( بقلم : السيد عمران موسى الياسري )
بعد أن حققت حكومة الوحدة الوطنية والمتمثلة برئاسة سيادة دولة رئيس الوزراء نوري المالكي نجاحات تستحق الثناء في استتباب الوضع الأمني في العراق والذي جاء ليكون ثمرة منهج اتبعتهُ الحكومة مر بادوار متعددة كان أهمها المصالحة الوطنية كنقطة بداية وبعد أن أدرك العراقيون قبل غيرهم أن هذا البلد بلدهم عاشوا فيه وسيعيشون ليس ليوم أو لسنة بل لقرون طويلة ترجع بهم إلى تاريخ وحضارة امتدت إلى أكثر من سبعة آلاف سنة .
وقد مر هذا الشعب العظيم بسنوات عجاف بعد صقوط الصنم من قتل وتهجير ألا أن حكمة عقلاء القوم وتكاتف أبناء هذا الشعب ضيعوا الفرصة على من يريد السوء للعراق والعراقيين . وبعد أن أدرك الجميع أن موقف دول الجوار وقفوا موقف المتفرج بل أن الإرهاب والارهابين كانوا ينطلقون بعدتهم وعددهم وسياراتهم المفخخة من هذه الدول المجاورة من كل صوب وحدب ليستأنسوا وهم يتفرجون على أشلاء العراقيين وهي تتطاير دون رحمة . ولأنهُ لا ييأس من رحمة الله ألا القوم الكافرون فاخذ الوضع الأمني يتحسن تدريجياً وبعد أن أمضى المواطن العراقي أياماً وهو يترقب الأحداث والى أي صوب تتجه .
ماذا حدث؟ تحالف الجميع وتعاهدوا وكانت النتائج تأتي بثمارها سريعا فلفظت القاعدة أنفاسها الأخيرة وولت إلى حيث لا رجعة فتوقف نزيف الدم المستباح . وبدأت خطة فرض القانون تحقق نجاحاتها هي الأخرى فبدئت في بغداد ثم انتقلت إلى المحافظات لتعطي درساً مفاده أن الجميع تحت القانون ولا يمكن لأي بلد أن يتقدم وينهض ما لم أن يتسيد القانون والقانون وحده . وبعد أن شهد العراق هذا التحسن الأمني دفع بكثير من الدول الغربية والعربية لتفتح سفاراتها وترسل سفرائها إلى بغداد وتسابق عدد من القادة والزعماء إلى الهبوط في مطار بغداد وتعاقدت الشركات العالمية وانعكس الأمر سريعا من داخل العراق إلى خارج العراق فاخذ المواطن العراقي في الخارج يفكر بجدية هذه المرة بالعودة إلى وطنه وأهلة فبدئت الطائرات تنقل عدد كبير من مصر وعن طريق البر أيظاً من الأردن وسوريا ولا زالت مستمرة ....
ما ذكرتهُ أعلاه ما هو ألا مقدمة حدت بي لكتابة هذا الموضوع والمتمثل بعودة الحاج أبو مصطفى وعائلته المكونة من زوجته وثلاثة بنات وولدان هذا اليوم من مدينة كريستيان ستاد في جنوب السويد ليترك السويد وأوربا ويرجع الى اول منزل عاش وترعع فيه واتخاذ مثل هذا القرار ليس صعب على صاحب هذه الأسرة بل لكل العراقيين الذين عاشوا ولا زالوا يعيشون في شتى بلدان العالم ولمن يطلع على هذا الموضوع بالتأكيد ستكون ردود أفعال مختلفة وبمعنى أخر لو وجه سؤال لأي عراقي يعيش في الغرب ايهما أحب أليك الرجوع إلى ارض الوطن والتأقلم للوضع الموجود أم البقاء في الغرب وانتظار مستقبل مجهول ؟
العراقي أو العراقية بطبيعتهما يحنون إلى وطنهم كحنين الرضيع إلى صدر أمه ولكن بنفس الوقت تبقى أمال ألعوده معلقة على كثير من الأمور منها تتحملها الحكومة والتي تأخذ على عاتقها أن العدد يقارب أربعة ملايين قد يزيد أو ينقص ولو أخذت الحكومة ومؤسسات الدولة الأخرى من توفير ما تحتاجه هذه العائلة لأنها بالتأكيد ستكون محطة تجربة ولو نجحت هذه التجربة فيمكن للكثير من العوائل الأخرى أن تخطو نفس الخطوة ورجوع مثل هذه العائلة التي تركت حياة اعتادت عليها في منتهى النظام والدقة من مدارس ونظام صحي ورعاية اجتماعية ووسائل ترفيهية وهي تعلم قبل غيرها أن كل هذا النظام سيتغير عندما يصلون إلى ارض العراق وبالنسبة للأب والأم يمكن أن يواجهُ الوضع الجديد بأقل صعوبة من الأطفال الذين يبصروا لحياة مختلفة بكل المقاييس وهم يرون حلم الأبوين قد تحقق بالرجوع إلى ارض دجلة والفرات والطفل الصغير مرتضى الذي لا يتجاوز ربيعه السابع هل يستطيع يفهم المصطلحات الجديدة في قاموس حياته المرتقبة ويجيدها كما أجاد التحدث باللغة السويدية وكيف يتم التعامل مع المفردات الجديدة التي بالتأكيد سوف يسمعها ( كهرباء ماكو غاز ماكو نفط ماكو ) ولكن الأمل والطموح يبقى موجود وخصوصا ونحن نعيش في الثلث الأخير من شهر رمضان المبارك شهر استجابة الدعاء أن يوفق الجميع في الحكومة وأبناء هذا الشعب المخلصين أن توفر الخدمات للمواطنين مثلما استطاعت أن توفر الأمن وأخر شي أود أن أقوله اللهم أرجعنا إلى أوطاننا سالمين .
السيد عمران موسى الياسري
السويد/ كريستيان ستاد
https://telegram.me/buratha