المقالات

لماذا الفيدرالية


( بقلم عبد الرزاق السلطاني )

القتل على الهوية، التهجير القسري، الاختطاف، وعناوين اجرامية أخرى باتت من السمات الواضحة للمشهد اليومي للمواطن العراقي والامر الغريب انه لا توجد في بلدنا غابات واحراش وكهوف يمكن للمجرمين ان يختفوا فيها بالشكل الذي يجعل القوى الامنية غير قادرة على معالجتهم، ومما لايمكن ان استسيغه- كمواطن- وانا ارى الاجرام يتحدى الحكومة وخططها الامنية في كل مرة دون رادع حقيقي، فليس من الصحيح ان تمارس حكومة منتخبة أسلوب التمادي وتمييع القرارات التي تحد من الجريمة المنظمة التي تدار من قبل بعض الواجهات المتأسلمة السلطوية بعد ان أخذت تصريحاتها ابعاداً خطيرة في التحريض الطائفي العلني لتصفية رموزنا الدينية والوطنية والسياسية وقد تجاوز بذلك حدود اللياقة الى مستويات متدنية واماطت اللثام عن وجوهها القبيحة وبصورة علنية سعياً منها لتأزيم المسارات الوطنية وتأسيسها لخطاب يزيد من سيل الدماء العراقية بروافدها كافة لوأد المشرع الوطني واجهاض التجربة الديمقراطية الفتية.

وحينما نطالع المشهد العام لتلك القوى المتحالفة من الصداميين والتكفيريين التي سادها سلوك يشبه ظاهرة القطيع المذعورة أثر ضربات ابطال الداخلية، إلا إن تراجع حدة الموجات الارتدادية ضدها أعطاها المسوغات لتجميع شتاتها وتؤسس للغطاء الزيتوني، فهم ليسوا سذجاً كما يعتقد البعض، بل يمتلكون عقليات متمرسة بالاجرام وتزييف الواقع، وما تشهده الساحة اليوم هو من تداعيات تلك الممارسات الوقحة، والمتتبع للنهج الاجرامي اليومي في العراق فهو آت ضمن سلسلة ممتدة لمنع وصول العراق للأستقرار والامن إلا من خلال بوابات حزب البعث المهزوم ومحاولة ايجادهم علاقة رجراجة بفتحهم جبهات عديدة فضلاً عن استعدائهم للنخب الدينية والوطنية والسياسية كافة، مما يجد نفسه محاصراً وسط حكومة ممثلة بشكل دقيق حيث طرح الائتلافيون سياسة سلمية ومتوازنة تلبي طموحات الشعب العراقي كما تلبي طموحات الوطنيين،

إذ نعتقد جازمين بأننا نمتلك كل الادوات النظرية والمفاهيمية والتنظيمية التي تحقق مطالب وحقوق العراقيين، فالعمل المنهجي يتحقق بتطوير وعصرنة المفاهيم السياسية والوطنية التي تدخلنا لتبوء موقعاً يسمح بأخصاب العوامل الاستراتيجية في بنية الدولة لنماء مقومات وجودها ومن اطر الاتحاديات الذي يعد مشروع النهضة الكبير لأنتشال واقعنا المرير وهو مدعاة لتطوير مناطق العراق كافة، فأقليم الوسط والجنوب وأقليم بغداد هو بداية رفع الوصايا والحيف عن أبناء المناطق المحرومة فلا بد من الشروع بتفعيل الاسس الدستورية للخلاص من هيمنة المركز لنبني بلدنا الاتحادي الدستوري التعددي والسير بالنموذج الذي يلتصق بالاهداف الحقيقية والانجازات الفعلية التي تعزز الطموحات الاعتدالية العليا لبلدنا التي تبنتها مرجعية الامام السيستاني ومشاريعها الاستراتيجية بإيجاد مناخات تسهم في رفعة وسمو العراق الجديد بكل اعراقه وطوائفه،

 ومن هنا يمكن القول بأن قيادة الرمز السيد الحكيم دافعت لتعزيز اللحمة الوطنية ضمن ثقافات اعتدالية توحيدية وتعرضت للأضرار الكبيرة جراء تلك المواقف الوطنية لما لها من دلالات جامعة، فالازمات الحقيقية هي من أرهاصات الماضي الصدامي لأعادة المعدلة الظالمة التي حكمت العراق ومحاولة جادة لضرب الحكومة المنتخبة وبالتالي فهو يكشف بجدية أعداء المشروع السياسي الذي تقف وراءه اطراف داخلية وخارجية تتمنطق باسم الديمقراطية التي اشبعت شعوبها هزائم وجعلتها حقول تجارب مما يعزز استقرائها القاصر للمفاهيم الانسانية وقراءتها للواقع العراقي بالمقلوب مما ينعكس سلباً على معطيات الوطنية ويحول دون بناء وشائج المحبة بين مكونات الشعب العراقي.

عبد الرزاق السلطاني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك