بقلم : سامي جواد كاظم
الحديث الموضوع والكذب على رسول الله (ص) هو صنف واحد يقود بصاحبه الى جهنم وكم من حديث لرسول الله والائمة الاطهار عليهم السلام يحذرون من واضعي الحديث او الكاذبين عليهم فمرارا وتكرارا يوصون امتهم بعرض الحديث على كتاب الله وسنة نبيه فاذا ما خالفهما فاضربوا به عرض الحائط .
ونحن الامامية لدينا موازين واساليب لمعرفة الحديث صحيحه من سقيمه واحد هذه الاساليب هي معرفة سند الحديث والسند قصد به رجالات الحديث . الامر الذي يجلب الانتباه هو الاسلوب السلفي في معرفة رجال الحديث لديهم فان لهم كتب تحمل عنوان الجرح والتعديل ولا اعلم ما فائدة هذه الكتب اذا كان كل ما جاء في الصحيحين هم ثقاة اذن المقصود بالجرح والتعديل هم الرواة الذين لم يروي عنهم البخاري او مسلم وطالما انهما لو يرويا عن بعض الرواة فهذا يعني انهم مجروح فيهم لان البخاري ومسلم انتقيا الصحيح من الاحاديث سندا ومتنا حسب ادعائهم وادعاء اتباعهم اذن المتروكون مقدوحون .
هنالك امر مهم يجب الالتفات اليه في كيفية وضع الحديث ونماذجها والمقارنة مع احاديث الامامية .اغلب الاحاديث الموضوعة لدى السلفية والتي تمتدح الصحابة عن لسان رسول الله (ص) ومن خلالها كثيرا ما يتجاوزون على حرمة رسول الله ولو قرأها القارئ البسيط فانه يستدل وبسرعة على كذبها ومن هذه الاحاديث مثلا قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم: ما في الجنة شجرة إلآ مكتوب على كل ورقة منها: لا إله إلاّ الله، محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان ذي النورين»ـ تاريخ بغداد 514 و 5/108حديث اخر أخرج الحاكم في مناقب عثمان، وصححه على شرط الشيخين، قائلا:«حدثنا أبو علي الحافظ، ثنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان، ثنا أبو عبيدالله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، حدّثني عميّ، ثنا يحيى بن أيوب، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ، قالت: أول حجر حمله النبي صلّى الله عليه وآله وسلم لبناء المسجد، ثم حمل أبو بكر حجرا آخر، ثم حمل عمر حجراً آخر، ثم حمل عثمان حجرا آخر. فقلت: يا رسول الله، ألا ترى إلى هؤلاء كيف يساعدونك؟ فقال: يا عائشة، هؤلاء الخلفاء من بعدي.
حديث اخر قال: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدّهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله أُبي بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألا وإن لكل امة أمينا وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح. هذا حديث حسن صحيح ـ الترمذي 5/623
اما في المستدرك على الصحيحين 3/535 فنصه كالاتي : قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم: أرأف أمتي بها أبو بكر، وإن أصلبها في أمر الله عمر، وإن أشدها حياء عثمان، وإن أقرأها أبي بن كعب، وإن أفرضها زيد بن ثابت، وإن أقضاها علي ابن أبي طالب، وإن أعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وإن أصدقها لهجة أبو ذر، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح، وإن حبر هذه الأمة لعبدالله بن عباس» حيث هنا اضيف علي عليه السلام على عكس الاول وهذه اشارة واضحة لضعة الحديث وتخبط سنده .
اما الشبلنجي في كتابه ( نور الابصار ) فيروي حديث يمتدح به ابا بكر في غار حراء حيث عند اختباء الرسول في هذا الغار ونوم رسول الله على فخذ ابي بكر وكان ابو بكر يلحظ ثقوب في الجدران فيمزق ثوبه ويحشي الثقوب خوفا من انكشاف امرهم كل هذا ورسول الله نائم على فخذه واخيرا بقي ثقب ونفذ ثوب ابي بكر فما كان منه الا ان يسد الثقب بمؤخرته فجاءت افعى ولدغته من مؤخرته فتلوى من الالم والنبي يغط في نومه الى ان بكى ابو بكر فسقطت دموعه على وجه رسول الله فاستيقظ من نومه وساله ما لك ياصاحبي فقال له ان افعى لدغتني من مؤخرتي فقال له النبي افتح فمك فبصق فيه فخرج سم الافعى من مؤخرته ويعتقد ان سبب وفاة ابي بكر بعد 13 سنة كانت من الم لدغة الافعى ( الفكرة نصا ).اترك لكم التعقيب .
اما ماتوصلت اليه من نتائج فهي ان الكل يعلم الاحاديث الكثيرة والمروية لدى الطرفين في مدح الرسول (ص) لعلي (ع) والعكس كذلك الا ان الخلفاء الثلاثة لم يمتدح احدهم الاخر قط ولا حديث مروي في هذا المجال بل العكس الخلاف والشتائم فيما بينهم وعدم احترام احدهم الاخر واليكم هذه المجموعة من الادلة من كتبهم
كان بين ابو بكر وعمر محاورة فاغضب ابو بكر عمر فانصرف عمر مغيبا واتبعه ابو بكر ويساله ان يستغفر له فلم يفعل حتى اغلق بابه في وجهه ـ الفوائد تاليف ابو القاسم الرازي . فقال ابو بكر لعمر ما اردت الا خلافي ؟فقال عمر ما اردت خلافك فارتفعت اصواتهما في ذلك فانزل الله تعالى ( يا ايها الذين امنوا لاترفعوا اصواتكم )
البخاري المجلد الثالث رقم الحديث 4845 انه قدم ركب من بني تميم الى رسول الله (ص) فقال ابو بكر امر القعقاع بن معبد وقال عمر بل امر المقرع بن حابس فقال ابو بكر ما اردت الا خلافي فقال عمر ما اردت خلافك فتماريا حتى ارتفعت اصواتهما فنزل في ذلك ( يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ( صحيح البخاري المجلد الثالث رقم الحديث 4647 إن بيعة أبي بكر يوم السقيفة، فلتة وقانا الله شرها، فمن عاد إليها فاقتلوهقال عبد الله بن عمر : أنهما اختلفا ، والنصوص تؤيد اختلافهما إذ قال عمر : كان أبو بكر أعق وهو أحسد قريش كلها .شرح نهج البلاغة -ابن ابي الحديد 2/29 .
وقد طالب عمر أبا بكر بالتنحية عن الخلافة بعد سنة من حكمه حسب اتفاقهما وكان أبو بكر قد قبل طلبه ووافق عليه إلا أنه لم يتنازل عن الخلافة ونفذ صبر عمر الذي صرح بذلك قائلا : " قال أبو بكر لي : وإنها لصائرة إليك بعد أيام فظننت أنه لا يأتي عليه جمعة حتى يردها علي فتغافل ، والله ما ذكرني بعد ذلك حرفا حتى هلك "شرح نهج البلاغة - المعتزلي 2/31 - 34. وكان عمر أول من رفض خلافة أبي بكر بشكل رسمي يوم قال عن أبي بكر : لقد تقدمني ظالما . شرح نهج البلاغة - المعتزلي 2/31-34.
جاء عيينة بن حصين والأقرع بن حابس إلى أبي بكر فقالا : يا خليفة رسول الله إن عندنا أرضا سبخة ليس فيها كلآء ولا منفعة فإن رأيت أن تعطيناها لعلنا نحرثها ونزرعها ولعل الله أن ينفعنا بها فأقطعهما إياها وكتب لهما بذلك كتابا وأشهد لهما ، فانطلقا إلى عمر ليشهداه على ما فيه فلما قرءا على عمر ما في الكتاب تناوله من أيديهما فتفل فيه فمحاه فتذمرا وقالا له مقالة سيئة . المتقي الهندي في كنز العمال 2/189. وزاد المتقي الهندي فقال : فأقبلا إلى أبي بكر وهما يتذمران فقالا : والله ما ندري أنت الخليفة أم عمر ؟ فقال : بل هو ، ولو شاء كان .
وخالف عمر أبا بكر في قضية الولاة إذ عزل ولاة أبي بكر بعد وفاته وهم خالد بن الوليد والمثنى بن حارثة الشيباني وشرحبيل بن حسنة وأنس بن مالك وعكرمة بن أبي جهل وأبو عبيدة بن الجراح .ولقد خالف عمر أبا بكر بعد توليه الخلافة مباشرة إذ ذهب إلى مجلس العزاء النسائي المقام بمناسبة وفاة أبي بكر فأدخل رجل عليهن دون إذن منهن فأخرج أم فروة بنت أبي قحافة فضربها عمر بدرته ضربا مبرحا وأخرج النساء فبقيت أم فروة عوراء العين إلى نهاية عمرها .كنز العمال 8/118كتاب الموت ، تاريخ الطبري ج4 حوادث سنة 13 -الكامل في التاريخ 2/204 .والحديث يطول وسنوافيكم بما نصل اليه من حقائق وتعقيبات فيما يخص الشان الاسلامي بكل مفاصله
https://telegram.me/buratha