المقالات

استحقاقات ما بعد الاستقرار الأمني


( بقلم : احمد جويد/ مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث )

اتجهت أنظار العراقيين صوب ما يمكن تحقيقه في الجوانب الخدمية والاقتصادية بعد أن تمت الإطاحة بنظام صدام الذي كبل العراق بقيود الحصار والعزلة الدولية وانهيار البنى التحتية وزجه في حروب ليس له فيها ناقة ولا جمل كانت نتيجتها أن يتخلف العراق عن مثيلاته من دول المنطقة عشرات السنين إلى الوراء.

وما أن أُطيحَ بذلك النظام حتى فوجئ العراقيون بموجة من أعمال العنف تعصف بهم وتستهدف أمنهم واستقرارهم وأرواحهم، وصاروا بدلاً من أن يفكروا بالرقي والتقدم الاقتصادي والعمراني، يفكرون في كيفية الحفاظ على أنفسهم وأبناءهم بعد أن ترك الكثير منهم محال سكناهم، وما أن انجلت تلك الصفحة السوداء التي كادت أن تصل بالعراق إلى ما لا يحمد عقباه وبفضل الله سبحانه وتعالى وجهود خيرة تم بذلها، شاعت حالة من شبه الاستقرار لتعم أغلب مدن العراق على خلفية عمليات عسكرية كبيرة وواسعة تم لها رصد مبالغ طائلة من ميزانية العراق التي كان من المفترض أن تصرف في ميادين الاعمار والتنمية.

إذن ما هي الخطوة اللاحقة التي تتبع الاستقرار الأمني وتعضد من دور مؤسسات الدولة وتنامي قدراتها؟

جميع العراقيين ينتظرون اليوم عودة الخدمات، وتوفير فرص العمل للقضاء على البطالة، وهاتان المسألتان يمكن أن تحل أحداهما الأخرى، فالعمل على توفير الخدمات يستقطب أغلب الأيدي العاطلة عن العمل لتساهم مساهمة كبير في عملية بناء البلد وإعادة أعماره، ويمكن أن تحقق هذه العملية هدفاً ثالثا تضيفه إلى مجال الاعمار والقضاء على البطالة ألا وهو تعضيد وتقوية الجانب الأمني بعدم ترك تلك الطاقات البشرية عرضة للبيع والشراء من قبل أصحاب النفوس الضعيفة الذين يحاولون إغرائهم بالأموال من أجل القيام بأعمال العنف والتخريب.

ومن أجل الوصول إلى تلك الأهداف، يجب العمل على:

1- العمل على وضع خطط خمسية أو عشرية حسب مقتضيات ومتطلبات كل مشروع، إذ يعدّ التخطيط هو أساس النجاح لأي عمل وبدونه يكون العمل فوضوي وفاشل.

2- العمل على سن قوانين اقتصادية تتلائم وطبيعة العصر ومتطلبات الوضع الاقتصادي الراهن للعراق في استغلال موارده الطبيعية وثرواته البشرية.

3- تحرير الاقتصاد العراقي وعدم ربطه بالمشاكل السياسية التي تحدث بين الكتل والأحزاب السياسية أو جعله جزاء من المساومات في الحصول على مكاسب سياسية.

4- العمل على تخليص العراق من تبعت العقوبات الدولية التي فرضت علية أبان فترة حكم النظام البائد ليأخذ موقعه الطبيعي بين دول العالم.

5- توفير الأمن و الاستقرار اللازم، وهذا ما يجب أن تستمر عليه الأجهزة الأمنية الحكومية وبشكل متصاعد نحو توفير الأجواء الأمنية اللازمة لعمليات التنمية.

6- فتح باب الاستثمار أمام المستثمرين المحليين والأجانب للمساهمة في رفد حركة التنمية الاقتصادية والبشرية في العراق.

7- نشر الوعي التنموي بين المواطنين، وهذا ما يجب أن تعمل عليه كافة الجهات المتخصصة والتابعة لدوائر الدولة ومنظمات المجتمع المدني.

وتكمن أهمية التنمية الاقتصادية في:

1- زيادة الدخل الحقيقي للمواطن، وبالتالي تحسين حالته المعيشية.

2- توفير فرص عمل للمواطنين العاطلين عن العمل ناهيك عن استقطاب أصحاب الخبرات والكفاءات العراقية بما فيها التي خارج البلاد.

3- توفير الخدمات والسلع المطلوبة لسد حاجات المواطن ورفع وتحسين المستوى الصحي والتعليمي والثقافي لهم.

4- وهناك أهمية اجتماعية تكمن في تقليل الفوارق الاقتصادية والاجتماعية بين طبقات المجتمع.

5- تساعد التنمية الاقتصادية على الاستقرار وتحقيق الأمن القومي للدولة.

6- المساعدة على التخلص من الديون الدولية أول بأول، الأمر الذي يخفف من أعباء الديون وفوائدها المترتبة على الاقتصاد العراقي.

وبذلك، لابد من العمل، وبصورة أكثر جدية في النهوض بالواقع التنموي وبمختلف أشكاله سواء الاقتصادية منها أو البشرية ما دامت الأرضية العراقية صالحة اليوم أكثر من الأيام الماضية الوصول إلى التغير الشامل والمنشود الذي يتطلع له جميع العراقيين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك