في هذه المرحلة الراهنة المليئة بالتحديات والتعقيدات، والتي تشبه في آثارها تداعيات الحرب العالمية — وهي حرب قائمة بالفعل ولكن يصعب إعلانها رسميًا لأنها قد تكون الحرب الثالثة التي لا رابعة لها — يجب أن نتعامل مع محاولات تجفيف نهر دجلة على أنه يأتي في إطار مشروع “محو العراق” الذي تناولَه الصحفيان مايكل أوترمان وريتشارد هيل. وقد تكون الخطوة التالية تجفيف نهر الفرات، بعد تدشين ممر داوود ووصول الصهاينة إلى منطقة التنف.
لذلك، لا يمكن مواجهة مثل هذه التحديات الوجودية من خلال اتفاقيات ثنائية لا تحمل بعدًا دوليًا إلزاميًا، ولا تستحضر معالجات استراتيجية حاسمة لصيانة الأمن القومي العراقي. ومع أن التنسيق والاتفاق مع الجانب التركي ضروريان في الظرف الحالي، فإن إعادة تقييم العلاقة مع تركيا وسوريا على أساس التحولات الجيوسياسية الكبرى المتسارعة في المنطقة — والتي قد تتفاقم في المستقبل القريب — أمرٌ ضروري، بل لا مناص منه.
ومن بين الخيارات التي تستحقّ التفكير الجديّ فيها: حتمية امتلاك العراق لــقدراتٍ جويةٍ تمكنه، عند الضرورة القصوى، من تحطيم السدود التي تحرم البلاد من مياهها — كما هددت مصر ذات مرّة بقصف سد النهضة دفاعًا عن حصتها المائية التي يكفلها القانون الدولي.
https://telegram.me/buratha

