولة المؤسسات وايجاد نظام عسكرتاري قانونه ودستوره السلاح.

من يضمن عدم لجوء الجيش الى الاستحواذ على السلطة بقوة السلاح اذا استشعر انه بات قويا وقادرا على فعل كل شيء، كما حدث مرات عديدة في العهود السابقة، ومن يضمن ان لايحول الجيش حينما يغدو قويا ومسيطرا البلاد الى ثكنة عسكرية كبيرة؟، ومن يضمن ان لا يلجأ الى رمي الساسة والزعماء المدنيين في السجون والمعتقلات عندما يتمكن من ذلك كما حصل في موريتانيا، وقبلها دول كثيرة في العالم الثالث؟.

ان ما يجب ان يكون هو ابعاد المؤسسة العسكرية عن السياسة، وجعل مهمة الاشراف والتوجيه العام ورسم سياساتها بيد زعماء البلد السياسيين المنتخبين من قبل ابناء الشعب وفق الدستور وعبر صناديق الاقتراع، من خلال ذلك فقط نضمن ان لايعود العراق الى عهد الانقلابات العسكرية والحروب العبثية في الداخل والخارج

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي بكلوريوس اقتصاد وسياحة ودبلوم ادارة مدنية
2008-09-28
اخطر شي سوف يواجة العراق بالاضافة الى الفساد المالي والاداري وغسيل الاموال هو عسكرت العسكر وهذة تبداء بعض الاحيان من المدرسة عندما الطلاب يقفون في الاصطفاف او مايعرف باليسيم هذة هي التربية البدائية على عسكر المجتمع المدني فاذا لم نعطي الى القضاء استقلاليتة فسوف نقع في نفس الاخطاء السابقة فتعاد المؤسسة العسكرية وتتدخل في السياسة ولا تخاف من القضاء المدني و نرجع الى حقبة شباط الاسود وحمامات الدم فالطريق يبداء بالاعمال الارهابية وينتهي في سيطرت العسكر والدستور والبرلمان يصبح حبر على ورق حذاري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك