اياد حمزة الزاملي
في ظل الغطرسة و التوحش الامريكي الصهيوني و استمراره في المجازر البشرية التي فاقت مجازر النازية بحق الشعب الفلسطيني و الشعوب العربية و الاسلامية
تتكثف اليوم الضغوط و الندائات من قوى دولية و اقليمية التي تسير في فلك امبراطورية الشيطان (امريكا و اسرائيل) و التي تدعوا الى نزع سلاح المقاومة المبارك تحت عناوين فضفاضة و غبية و مقنعة بوجه الشيطان مثل السلام و إعادة الاعمار و التطبيع مع الكيان الصهيوني القذر
غير ان تجربة المقاومة الاسلامية المباركة في لبنان و فلسطين و العراق و اليمن اثبتت ان الاحتلال القذر لا يفهم غير لغة القوة و لا يحترم الا الابطال و ان أي تفريط في سلاح المقاومة المبارك هو بمثابة انتحار جماعي و استراتيجي للوطن و القضية المقدسة و خطيئة لا تغتفر بحق الوطن و المقدسات و التاريخ يثبت ان تسليم سلاح المقاومة هو انتحار استراتيجي و هذه بعض الامثلة على ذلك
اولاً / اتفاق اوسلو عام ١٩٩٣ أدى الى تسليم سلاح المقاومة مقابل وعود كاذبة لم تنفذ و كانت النتيجة ان تضاعف الاستيطان الصهيوني القذر في احتلال المزيد من الأراضي و بناء المزيد من المستوطنات الصهيونية و تمزيق وحدة الصف الوطني و تحول السلطة الفلسطينية الى اداة امنية قمعية ضد ابناء الشعب الفلسطيني و ذلك لحماية الاحتلال الصهيوني القذر
ثانياً/ في البوسنو و الهرسك عام ١٩٩٥ بعد اتفاق دايتون تم نزع سلاح المسلمين في مناطق معينة بحجة حفظ السلام فكانت النتيجة مذابح مروعة و مرعبة و تمثيل بالاجساد ابرزها مجزرة (سريبرينيتشا) التي قتل فيها اكثر من ٨ آلاف مدني و بلا رحمة من النساء و الاطفال و الشيوخ و الشباب و بكل دم بارد امام اعين قوات الامم المتحدة التي وقفت موقف المتفرج على هذه المجازر البشرية
و عليه لا يمكن فهم سلاح المقاومة خارج اطاره الوظيفي المقدس أي أنه وسيلة لردع العدو و فرض معادلات سياسية و أمنية جديدة
في ظل هشاشة الأنظمة الرسمية و انكشاف المنظومة العربية امام الاختراقات الاقليمية و الدولية و خصوصاً أمريكا و اسرائيل و في ظل انبطاح تام و عمالة و خيانة مطلقة للحكام العرب الجبناء امام الكيان الصهيوني القذر اصبح سلاح المقاومة هو الضامن الوحيد لمعادلة الردع و هو ما أثبتته التجارب المتراكمة من جنوب لبنان الى غزة حيث لم يعد الاحتلال الصهيوني القذر قادراً على فرض ارادته دون ان يدفع ثمناً باهضاً
ان الدعوة الباطلة الى تسليم سلاح المقاومة المبارك تحت ذريعة (حصراً بيد الدولة) في القرار العسكري لا تصمد امام حقيقة واضحة جداً أشد وضوحاً من الشمس في رائعة النهار و هي ان الدولة واقعة تحت سيطرة الاحتلال الأمريكي بنسبة ١٠٠٪ و هذا ما يمهد لعودة داعش الارهابية تحت غطاء و دعم امريكي صهيوني تركي و تكرار سيناريو عام ٢٠١٤
هذا بالاضافة الى ان المستجدات السياسية التي طرأت على الساحة السياسية من سيطرة الارهابي المجرم (الجولاني) و عصابته الارهابية على مقاليد الحكم في سوريا
هذا بالاضافة الى وجود الحاضنة و البيئة الخصبة و المستنقع القذر للافكار العفنة التي تدعوا و ترتكز على قاعدة فقهية باطلة و فاسدة تقوم على تكفير الشيعة و استباحة دمائهم و اعراضهم و أموالهم و شواهد التاريخ الحديث ليست بعيدة عن ذلك فالآف الاحزمة الناسفة و الآف السيارات المفخخة التي كانت تأتي الى الشعب العراقي المظلوم على شكل هدايا من أخوانهم و اشقائهم العرب و التي حصدت ارواح مئات الآلاف من العراقيين و خصوصاً الشيعة خير شاهد على ذلك
هذا بالاضافة الى ان هناك مشروع امريكي صهيوني تركي يقوده الاخرق (اردوغان) بتكرار و استنساخ جولاني جديد في العراق و هو معروف للقاصي و الدآني و له تاريخ اسود و قذر في دعم تنظيم داعش الارهابية و له فضائيات تدعم الارهاب و قد اعترف علناً بذلك في تسجيل صوتي له بتاريخ ٢٠٢٥/٤/٢٦ انه (خميس الأخرق) فشكله و هيئته تدلان على انه اخرق بالفعل و هو يعاني من خرق في عقله حين يعتقد هذا القرد (مع الاعتذار للقرود لاننا نحط من شأن القرود و نرفع من شأنه عندنا نصفه بالقرد)
حين يعتقد هذا الاخرق انه بامكانه ان يحكم و يذل و يستعبد مكون يشكل وجوده الاجتماعي حوالي ٨٠٪ من مكونات المجتمع العراقي
هذا المكون العظيم الذي ينتسب فكراً و وجوداً و عقيدة لاشرف و اطهر و أفضل مخلوق على وجه الكون انه محمد و آل محمد (اللهم صلِ على محمد و آل محمد) و ينتسب هذا المكون العظيم الى اعظم و اطهر و أسمى مدرسة في الكون مدرسة سيد الشهداء و سيد شباب أهل الجنة مدرسة الفداء و الشموخ و الكبرياء و الإباء و الثورة أنها مدرسة الامام الحسين (صلوات الله عليه)
و لكن للاسف الشديد لولا ضعف الطبقة السياسية الشيعية الحاكمة و انبطاحهم و تكالبهم على حطام الدنيا الزائلة لما استطاع و تجرأ هذا القرد و غيره من قرود امريكا و الصهيونية من ان يتجرأ على اسياده
ان هذا المشروع المشؤوم الذي تم الاعداد له في مطابخ ال CIA و الموساد و تركيا قد جرى الاعداد له قبل عدة أشهر و يجري التحضير له و لم يبقى الا تحديد ساعة الصفر و يحمل عنوان (جولاني العراق)
و هناك قاعدة في القاموس السياسي تقول (ليس هناك شيء اسمه صدفة بل هناك تخطيط و تدبير)
المقاومة ليست فقط بندقية في الميدان بل هي مشروع سياسي و اجتماعي و ثقافي و ان نزع سلاحها لا يعني فقد تجريدها من قدراتها الدفاعية بل هو إلغاء كامل لدورها كفاعل شعبي مستقل يمتلك شرعية نابعة من السماء و الارض و التاريخ و الدماء و هنا يكمن الانتحار السياسي و الاستراتيجي حين تقبل قوى المقاومة المباركة بالتخلي عن ادوات و سر قوتها فانها تفقد موقعها التفاوضي و الجهادي و الثوري و تتحول الى مجرد رقم ضعيف في معادلة سياسية مضطربة
و الاسوء من ذلك و الطامة الكبرى ان خطوة كهذه قد لا تمنح حتى شرعية مؤقتة في أعين اعدائها بل تستخدم كدليل على الضعف و التراجع و الاقرار بالهزيمة مما يفتح الباب امام محاولات الاقصاء الكامل و القضاء عليها نهائياً كما حدث في تجارب سابقة حيث تم استدراج المقاومة الى فخ المعترك السياسي ثم جردت تدريجياً من اسباب قوتها ثم تطوق و تهمش و تسحق بلا رحمة
ان الاستراتيجية البديلة ليس في تسليم سلاح المقاومة المبارك بل في صياغة استراتيجية تكاملية بين الدولة و المقاومة.. دولة قادرة على احتضان المقاومة لا محاربتها و مقاومة ملتزمة بضبط البوصلة الوطنية نحو حفظ السيادة و الكرامة للوطن و الشعب
هذا التوازن الديناميكي الوطني هو الضامن الوحيد لعدم الانزلاق نحو الفوضى و الذي يخدم المحتل
ان الحديث عن تسليم سلاح المقاومة المبارك بمعزل عن منظومة ردع متكاملة و حماية سياسية و سيادة وطنية ليس دعوة للسلام بل دعوة للاستسلام و ليس مشروع بناء دولة بل مشروع تصفية قضية وطن و من هنا فإن الاصرار على سحب سلاح المقاومة المبارك دون ضمانات استراتيجية حقيقية ليس إلا انتحاراً سياسياً و استراتيجياً مقنعاً بشعارات السيادة الزائفة و الشرعية الدولية الخادعة
التاريخ أثبت لنا و بما لا يقبل الشك ان الحكام العرب الجبناء و شعوبهم أعلنوا الانبطاح و الخضوع و الاستسلام التام للمشروع الامريكي الصهيوني
ان حال حكام العرب اليوم وشعوبهم أشبه بقطيع من الاغنام يقودهم سيدهم ترامب و نتنياهو نحو المسلخ
بالمناسبة هناك اكثر من ٤٦ قمة عربية عقدت على مدى ثمانية عقود منذ عام ١٩٤٦ و لغاية اليوم ماذا قدمت هذه القمم لفلسطين و للشعوب العربية غير بيع فلسطين للكيان الصهيوني القذر و التطبيع معه و هناك مئات الملايين من الدولارات تصرف في كل قمة عربية و البيان الختامي يكتب بايدي امريكية صهيونية و يقرأ بصوت عربي
اعطوني حاكم عربي واحد موجود اليوم ليس عميلاً لامريكا و اسرائيل
و للامانة العلمية و للتاريخ فان كل دول العالم قد انبطحت و رفعت راية الذل و الخنوع و الاستسلام لامريكا و اسرائيل الا دولة واحدة في العالم انها الجمهورية الاسلامية المباركة (دولة صاحب الزمان) أمل المستضعفين في العالم و كعبة الثوار و الاحرار و الفجر المهدوي العظيم الذي أشرقت على نوره الأرض و السماء و انها وهج محمد و آل محمد (اللهم صلِ على محمد و آل محمد)
شكراً لله و شكراً لمحور المقاومة المبارك الذي وقف كالجبل الشامخ في وجه اعتى و اقوى قوة شر غاشمة عرفها التاريخ و العالم (انها امبراطورية الشيطان)
التاريخ يحدثنا بان كل شعب محتل سلم سلاحه للمحتل تحت أي عنوان الا ذبحوه كالنعاج و عاش حياة الذل و الهوان
و ان الحق لا يأتي الا عن طريق فوهات البنادق
و ان الفجر لا يكون عظيماً حتى تنسج خيوطه بالدم
قال تعالى {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} صدق الله العلي العظيم
والعاقبة للمتقين...
بقلم/ اياد حمزة الزاملي
https://telegram.me/buratha
