( بقلم : علاء الموسوي )
لعل ما تشهده النجف الاشرف من حراك عمراني منقطع النظير في خضم الارهاصات السياسية والامنية التي يواجهها البلد، يدفعنا الى التساؤل المشروع حول ماهية الاسباب وراء تميز النجف الاشرف عن غيرها من المحافظات؟، مقارنة بما قدمته من شوط عظيم في انجاز مشاريع عملاقة كمطار النجف الدولي والمجسرات الكبيرة والمدن السياحية.... الى غيرها من المشاريع التي يطول الشرح عنها، ناهيك عن التخطيط للبدء بانجاز مشاريع اقتصادية وتنموية تسهم في رفع الاقتصاد العراقي وتفعل نشاطه العمراني في جميع انحاء البلاد. المتتبع لمسار الاعمار والبناء في النجف الاشرف يلحظ وجود ميزات مؤهلة لديمومة ذلك الحراك العمراني في المحافظة، ولعل التركيز حول احداثيات تلك الميزات يفي بالاجابة عن ذلك السؤال في تميز النجف عن بقية المحافظات، كما ويؤهلنا للنظر بجدية للتفحص عن مسؤولي تلك المحافظات الذين عجزوا الى يومنا هذا عن تأهيل مستوصف صحي او انشاء مدرسة في احدى ضواحي مدنهم الخاضعة لامزجتهم والقائمة على حساب مصالح الفقراء والمستضعفين .
عنصر القيادة والقرار الحاسم والاصرار على مواصلة الاعمار وخدمة الناس كانت من ابرز السمات التي امتاز بها مسؤولي محافظة النجف، لاسيما وجود شخصية مؤهلة فكريا واجتماعيا وثقافيا من خريجي مدرسة شهيد المحراب (قدس) ومن ابرز قياديي منظمة بدر كالاستاذ عبد الحسين عبطان نائب محافظ النجف، والذي يعد المحور الاول في عملية الاعمار في المحافظة، بل الركيزة الاساس في تحقيق نظم الاعمار والتنمية داخل النجف الاشرف. لو كان هناك اكثر من عبطان ـ واقولها ملء الفم ـ في عراقنا اليوم، لما توقفت عجلة البناء والاعمار في البلاد، ولما كان هناك عاطل واحد عن العمل، او اي وجود يذكر لشرائح الفقراء والمستضعفين فيه، وذلك لما يمتلكه هذا الرجل من طموح وطني نبيل وتنافس شرعي موفور بالدعوة الى خدمة الناس بلا مقابل او ثمن، طمعا برضى الباري (عز وجل) قبل ان يمتدحه المادحون او يذكره الاعلام الهادف نحو الاقتداء والاسوة بالمسؤولين الوطنيين امثاله.
كان لي الشرف ان التقيه في مكتبه الخاص وهو بلباس العمل المتخم بغبار المشروع الذي غادره فورا بعد انتظاري له، معتذرا عن انشغاله ـ كعادته ـ في زحمة العمل والمتابعة الميدانية للمشاريع العمرانية التي يشرف عليها بنفسه في المحافظة، وفوجئت بمساعيه الطيبة وولعه الشغوف بجعل النجف عاصمة العالم الاسلامي والعربي، حين قال لي ( بهمة الخيرين من ابناء النجف الاغر ساجعل مدينة الامام علي (ع) قبلة العالم باجمعه)، وتمنيت في الوقت ذاته ان يكون هناك محافظين في مدننا الفقيرة لابسط المشاريع الخدمية، من طراز ذلك المعماري الاصيل بغيرته العراقية وبنكهته الاسلامية في حرصه الدوؤب على بناء بلده وخدمة ابناء جلدته. ولعل الاجابة عن السؤال لاي شخص عن السر بتميز النجف عن غيرها هو وجود العنصر القيادي والارادة الخالصة والبعيدة عن المصالح والمطامح الشخصية في مناصب الادارة المحلية، وذلك ما يوجب علينا كعراقيين في سعينا بتطوير العراق واعادة بناه التحتية، ان ننتخب في فرصتنا الاخيرة في هذه الانتخابات اشخاصا مؤهلين ومستوعبين لامال شعبنا كنفس ذلك الرجل الذي همه الاول والاخير افتتاح مشروع وانجازه بفترات زمنية منجزة قبل موعدها، وبمبالغ مالية محاطة بالحرص والحفاظ على حرمة المال العراقي، بنفس موفورة برضا الباري ومنهية عن سخطه وغضبه.
https://telegram.me/buratha