المقالات

أول عائلة عراقية ترجع إلى ارض الوطن

1285 15:08:00 2008-09-25

( بقلم : السيد عمران موسى الياسري )

بعد أن حققت حكومة الوحدة الوطنية والمتمثلة برئاسة سيادة دولة رئيس الوزراء نوري المالكي نجاحات تستحق الثناء في استتباب الوضع الأمني في العراق والذي جاء ليكون ثمرة منهج اتبعتهُ الحكومة مر بادوار متعددة كان أهمها المصالحة الوطنية كنقطة بداية وبعد أن أدرك العراقيون قبل غيرهم أن هذا البلد بلدهم عاشوا فيه وسيعيشون ليس ليوم أو لسنة بل لقرون طويلة ترجع بهم إلى تاريخ وحضارة امتدت إلى أكثر من سبعة آلاف سنة .

وقد مر هذا الشعب العظيم بسنوات عجاف بعد صقوط الصنم من قتل وتهجير ألا أن حكمة عقلاء القوم وتكاتف أبناء هذا الشعب ضيعوا الفرصة على من يريد السوء للعراق والعراقيين . وبعد أن أدرك الجميع أن موقف دول الجوار وقفوا موقف المتفرج بل أن الإرهاب والارهابين كانوا ينطلقون بعدتهم وعددهم وسياراتهم المفخخة من هذه الدول المجاورة من كل صوب وحدب ليستأنسوا وهم يتفرجون على أشلاء العراقيين وهي تتطاير دون رحمة . ولأنهُ لا ييأس من رحمة الله ألا القوم الكافرون فاخذ الوضع الأمني يتحسن تدريجياً وبعد أن أمضى المواطن العراقي أياماً وهو يترقب الأحداث والى أي صوب تتجه .

ماذا حدث؟ تحالف الجميع وتعاهدوا وكانت النتائج تأتي بثمارها سريعا فلفظت القاعدة أنفاسها الأخيرة وولت إلى حيث لا رجعة فتوقف نزيف الدم المستباح . وبدأت خطة فرض القانون تحقق نجاحاتها هي الأخرى فبدئت في بغداد ثم انتقلت إلى المحافظات لتعطي درساً مفاده أن الجميع تحت القانون ولا يمكن لأي بلد أن يتقدم وينهض ما لم أن يتسيد القانون والقانون وحده . وبعد أن شهد العراق هذا التحسن الأمني دفع بكثير من الدول الغربية والعربية لتفتح سفاراتها وترسل سفرائها إلى بغداد وتسابق عدد من القادة والزعماء إلى الهبوط في مطار بغداد وتعاقدت الشركات العالمية وانعكس الأمر سريعا من داخل العراق إلى خارج العراق فاخذ المواطن العراقي في الخارج يفكر بجدية هذه المرة بالعودة إلى وطنه وأهلة فبدئت الطائرات تنقل عدد كبير من مصر وعن طريق البر أيظاً من الأردن وسوريا ولا زالت مستمرة ....

ما ذكرتهُ أعلاه ما هو ألا مقدمة حدت بي لكتابة هذا الموضوع والمتمثل بعودة الحاج أبو مصطفى وعائلته المكونة من زوجته وثلاثة بنات وولدان هذا اليوم من مدينة كريستيان ستاد في جنوب السويد ليترك السويد وأوربا ويرجع الى اول منزل عاش وترعع فيه واتخاذ مثل هذا القرار ليس صعب على صاحب هذه الأسرة بل لكل العراقيين الذين عاشوا ولا زالوا يعيشون في شتى بلدان العالم ولمن يطلع على هذا الموضوع بالتأكيد ستكون ردود أفعال مختلفة وبمعنى أخر لو وجه سؤال لأي عراقي يعيش في الغرب ايهما أحب أليك الرجوع إلى ارض الوطن والتأقلم للوضع الموجود أم البقاء في الغرب وانتظار مستقبل مجهول ؟

العراقي أو العراقية بطبيعتهما يحنون إلى وطنهم كحنين الرضيع إلى صدر أمه ولكن بنفس الوقت تبقى أمال ألعوده معلقة على كثير من الأمور منها تتحملها الحكومة والتي تأخذ على عاتقها أن العدد يقارب أربعة ملايين قد يزيد أو ينقص ولو أخذت الحكومة ومؤسسات الدولة الأخرى من توفير ما تحتاجه هذه العائلة لأنها بالتأكيد ستكون محطة تجربة ولو نجحت هذه التجربة فيمكن للكثير من العوائل الأخرى أن تخطو نفس الخطوة ورجوع مثل هذه العائلة التي تركت حياة اعتادت عليها في منتهى النظام والدقة من مدارس ونظام صحي ورعاية اجتماعية ووسائل ترفيهية وهي تعلم قبل غيرها أن كل هذا النظام سيتغير عندما يصلون إلى ارض العراق وبالنسبة للأب والأم يمكن أن يواجهُ الوضع الجديد بأقل صعوبة من الأطفال الذين يبصروا لحياة مختلفة بكل المقاييس وهم يرون حلم الأبوين قد تحقق بالرجوع إلى ارض دجلة والفرات والطفل الصغير مرتضى الذي لا يتجاوز ربيعه السابع هل يستطيع يفهم المصطلحات الجديدة في قاموس حياته المرتقبة ويجيدها كما أجاد التحدث باللغة السويدية وكيف يتم التعامل مع المفردات الجديدة التي بالتأكيد سوف يسمعها ( كهرباء ماكو غاز ماكو نفط ماكو ) ولكن الأمل والطموح يبقى موجود وخصوصا ونحن نعيش في الثلث الأخير من شهر رمضان المبارك شهر استجابة الدعاء أن يوفق الجميع في الحكومة وأبناء هذا الشعب المخلصين أن توفر الخدمات للمواطنين مثلما استطاعت أن توفر الأمن وأخر شي أود أن أقوله اللهم أرجعنا إلى أوطاننا سالمين .

السيد عمران موسى الياسري

السويد/ كريستيان ستاد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد علي الموسوي
2008-09-26
كنت اعمل في العراق منذ الثمانينات حتى بداية التسعيناة عندما قررت ان اهرب من العراق دون رجعة واحرقت كل سفني كما فعل طارق بن زياد.لقد ملأ العراقيون قلبي قيحا ودما كما فعلوا ذلك مع امام البشرية العظيم الامام علي بن ابي طالب . وها انا هنا محترم مكرم لا يؤذيني احد ابدا وعولجت من السرطان بكل اخلاص ولن اعود ابدا لبلد قتل على ارضه شهيد البشرية الحسين(ع).فهل يا براثة تجرؤون على نشر رأيي!!؟؟
ابو حسنين النجفي
2008-09-26
تابع * والحكومة بانت تساعدنا في جمع محبين اهل البيت وتهيء ارضية للعودة لنا جميعا بفتح مدارس تحوي جميع اللغات او لغة مشتركة ودراسة عربية وفقهية منفتحه على العالم وباصول شيعية بحته لتنير بها درب العالم عامة وعالمنا الاسلامي خاصة فقد كثرة طعناتنا من قبل اهلنا في ديننا والى الله المشتكى من هذه الغربة التي حرمتنا حتى اللجوء بقرب اضرحة احباب الله وعيبة علمه ومنارها وقد ذابت شحمات العيون بفراقكم يا ال النبي وبفراق اهلنا وبفراقك يا عراق يا موطن المولد والمدفن انشاء الله بقرب الشفيع
ابو حسنين النجفي
2008-09-26
اريد الرجوع حالا ولكن كيف ولا اعلم متى *اولا *لا اريد الذي حصل لي ان يتكرر مع اطفالي عندما غادرت العراق 1991 كانت عيني تشبح للعراق كل يوم ولكن بعد غدر العرب وكرههم للشيعة خاصة وللعراقيين عامة لم يبقى لنا خيار غير اوربا وامريكا وغيرها والشكر لله اولا ولهذه البلدان وشعوبها ثانيا رغم تقول الاخرين عنها *هنا قد خسرنا حياتنا السابقة وذهبت دراساتنا هواء في شبك وبدئنا نتعلم كل شيء كاننا اولاد صغار والعمر قد مضى *واليوم جاء زمن الاولاد فكيف سنعود وهم قد تعلموا كل شيء مختلف الا ان يرحمنا الله والحكومة تع
ام عمار الساعدي
2008-09-26
الي الاخ المحترم السيد عمران نحن الجاليه العراقيه في النروج لحد الان زجعت اكثر من مئة عائلة الي ارض الوطن الحبيب حاملين اطفلهم الى مرتع العلم ومنهل الاخلاق ليحصنوا اولادهم باخلاق اهل البيت والتاثر بصلة الرحم والاخلاص لشعبهم وحب الوطن وها نحن اول الناس من العائدين الى وطننا العزيز يعد ما عانينا غربة في مشارق الارض ومغربها وكنا تعيش في رعب من جلاوزة النظام المقبور وكان حصرة علينا الحصول على جواز وكنا نحتار حتى بالطفل عندما يولد ولم تاوينا اي دولة عربية وشكرا الى الدول الاوربية الي اوتنة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك