ابو شعيب العسكري.
السعودية توقع اتفاقية الدفاع الاستراتيجي العسكري مع باكستان، ومصر تتفق مع تركيا على اجراء مناورات عسكرية.
كما اشرنا سابقاً فإن ما بعد قصف الكيان الصهيوني لقطر ليس كما قبله، فكل من السعودية ومصر فقدوا ثقتهم بترامب، فهم باتوا على قناعة بأن الكيان الصهيوني هو من يقود الدفة، وان مصر والسعودية وبقية دول المنطقة العربية باتت على شفير النار الصهيونية.
الإمارات هي الأخرى ومنذ فترة من الزمن باتت تغرد خارج السرب بخلافاتها مع الكيان الصهيوني!
الدول العربية والخليجية ما عادت تثق بالولايات المتحدة في حمايتها، والرسالة الصهيونية بعد حربها مع الجمهورية الاسلامية، الى الدول العربية، اننا قد تجاوزناكم لندخل في حرب مع دولة كايران اقوى منكم بكثير، وقيام دولة اليهود الكبرى على اجزاء من اراضيكم باتت قاب قوسين!
ما يفعله الصهاينة من تفرعن في غزة والمنطقة نذير شؤم على الدول العربية، وويل في طريقه اليهم، وشر قد اقترب!
التحدي بات لدى الدول العربية مسألة وجودية، ولكن ردة الفعل الاستراتيجية من قبل العرب بتحالفهم مع العجم، تركيا وباكستان، يهدف الى عدة امور، لا تتعلق بالوجود فحسب:
الأمر الأول: هو تحييد الدول العربية انفسها عن الصراع الصهيوني الايراني.
الأمر الثاني: ردع الجمهورية الاسلامية عن الاعتداء على الدول العربية، فيما لو اندلعت الحرب الصهيونية الايرانية مرة أخرى وعلى نطاق واسع.
الأمر الثالث: ردع الكيان الصهيوني عن التعرض لدول عربية أخرى بعد قطر.
الأمر الرابع: سعي الدول العربية الى الاستقلال واستثمار ثرواتهم في تنمية بلدانهم، ضمن اطار الحراك العالمي نحو التنمية المستدامة، بدلاً من استثمار تلك الثروات في الولايات المتحدة، والتي ما عادت تمسك بزمام الكيان الصهيوني المارق والمنفلت!
في مقابل هذه الطموحات العربية، فإن الكيان الصهيوني لن يجلس متفرجاً، فالكيان قد ساء وجهه امام العالم اجمع، بالجرائم الوحشية التي اقترفها في غزة، واعتداءه على دولة مثل قطر، قد شهد العالم سلميتها ونموها وتطورها لا سيما بعد احتضانها لفعاليات كأس العالم الرياضية!
لا ريب ان ما سيسعى اليه الكيان الصهيوني ومن خلفه الامريكان، هو في فض تلك التحالفات العربية مع العجم الاتراك والباكستانيين، وذلك ما سيعود بالويل على كل من السعودية ومصر، والإمارات وقطر!
فهل ستشهد المنطقة ربيعاً عربياً جديداً بنكهة خليجية، استكمالاً لما بدأت به، وفض تحالفاتها مع العجم؟!
وهل ستفلت مصر من العقاب الصهيوني؟
وهل سنرى صراعاً دموياً بين الإمارات والسعودية، وسيفاً قاطعاً بين العرب؟!
كل ذلك ستقرره تطورات الاحداث في غزة، فيما لو تمكن الصهاينة من تهجير اهالي غزة الى سيناء من عدمه!
في ميدان آخر، فإن ايام الجولاني باتت قريبة، والفترة القادمة ربما ستكون حاسمة فيما يتعلق بالشأن السوري، سيما بعد الخطبة العصماء التي لم تتجاوز الدقيقة الواحدة، والتي خطبها الجولاني حديث العهد على القمم، في القمة العربية المنعقدة مؤخراً في قطر!
مقررات اجتماع الترويكا في الاردن بخصوص السويداء، لم ترق للهجري واتباعه من الدروز، والموقف الفرنسي مع علويي الساحل هو الآخر مما يسبب أرقاً للجولاني واتباعه، اما الموقف الكردي فهو موقف حاسم، يمثل هو الآخر ترويكا سورية داخلية مع كل من سكان الساحل السوري شرقاً والسويداء جنوباً، وذلك ما يثقل من كاهل الجولاني، تزامناً مع سياسات تركيا والكيان الصهيوني، وكذلك الإمارات التي دخلت على الخط مؤخراً لتدعم الاحناف المعارضين لسياسات الجولاني وجماعته، في مشهد يعيد بالاذهان الى جماعة طالبان في افغانستان ومكتسباتها في صراعها الخارجي مع الولايات المتحدة، وخصومها في الداخل!
اما بشأن الصراع الروسي الاوكراني، فإن التخوف من قبل دولة مارقة مثل بولندا من بطش الروس، وخذلان الدول الاوربية لها، وتنصل حلف الناتو عن التزاماته تجاه بولندا، واشراك ترامب لدول البلطيق في معرض تنازلاته للروس في مقابل ايقاف الحرب على اوكرانيا، كل ذلك قد يجعل من بولندا تخطو باتجاه توريط المنطقة الاوربية في حرب اقليمية من شأنها ان تدخل العالم في حرب شاملة، قد تغير وجه النظام العالمي والى الابد!
ختاماً نقول، بأن الأمور تسير باتجاه نهاياتها، نحو تحقق الأمارة الأخيرة، وتدحرج كرة الثلج التي تبتدء بعلامات حتمية مثل هلاك العباسي واختلاف بني العباس فيما بينهم، وأيضا خسوفات سوريا وانفصال اكراد سوريا ثم هرج الروم، وما بعده من العلامات التي سوف تتوج بخروج السفياني ثم الظهور الشريف.
اللهم عجل لوليك الفرج والعافية والنصر.
https://telegram.me/buratha
