بقلم : عبد الجبار كريم
يوما بعد اخر تنكشف حقيقة نوايا واهداف الشيخ يوسف القرضاوي في استعداء الشيعة ، واتخاذهم هدفا حقيقيا لفتاواها التي شرعت لقتل المزيد منهم بذريعة مواجهة الاحتلال وواْد الفتنة ، فيما كان هو يلعب دورا مباشرا في تكريس الفتنة واستفحالها باعطائه الشرعية لذبح المدنيين طالما يستهدف مواجهة المشروع الاحتلالي حسب تفكيره الساذج والمريب ، ولعل دعوته للكرد بنصرة اخوتهم السنة تحت يافطة قوله تعالى : {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ } [سورة الحجرات: 9]، انما اراد بذلك تعميق الفتنة اكثر من قبرها ، الامر الذي كشفته حقيقة التطورات اللاحقة في العراق ، والتي ازاحت الستار عن استعداء واضح وجلي للنوايا الحقيقية التي يضمرها القرضاوي ازاء شيعة ال الرسول ص على طول التاريخ ، ولعل اللقاء الاخير الذي نشرته صحيفة ( المصري اليوم ) القاهرية وعلى حلقتين يومي 8 و 9 من سبتمبر ايلول الجاري بتاْكيده على ضرورة التصدي لما اسماه بالغزو الشيعي ، قد كشف خارطة الادراك والشعور العدائي الذي يتملك القرضاوي في موقفه ازاء الشيعة وعلى طول الخط .. ومن المؤكد انه بهذا التفكير انما يريد ان يقول ان تاريخ السنة الذي ارتبط بنصرة الانظمة و الحكام الذين حكموا باسم الاسلام ظلما وجورا هم يمثلون الخط الصحيح للاسلام المحمدي في قبال الخط المعارض الذي دفع ثمن انحيازه للتفسير الديني وليس المصلحي او الطائفي من وجوده ودماء ائمته والملايين من اتباعه ، ليس الا حماية للمبداْ الصحيح من التشوه والانحراف ، وليراجع القرضاوي كتابات احمد امين عن الشيعة رغم انه لايقل سوءا في بعض تفاسيره لتاريخ الشيعة وافكارهم ومعتقداتهم |، ولكنه مع ذلك يصرح وبوضوح ان الشيعة اتخذوا مواقف معارضة لانظمة الحكم على عكس السنة الذين اصطفوا الى جانب تلك الانظمة وشرعنوا لممارستها ودورها عبر التاريخ الاسلامي . للمزيد راجع المهدي والمهدوية لاحمد امين . لنعود الى حديث القرضاوي ومايقوله عن ( الغزو الشيعي ) ففي رده على سؤال .. أيهما ترى أنه الأخطر والأكثر نفاذاً: المد الوهابي أو المد الشيعي؟ يجيب بطريقة ذكية ففي الوقت الذي يعترف بتعنت الوهابية وتطرفهم الا انه لايعتبرهم خطرين بمقدار مايمثله الشيعة المسالمين من خطر .. ولنقراْ جوابه بالنص ، حيث يقول : - في السنوات الأخيرة اشتعل الفكر الوهابي بقوة وكان له دعاة ومدعمون والعيب فيه هو التعصب له ضد الأفكار الأخرى وهو قائم علي المذهب الحنبلي، ولكنهم لا يرون ولا يؤمنون إلا برأيهم فهم يعتبرون أن رأيهم صواب لا يحتمل الخطأ، ورأي غيرهم خطأ لا يحتمل الصواب..أما الشيعة فهم مسلمون، ولكنهم مبتدعون وخطرهم يكمن في محاولتهم غزو المجتمع السني وهم مهيئون لذلك بما لديم من ثروات بالمليارات وكوادر مدربة علي التبشير بالمنهج الشيعي في البلاد السنية خصوصاً أن المجتمع السني ليست لديه حصانة ثقافية ضد الغزو الشيعي فنحن العلماء لم نحصن السنة ضد الغزو المذهبي الشيعي لأننا دائماً نعمل القول «ابعد عن الفتنة لنوحد المسلمين» وتركنا علماء السنة خاوين ) .
وواضح من خلال اجابته هذه انه يعتقد جازما بفداحة الخطر الشيعي الذي كان طيلة التاريخ الاسلامي ضحية المبادئ التي يحملوها بما تكتنفه من رفض للظلم والحؤول دون تجيير الاسلام لصالح الانظمة الفاسدة وهذا مايتضح من خلال اعتراف القرضاوي باستقلالية علماء الشيعة ماليا وبالتالي استقلالهم الفكري والسياسي على عكس علماء السنة الذين هم تابعون للدولة في مواردهم المالية ، ومايستتبع ذلك من تاثيرات فكرية وسياسية . هذا وبالرغم من الجذور الشيعية للمغرب العربي كما اعترف الزعيم الليبي معمر القذافي في كلمة مفصلة له بهذا الشاْن ، نجد القرضاوي الذي يعتبر نفسه عالم دين قبل ان يكون رجل سياسة ، يفتخر بصلاح الدين الايوبي الذي قضى على الدولة الفاطمية واباد الكثير من الشيعة ولكنه لم يستطع القضاء على المشاعر الشيعية في المغرب العربي عامة وفي مصر خاصة ، حيث لاتزال تلك المشاعر تنبض بالحيوية ، وتتخذ موقف الممانعة امام الاختراق الوهابي رغم انتمائهم للمذاهب السنية ، ولنقراْ مايقوله القرضاوي بهذا الشاْن ( للأسف وجدت مؤخراً مصريين شيعة، فقد حاول الشيعة قبل ذلك عشرات السنوات أن يكسبوا مصرياً واحداً ولم ينجحوا، من عهد صلاح الدين الأيوبي حتي ٢٠ عاماً مضت ما كان يوجد شيعي واحد في مصر، الآن موجودون في الصحف وعلي الشاشات ويجهرون بتشيعهم وبأفكارهم. الشيعة يعملون مبدأ التقية وإظهار غير ما بطن وهو ما يجب أن نحذر منه، وما يجب أن نقف ضده في هذه الفترة أن نحمي المجتمعات السنية من الغزو الشيعي، وأدعو علماء السنة للتكاتف ومواجهة هذا الغزو لأني وجدت أن كل البلاد العربية هزمت من الشيعة: مصر، السودان، المغرب، الجزائر وغيرها فضلاً عن ماليزيا وأندونسيا ونيجيريا ) .
انظروا كم يمالي هذا الرجل التجارب المرة ضد التشيع ، ويجامل الوهابية رغم اعترافه بتطرفهم ، ولكنه يصعب عليه ان يرى شيعيا واحدا في المغرب العربي ، رغم ان الكثير من علماء السنة انصفوا الشيعة بمن فيهم شيخ الازهرالاسبق محمود شلتوت الذي اجاز التعبد بالمذهب الجعفري ، والذي يكن القرضاوي له الاحترام . اقل مايقال في مواقف القرضاوي هذه انه رجل حاقد على التشيع مذهبيا وطائفيا ، دينيا وسياسيا ، رغم اعترافه كونهم مسلمين ويؤمنون بالله وبالسنة وبالقران ، وفي نفس الوقت يفتري عليهم وعلى بعض معتقداتهم حسب زعمه ، كقوله بان الشيعة يعيبون على القران نقصه سورة الولاية ، لا ندري من اين له هذه الاقاويل ، وهل يستقي افكاره من كل من هب ودب ام من جمهور الشيعة وعلماءهم المعترف بورعهم وعلمهم ؟
ولنقراْ اجاباته المبطنة والتي تحمل في ثناياها كل الوان الحقد وسوء النية ، وفي التحامل على الشيعة وعقائدهم زورا وبهتانا ، حيث يقول في ذات المقابلة ، وجوابا على سؤال .. هل الخلافات الدينية بيننا وبين الشيعة بسيطة أم أنها في أصل الدين؟ ـ الخلاف في الأفرع ليس مهما لكن الخلافات في العقيدة هي المهمة. فكثير منهم يقول إن القرآن الموجود هو كلام الله ولكن ينقصه بعض الأشياء مثل سورة الولاية، نحن نقول إن السنة سنة محمد أما هم فلديهم سنة المعصومين محمد والأئمة الأحد عشر، ويعتبرون سنتهم مثل سنة محمد.. نحن نقول أبوبكر رضي الله عنه وعمرو رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه وعائشة رضي الله عنها وهم يقولون لعنهم الله.. فهم يرون أن الرسول قبل أن يموت أوصي علي ابن أبي طالب أن يكون الخليفة من بعده.. ويعتبرون الصحابة خانوا الرسول ووصيته واختاروا آخرين ) .
القرضاوي في اجابته هذه لايقول مباشرة بان الخلاف عقائدي وليس بسيط ، وانما يلتف على السؤال باجابة غير مباشرة بان للشيعة اقاويل تمس جوهر العقيدة ، ولم يبين ماهي تلك الاقاويل ، الا اللهم مدعاه بان الشيعة يقولون بان القران ينقصه بعض الاشياء مثل سورة الولاية ، ويشهد الله أني وطوال حياتي اقراْ الاسلام والفكر الشيعي بل ومن قراء القرضاوي منذ اواخر السبيعينيات من القرن الماضي وكتبه (الحلول المستوردة وكيف جنت على امتنا وو) لم اسمع بما يتقوله على الشيعة اليوم حول ادعاء الشيعة بنقصان القران سورة الولاية ، وحري بمن يريد انصاف الشيعة وابراء الذمة من الحقد ان يورد من امهات الكتب الشيعية مايريد تثبيته على الاخر ، رغم ان سجل الاخرين الذين هو بصدد الدفاع عنهم لايقل سوءا ، وعلينا ان لانخلط التفسير الديني مع المواقف السياسية ، فلكل وظيفته ومجاله ، ولايكون القرضاوي كالناصبي بن حزم الاندلسي الذي حاول في كتبه النيل من علي بن ابي طالب بمحاولته تخطئة علي باي شكل من الاشكال في موقفه من الخليفة الاول ، رغم علمه بحقيقة الموقف وخلفياته الدينية والسياسية .
ناْمل من الشيخ القرضاوي ان يستغفر ربه ويتوب الى الله فيما اقترفه ويقترفه من ظلم للشيعة وتورطه في دماء الكثير منهم بفتاويه التي اباحت دماءهم تحت عناوين واقاويل شتى .
https://telegram.me/buratha