( بقلم : محمود الربيعي: كاتب وباحث عراقي )
مقدمةنظرا لحاجة المسلمين الى الوحدة فيما بينهم، كما يحب ان يتوحد اصحاب العقئد والاديان المتشابهة، ويابى الشياطين الوحدة بين الناس، الا اننا وللضرورة الدينية والاجتماعية نحاول ان نتصدى الى عرض تاريخي وعقائدي وفقهي وديني واجتماعي يسمح لفهم سريع يحتاجه المسلم سواء السني او الشيعي وذلك لاجل التقارب والتسامح في الاختلافات التي يؤججها ويشعلها بعض المحسوبين على الاسلام ممن ليس له صلة قوية بالله وبالقران، وممن تدفعه جهات جاهلة ومغرضة تخطط لاشعال فتن مستمرة بين المسلمين بالاتجاه المعاكس لمحاولات التقريب، وللاسف الشديد فان بعض من يسمى بالعالم والذي يقف في الصفوف الاولى في التصدي لحل الخلافات بين اهل الطوائف ممن لايفهم الجغرافية السياسية والاهداف الالهية التي تنسجم ودعوة الكتب السماوية ومنها القران، هؤلاء يتصورون انهم بهذا الاسلوب فانما ينتصرون الى الحق غير انهم يتسببون في اشعال نار الفتنة والفرقة بما لايرضي الله ورسوله. لماذا نكتب الان عن هذه الامورلما راينا ان العامة من الناس من غير اصحاب الاختصاص الغوض في امور الدين، والجدال حول امور تفسد الذوق العام، وتسئ الى الثقافة العامة بحيث تشكل خطرا على حياة الناس، وافساد العقول والتفكير، بما ينسجم ومخططات اعداء الامة، ويشتت الكلمة ويحقق اهداف الجهات المشبوهة التي تقف وراءها، سواء من اصحاب العقائد الفاسدة والاهواء المذهبية المتطرفة والمعادية للفطرة الانسانية، ونتيجة لتتبعنا الثقافة المتوازنة والمعتدلة التي تدعو الى الوحدة في التفكير والتوازن في الرؤى وتقريب المسافات بالحوار المنصف الذي يقف الى جانب الحق والعدل، وباتجاه التعاليم الالهية، فكرنا ان نطرح هذه الافكار مقابل الهجمة المتطرفة المعادية لفكر اهل البيت ومدرستهم، وبسبب الحملات المكثفة المدعومة التي تدعو الى الاستخفاف بالمذاهب الاخرى والتشكيك في عقائد الاخرين وبشكل يتنافى واسلوب الحوار النظيف اثرنا ان نعرض كل ماله علاقة وبشكل مختصر للعامة من الناس ليفسح المجال امامهم لمعرفة الحقيقة التي يحاول تشويهها الاخرون، وماسنعرضه ليس بشئ جديد وانما عرض من خلال العشرات من المؤلفات الحديثة والقديمة التي بينت حقيقة الخلافات التي يروج لها المغرضون من اعداء الامة.وهذا الاستعراض هو مجموعة من الملخصات التي قمنا بها من كتب المناظرات والحوارات وكتب الاستبصار والكتب العقائد ية لمن سبقنا من الباحثين والمتتبعين على وجه الاختصار والاختيار والانتقاء والتلخيص الغاية منه اسعاف الراغب في معرفة الحقائق بروايات من كتب العامة بشكل عام وبعض الروايات من كتب مدرسة اهل البيت عليهم السلام لعل الباحث عن الحقيقة يتتبع الطريق الصحيح والمنهج القويم ليصل الى هدفه المنشود من رؤية الحق الساطع.ونريد ان نبتدا بالموضوع المثار من جواز بناء المساجد على القبور او عدمها، وسنلجا الى بعض التفاسير المهمة لعلنا نهتدي الى الحقيقة التي نبحث عنها:ومن الاية 21 من سورة الكهف:{ وَكَذٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوۤاْ أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُواْ ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِداً }في تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدققحدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، عن عبد العزيز بن أبـي روّاد، عن عبد الله بن عبـيد بن عمير، قال: عمَّى الله علـى الذين أعثرهم علـى أصحاب الكهف مكانهم، فلـم يهتدوا، فقال الـمشركون: نبنـي علـيهم بنـياناً، فإنهم أبناء آبـائنا، ونعبد الله فـيها، وقال الـمسلـمون: بل نـحن أحقّ بهم، هم منا، نبنـي علـيهم مسجداً نصلـي فـيه، ونعبد الله فـيه.وفي تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ) مصنف و مدققوقال آخرون: بل الأولى أن يبنى على باب الكهف مسجد وهذا القول يدل على أن أولئك الأقوام كانوا عارفين بالله معترفين بالعبادة والصلاة. والقول الرابع: أن الكفار قالوا: إنهم كانوا على ديننا فنتخذ عليهم بنياناً، والمسلمون قالوا كانوا على ديننا فنتخذ عليهم مسجداً.وفي تفسير تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق .{ فَقَالُواْ ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَـٰنًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ } أي: سدوا عليهم باب كهفهم، وذروهم على حالهم { قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِدًا } حكى ابن جرير في القائلين ذلك قولين: [أحدهما] أنهم المسلمون منهم.تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدققفقال الملك: ابنوا عليهم بنيانا؛ فقال الذين هم على دين الفتية: اتخذوا عليهم مسجداً. وروي أن طائفة كافرة قالت: نبني بيعة أو مضيفاً، فمانعهم المسلمون وقالوا لنتخذن عليهم مسجداً.واما في تفاسير الشيعة فقد ورد في تفسير الميزان للعلامة محمد حسين الطباطبائي الحكيم :فقال المشركون: ابنوا عليهم بنيانا و اتركوهم على حالهم ربهم أعلم بهم أ نيام أم أموات؟ قال الموحدون: «لنتخذن عليهم مسجدا».لكن السياق يؤيد المعنى الأول لأن ظاهره كون قول الموحدين: «لنتخذن عليهم مسجدا» ردا منهم لقول المشركين: «ابنوا عليهم بنيانا» إلخ» و القولان من الطائفتين إنما يتنافيان على المعنى الأول، و كذا قولهم: «ربهم أعلم بهم» و خاصة حيث قالوا: «ربهم» و لم يقولوا: ربنا أنسب بالمعنى الأول.و قوله: «قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا» هؤلاء القائلون هم الموحدون و من الشاهد عليه التعبير عما اتخذوه بالمسجد دون المعبد فإن المسجد في عرف القرآن هو المحل المتخذ لذكر الله و السجود له قال تعالى: «و مساجد يذكر فيها اسم الله»: الحج: 40.وفي تفسير مجمع البيان للطبرسي« فقالوا » أي قال مشركو ذلك الوقت « ابنوا عليهم بنيانا » أي استروهم من الناس بأن تجعلوهم وراء ذلك البنيان كما يقال بنى عليه جدارا إذا حوطه و جعله وراء الجدار « ربهم أعلم بهم » معناه ربهم أعلم بحالهم فيما تنازعوا فيه و قيل إنه قال ذلك بعضهم و معناه ربهم أي خالقهم الذي أنامهم و بعثهم أعلم بحالهم و كيفية أمرهم و قيل معناه ربهم أعلم بهم أ أحياء نيام هم أم أموات فقد قيل إنهم ماتوا و قيل أنهم لا يموتون إلى يوم القيامة « قال الذين غلبوا على أمرهم » يعني الملك المؤمن و أصحابه و قيل أولياء أصحاب الكهف من المؤمنين و قيل رؤساء البلد الذين استولوا على أمرهم عن الجبائي « لنتخذن عليهم مسجدا » أي معبدا و موضعا للعبادة و السجود يتعبد الناس فيه ببركاتهم و دل ذلك على أن الغلبة كانت للمؤمنين و قيل مسجدا يصلي فيه أصحاب الكهف إذا استيقظوا عن الحسن.المصادر: مجموعة من التفاسير لمدرستي اهل السنة واهل الشيعةاشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha