( بقلم : ازهار الخزعلي )
بمناسبة زيارة السنيورة للعراق ورد في ذهني ماذا سيناقش وماذا ستدور في مجلس=الحكام=من مداولات ومواضيع وما هي الاهداف التي يريده كل طرف خاصة في توقيت مميز للعراق بعد=تفاهماته النفطية=مع الاردن وبعد تجديد انتخاب السنيورة كرئيس لوزراء لبنان وان كانت لفترة زمنية لا تتعدى شهور.وصدق بي الحدس والتوقعات اذ جاء المؤتمر الصحفي للسيدين المالكي والسنيورة ليؤكد انني لم اذهب بعيدا في قرائتي للاحداث فاسئلة الصحفيين واجوبة المسؤولين عكست كل ما لدا الجانبين من رؤى وقراءة للاحداث......
الملفت والمفرح ان الشارع العراقي والذي يتجلّى من خلال الاسئلة المطروحة يراقب بشكل جيد الاحداث ويذكّر المسئول العراقي بواجباته وبالمسئولية امام العراقيين وهو ما كنا نفتقده في عهد الحكومات العراقية السابقة بل لم يكن مطروحا اصلا كفكرة علاوة عن التطبيق.فمن كان يجرؤ على سؤال مدير ناحية عن خططه ومشاريعه في الناحية فظلا عن وزير او الحاكم المطلق .من هنا جائت الاسئلة لتؤكد انهم يفكرون ويستنتجون ويقرئون الحدث كمواطنيين اصحاب الشان الاول والاخير في اي خطوة اواتفاق يقدم عليه المسؤول العراقي.....
صحيح ان الاقربون اولى بالمعروف.لكن هل يعني هذا ان يكون العراق دائما-وكما كان في الماضي---دائما البقرة الحلوب؟---اني افهم واتفهم معانات ومشاكل اللبنانيين كشعب ولكن لا يمكنني ان افهم الاصطفاف اللبناني كحكومة في الخندق السعودي على طول الخط وفي كل الظروف كعبد امام سيده الى حد يجلب الاشمئزاز في نفس المتابع والمراقب للحدث اللبناني والعربي.وعموما لا ارى في الغالب سياسة او حكما او موقفا او قرارا للحكومة اللبنانية يتمايز عن الموقف السعودي ناهيك عن مخالفته او تعارضه.وان كانت تبرر بالتنسيق والتفاهم ووحدة مواقف الدول العربية التي اصبحت كالتمثيلية او الاسطوانة المشروخة والمملة في الشارع العربي وهو لا يقنع حتى البسطاء والبعيدين عن الشاًن السياسي.هذا النوع من السياسة لا يمكن ان توصف الا بسياسة التابع والمتبوع بكل ما تعني الكلمة من معنى.......
في سؤال لصحفي عن الدول التي ساعدت لبنان في حرب اسرائيل الاخيرة عليه ولماذا لم يذكر ولم يشكر السيد السنيورة انذاك الحكومة العراقية بينما كان العراق في مقدمة الدول التي ساعدت ووقفت الى جانب لبنان رغم الظروف الصعبة ومحنة العراقيين انذاك واقتصر ذكر{عرفان وجميل} السيد السنيورة على دول الخليج وخاصة السعودية..كاد السنيورة ان يقع في نفس الخطء (من اعتاد على شيئ يراوده احيانا لا اراديا) في تكرار وتاكيد الشكر للدول الخليجية لولا تداركه للامر..ولا اعرف كيف ابين مدى احراج وارتباك الرجل والذي بان من خلال جوابه على السؤال.........
وبناءا على ما اسلفت سابقا وكعراقي وعراقيين عانوا ولا زالوا يعانون الكثير من الالام والمحن من دولة ال سعود والوهابية التكفيرية التي لا تفقه شيئا عن روح الاسلام تثير لدينا هذه الزيارة الكثير من التساؤل والاستفسار بل الشك والريبة .فهل تم توزيع الادوار وتقسيم المهام واعادة النظر في ما يجب القيام به؟ وهل اختلفت الاولويات لكي تعطي السعودية الضوء الاخضر للبنان للتقرب من العراق وهي التي لم تسمح بتمرير ورقة تفاهم بين الطوائف المسلمة اللبنانية يوم امس تمنع وتحرم بموجبها سفك الدماء وتبني ربما في المستقبل لتقرب المسلمين وجمع كلمتهم ووحدة صفوفهم ضد عدو يتربص بهم الفرص.فلو كانت مجرد ورقة تفاهم لا تغني ولا تشبع من جوع لدفع الفتنة الطائفية وحقن دماء المسلمين تثير لدى ال سعود جنونهم فكيف يقبل ويستسيغ ال سعود والوهابية تقارب لبنان{التابع}من العراق ال{طائفي} ام ان الدم الطائفي في العراق غير الدم الطائفي في لبنان لكي يحرص ال سعود على حقنه؟؟ انه مجرد سؤال لكنه في الجواب عليه يكمن الكثير.........
المهم لنا ان العراق وبحمد الله ومنه ووقفة الشرفاء من ابنائه والمخلصين الصادقين في دعمهم للعراق قد بداء يستعيد عافيته وسلامته واخذ موقعه الفعال والايجابي بين دول المنطقة والعالم ولا يمكن ولا نريد ان نعيش بمعزل عن العالم وخاصة دول المنطقة والجوار ولكن المهم ايضا وما يجب ان يعرفه القريب والشقيق قبل الصديق وقبل البعيد ان العراق اليوم غير العراق الامس وان معادلة خيرات العراق لنا وشرنا ومشاكلنا للعراق قد انتهى مع انتهاء البعث المقبور ولا يمكن ولا يسمح الشعب العراقي بان يعيش (الاخوة والاشقاء)لاهلهم وذويهم ولشعوبهم بينما نتحمل نحن ونحمل هم وهموم العالمين لاجلهم فقد ان الاوان لنعيش =للعراق اولا=كما يعيشون هم لدولهم اولا وهذا ما يعرفه ويلتفت اليه الحكومة في اي اتفاق واي تفاهم مع ايّ كان كاساس ومبدء لا يمكن تجاوزه ونسيانه.ومن لا يعجبه ذلك ولا يريد ان يفهم ذلك فليدير وجهه الى من تم شكرهم وذكرهم والثناء عليهم مرة اخرى ومن جديد خلال المؤتمر الصحفي الاخير فالاقربون اولى بالمعروف نعم....ولكنهم هم اولى بالمصروف كذلك....
https://telegram.me/buratha