المقالات

جس نبض أم بداية التطبيع؟

938 2025-05-20

ازهار ال عبد الرسول 

في هذا الوقت بالذات وفي خضم التحديات التي تواجهها أمة المقاومة، يظهر بين الفينة والأخرى مظهر  يدعو للتساؤل وبشدة! لا سيّما عندما يتعلق الأمر بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي لا يزال يُعدّ مرفوضاً من عامة الشعوب الحرة، ومنها العراق.

مؤخراً، ترددت أنباء عن دعوة الروائي المصري الدكتور يوسف زيدان لبغداد، لإلقاء محاضرات ضمن فعالية ثقافية ترعاها إحدى الشبكات الإعلامية العراقية، في فندق المنصور ميليا. وهنا تبدأ الأسئلة والاستفسارات حول هذه الشخصية، ما الهدف من إستحضار مثل هذا المطبع لبغداد؟ وهذه ليست المرة الاولى، ولا اعتقد الأخيرة، في السنوات السابقة كان قد زار العراق عدة مرات، وألقى محاضرته المشبوهة على وجل، التي تدعو علانية وسراً للتطبيع مع العدو الغاصب. 

فإن ما صدر منه من تصريحات بخصوص التطبيع، هو غيض من فيض، نقتبس منها:

إسرائيل عدو عاقل.

لو وجهت لي دعوة لإسرائيل لذهبت.

القدس ليست مكاناً مقدساً.

المسجد الأقصى الموجود في القدس ليس هو المسجد الأقصى.

إن جذور الحروب بين اليهود والمسلمين تعود للمتطرفين من الفريقين.

الرافضون للتطبيع جهلة. 

وغيرها من هذه التصريحات التي تفضح قائلها، وتمسك عليه بالجرم المشهود.

في ١٢‏/٥‏/٢٠٢٢ — أقر مجلس النواب العراقي بالقراءة الأولى مشروع قانون لحظر التطبيع مع إسرائيل، وفي ٥/٢٩  لذات السنة صادق البرلمان العراقي أخيراً وبالإجماع على قانون تجريم التطبيع مع إسرائيل.

اذن التطبيع مع الكيان الغاصب جريمة في الدستور العراقي.

بعد أن مَنَّ الله وأنعم علينا بحكومة شيعية ومرجعية حكيمة لها اليد الطُولى في حفظ الأرض والعرض، هل اصبحنا مسرحاً لمن هب ودب؟ وساحة مفتوحة لأجندات محلية ودولية تحمل طابعاً تطبيعياً مقيتاً؟

الدكتور زيدان، المعروف بمواقفه المثيرة للجدل حول القضية الفلسطينية، مما يجعل حضوره في بغداد موضع شك وتساؤل.

فالأمر هنا لا يتعلق بحرية التعبير، ولا مشاركة أديب في أمسية شعرية أو ثقافية، بل إن هذه الشخصية التي تدور حول إصدارته عديد من التهم التي تتعلق بالأمانة العلمية الفكرية، حين يتم توجيه دعوة اليه فأنها تحمل توجهات تطبيعية صريحة، في ظل رفض شعبي وقانوني للتطبيع داخل العراق.

لذا فالأمر يتجاوز كونه نشاطاً ثقافياً بل يجب أن يأخذ موقفاً سياسياً جاداً. 

ما أكثر المثقفون الحقيقيون، الذين يرون في الكيان الصهيوني قوة احتلال، ويؤمنون بحق الشعوب في مقاومته، والا هل ضاقت بنا السُبل لندعو مثل هذا المطبع.

العراق بأبطال شعبه ومقاومتهم للمحتل، لم يعد ساحة مفتوحة لكل خطاب يخدم التطبيع ولو بعبارات ناعمة. العراق، بدماء شهدائه ومواقفه الداعمة للقضية الفلسطينة أكبر من أن يُستغل لتمرير رؤية لا تمثله، ولا تعبّر عن شعبه.

إن من الواجب، اليوم قبل الغد، أن تعيد الجهات المسؤولة النظر في مثل هذه الدعوات، وأن تضع ثوابت الأمة في الحسبان، وتحاسب وتراقب فلا تهاون ولا تهادن في مثل هذه الامور.

كلا للتطبيع، ولكل محاولة خبيثة تحمل في جنباتها خرق للوعي وتمرير ما تصبو اليه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك