( بقلم : علاء الموسوي )
العدل والمساواة والتسامح والمحبة والحكمة........ عشرات المناقب والصفات الحميدة التي يمكن لنا نحن المحبون لهذا الرجل العظيم، ان نستشفها من حياته وسيرته العطرة والمباركة، لنتمثل بها في بيتنا ومع اهلينا ومحبينا وفي مجتمعنا، سواء كنا مرؤوسين او مترأسين لمناصب في المجتمع والدولة. تمر علينا اليوم ذكرى استشهاد امير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ابي الحسن الامام علي (عليه السلام)، الامر الذي يوجب علينا كمسلمين بالدرجة الاساس، وكعراقيين بالخصوص ، ان نقف عند محطات حياة هذا الرجل العظيم، ونستلهم من سيرته المباركة الدروس والعبر لنقوم بها حالنا، ونكشف عيوبنا ، لاسيما ونحن المنادون بامامة علي (ع) في الدنيا والاخرة ، وان اتباعه هم الوارثين للارض بدولة يعز بها الاسلام واهله، ويذل بها النفاق واهله. لنأخذ مثلا اشراف الامام (ع) على امور رعيته، ومتابعته الدقيقة لمفاصل حكمه للبلاد الاسلامية، على الرغم من كثرة اعدائه ومبغضيه.
اذ ان تلك النماذج الخيرة من الرجال الذين عينهم الامام (ع) ولاة وموظفين، وان كانوا في مستوى لائق في الفكر والعمل والقدرة الادارية والقيادية، فإن الإمام علي (ع) قد زودهم بخطط هادية ومناهج راشدة، يهتدون بها في حياتهم العملية، وفي علاقاتهم مع مختلف قطاعات الامة التي يباشرون قيادتها. فهو يلزم ولاته بالنصح لعباد الله، وإشاعة العدل بينهم، ومعاملتهم باللين والحب، والتجاوز عن كل مظاهر الاستعلاء التي يغري بها المنصب غالبا، والحيلولة دون تأثير ذوي النفوذ الاجتماعي في مسيرة العدالة الاسلامية على حساب القطاعات الاجتماعية الاخرى، ونحو ذلك من مستلزمات إشاعة العدل وإقامة الحق بين الناس. ومن نافلة القول أن نشير إلى أن الإمام (ع) على الرغم من اهتمامه بانتفاء العناصر الأكفاء والورعة، فإنه كان يحرص على الإحاطة بأساليبهم في معاملة الامة من خلال مراكزهم القيادية باستعانته بجهاز من الرقباء والعيون ليرى مدى طاعة الولاة وتنفيذهم لقواعد العدالة الاسلامية، فإذا بدأ من احدهم خطأ اوتقصير، بادر الإمام إلى تقويم سلوكه بالوسائل التربوية تارة، وبالتهديد او بالعزل إذا لزم الأمر تارة اخرى.
ومن نماذج وسائله تلك : انه بلغه عثمان بن حنيف (رض) واليه على البصرة دعاه بعض شخصيات أهل البصرة إلى مأدبة، فخشي الإمام (ع) أن تستميله تلك الوسائل أو سواها فينحرف عن خط العدالة الاسلامية المرسوم له، فيميل في احكامه أو يجوز في قضائه ومعاملته للامة، فكتب إليه كتابا جاء فيه: ((اما بعد.. يا ابن حنيف فقد بلغني أن رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة، فأسرعت إليها، تستطاب لك الألوان، وتنقل إليك الجفان، وما ظننت أنك تجيب إلى طعام قوم، عائلهم مجفو، وغنيهم مدعو، فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم، فما اشتبه عليك علمه فالفظه ، وما ايقنت بطيب وجوهه فنل منه . الا و إن لكل مأموم إماما يقتدي به، ويستضيء بنور علمه، الا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصيه، الا وإنكم لا تقدرون على ذلك، ولكن اعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد)).
اين نحن من تلك الوصايا العظيمة؟؟ اين حكومتنا الموقرة من تلك التوجيهات القيمة لاقامة دول العدل والمساوة؟؟. كم من المحافل والحفلات والموائد التي اقامها رجال الحكومة، طمعا منهم في استمالة ذلك ورغبة ذاك، والخوف من تأليب الرأي العام على تقصيرهم واسرافهم للمال العام. سؤال اوجهه لدولة رئيس الوزراء الاستاذ المالكي... كم عدد موائد الأطعام التي اقامها وزيري الكهرباء والتجارة ـ حصرا ـ مع الصحفيين والاعلاميين لاستمالتهم في تخفيف حدة تأليب الرأي العام عليهم ، في ظل الاستياء الشعبي تجاههم؟؟ وكم مقدار الاموال التي صرفت لعقد مؤتمرات وندوات تلميعية لصورتهم المشوهة عند الشعب؟؟، وماهو الدور الحقيقي الذي يلعبه مكتبيهم الاعلامي، وسط مافيا الاعلانات المروجة لاعمال الوزارة الوهمية؟؟.. مجرد اسئلة اضعها امام دولة رئيس الوزراء، في ذكرى استشهاد امام العدل والمساواة.
https://telegram.me/buratha