المقالات

العراق وسياسة الإنغلاق الفكري


أنه ضرب من ضروب القمع والإضطهاد الفكري المتأصل وله جذور وتوابع تخذش بعالم النموذجية وتلقي به الى عالم الإنحسار فقد أصبح العراق بعد جملة من التراكمات والتخبطات التي يعوم بها السياسيين حقل للتجارب وبناء الإحتمالات الفكرية والتي تصيب مرة وتخطيء آخرى فلابد البحث في عموميات البلد ورسم الخطوط العريضة

أنت في العراق ولكنك لا ترى العراق ترى شحوب وأعمدة هياكل من أبنية وقد ينظر الى ماهو أبعد من ذلك فيرى الأنهار ويرى النخيل والجبال وما الى ذلك ولكن هل نظرنا الى العراق كعراق؟؟؟؟ فدائرة الأحداث والتشنجات الفكرية والسياسية مازالت مغلقة ومرحلة الصراعات المذهبية والطائفية تتوالى وتتصاعد كلما أقترب نظام اللحظة وهندسة الفكر المتصاعد قد أجِّلت الى وقتٍ آخر .

فالسياسة تتمحور في الفكر والتحيّل كأنها السراب تتسابق معها علّك تلمسها وما أنت بمغتنمها فالتعامل معها يكون واقعياً لتجنب الوقوع بالمطبات الملتهبة ولا نتعامل معها على أنها حالة فكما يحدث في سياسة العراق فهناك مثابرة وجهد جهيد نلحظة من قبل السياسيـين العراق للتعامل مع واقع العراق وخروج العراق من المأزق الذي أقحم فيه ولكن هناك تعامل مع المطبات الكثيرة على إنها حالة وليس على إنها واقع ويجب التعامل معه بسياسة جديدة لها أبعاد تنظر الى العراق كبلد وفيه شرائح مختلفة منظوية تحت لوائه .

لقد قرأت المنهجية التي تعتمد حتى اللحظة في العراق فرأيتها دوائر مغلقة تعتمد على سياسة التصنيف الذاتي للأنسان ، فلو ألقينا الرؤية أو القراءة التي لحظناها على التجمعات أو الكيانات السياسية لعرفنا أنها أعتمدت في بناء كياناتها على أسس فردية كونت فكرة منهجية وتمحورت وأتسعت دائرتها فمن آمن بهذه المنهجية وأعتمدها في السلوك الفكري فقد دخل هذا الكيان ومن هنا نشأت كيانات ومكونات وأحزاب وتجمعات وبطريقة آخرى أن هناك أشخاص وضعوا منهج لهم في السير والتعامل فمن دخل معهم فهو شريك في إقامة هكذا كيان ، لذلك فالتعامل مع واقع العراق وبعد الأحداث المريرة التي يمر بها فهناك إنغلاق فكري لكل كيان على ذاته والإنطواء تحت منهجية معينة رسمها في بداية الأمر وقد يكون شخص واحد صاحب الفكرة والمنهجية لذلك نرى الصراع القائم في جميع الكيانات السياسية ذلك لأن كل كيان أو حركة معينة لاتستطيع أن تتقبل غيرها والكل يرى بنفسه القدرة والكفاءة والقابلية على أعداد سياسة ومنهجية وحسب الرؤية التي رسمها من قبل.

لذلك وحسب هذا المفهوم في المرحلة الراهنة علينا أن نعترف بأن هناك قمع فكري للآخر وسياسة أنغلاق يمتلكها الجميع فلابد أن نحصل على نوع من عودة الفكر المصادر لنمتلك بذلك شكل من أشكال يقضة الأحساس بالهوية العراقية المتميزة ولنمتلك الروحية لتقبل الآخرين فالذي يكون ضمن دائرة الحدث لايرى كالذي يراه البعيد عن هذه الدائرة فبعيد الحدث يرى الأشياء ويقرأها بجميعها ويستخرج النتيجة الحتمية التي يصيب بها الهدف الذي نتوخاه ، فالعراق يحوي الكثير من أصحاب الفكر والثقافة والمنهجية في العمل ولكنهم خارج نطاق دائرة الحدث السياسي فهؤولاء يرون واقع العراق بنظرة صائبة وتهميشهم هو تهميش للفكر والثقافة ومصادرتهم فكرياً قد يولد صدمة للتقدم العراقي وإنحسار الطبقية الثقافية وبالتالي يؤدي الى هروبها وهجرتها وهذا ما يسعى اليه المجتمع الغربي من إستقطاب كافة الطاقات والكوادر من العراقيـين الذين أجرفهم السيل العارم لسياسة الإنغلاق الفكري وعدم الأتزان والوضوح في منطلقات الرؤية النموذجية لأعادة بناء هيكلية الطاقات الفكرية المتواجدة خارج وداخل العراق .....

أنه ضرب من ضروب القمع والإضطهاد الفكري المتأصل وله جذور وتوابع تخذش بعالم النموذجية وتلقي به الى عالم الإنحسار فقد أصبح العراق بعد جملة من التراكمات والتخبطات التي يعوم بها السياسيين حقل للتجارب وبناء الإحتمالات الفكرية والتي تصيب مرة وتخطيء آخرى فلابد البحث في عموميات البلد ورسم الخطوط العريضة وحينئذٍ نتجه الى الجزئيات التي أدخلتنا بدوامات وحلقات مفرغة تقضي بالتفرّد وعدم الإنفتاح وجذب الطاقات المهملة وهذا سيعيدنا الى النقطة التي بدأتها القوى المعارضة لسياسات نظام البعث الفاشي في العراق وإن لم نحسن اللعبة السياسية فسوف نقع في نفس الخطأ الذي وقع به نظام صدام عندما إجتزأ لنفسه مجموعة من الذين توافقت مصالحهم الذاتية على مصلحة الجميع .....

فالإضطهاد الفكري من أخطر أنواع الإضطهاد حيث تحجم طريقة إنتشار الفكر وركول حامل هذا النخاع العظيم الذي قد يسطع من فيضه أنواراً وأجيالاً تحمل تقدم منهجي مشرق ووضاء خصوصاً ونحن في زمن العولمة والتقدم العلمي والفكري والسلاح الشائع لمحاربة التخلّف والجهل ، فالعالم الغربي قد حكم وسيطر على العالم الشرقي في الفكر والمنهجية في العمل وليس بالنزاعات والقوة المتشنجة فالعقل والفكر التي تنتج السياسة التي من خلالها تتحكم بالآخرين وبتقبّل ورضا وقناعة وأطمئنان ذاتي ونفسي .....

شوقي العيسى 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك