المقالات

العربان ومهزلة المصطلحات


( بقلم محمد محسن الساير )

مهزلة العقل العروبي تتجدد كل يوم وصار العروبيون مفكرين من الطراز الأول فهم بدؤا باستنباط المصطلحات المعرفية والسياسية لاغناء لغتهم المريضة والعاجزة عند مخاطبة العقل العربي المتنور , وطبعا في تصورهم المريض هذا إن دوائر الثقافة العالمية ستأخذ قيحهم هذا وتدرجه في موسوعاتها .

ولكل فكر مسوغات وركائز يستند عليها .. ومسوغات جماعتنا العربان تنطلق من دائرة ضيقة هي دائرة الخيانة والشعور بالنقص والدونية أمام الغاصب المحتل لأرض فلسطين وأجزاء أخرى من الأرض العربية .هذه الدائرة حتمت على العربان أن يتفلسفوا أمام الأحداث المصيرية التي تواجه الأمة العربية, فبعد سقوط الفكر العروبي مع سقوط الصنم في ساحة الفردوس في بغداد حدث اصطفاف جديد لكل الأنظمة المتخاذلة التي تسبح بحمد إسرائيل بدءا بالنظام الحاكم في مصر ومرورا بالثورجية في سوريا والإمعات في الأردن وانتهاءً بأمراء الجنس المثلي في دويلات النفط .

فملوك السفلس ( كما يسميهم شاعرنا النواب) لم يريحوا الأمة بصمتهم ويدفنوا رؤوسهم في الرمل وكأنهم لم يروا جراحات لبنان وفلسطين بل خرجوا علينا ببدعة المصطلحات النارية الجديدة فهاهو مصطلح المقاومة الشرعية بعد أن ملئوا الدنيا بعوائهم عن المقاومة الشريفة في العراق .. وحتى يبرروا خنوعهم ظهر هذا المصطلح وهم اعرف من غيرهم بعدم وجود مقاومة شريفة في العراق ولا مقاومة شرعية أو غير شرعية في مواجهة العدو الصهيوني .

وهم يدركون إن المقاومة الباسلة التي يبديها حزب الله في لبنان للهجوم الصهيوني هي حق مشروع تقره الشرائع السماوية والمواثيق الدولية ولكن الحقد الطائفي الذي وحد صفوفهم هو الذي دفعهم للتفوه بهذه التفاهات التي لا تصدر إلا من مثلهم من الخونة.

في العراق ابتدعوا مصطلحات مثل المقاومة الشريفة والتي يقصد بها تلك التي يقوم مجرميها بقتل الأبرياء من العراقيين بمسوغات طائفية فهذه المقاومة لم تقتل من الأمريكيين حتى واحد بالالف مما قتلته من الأبرياء من أبناء الشعب العراقي المظلوم وفي لبنان اليوم هم يدينون الرد على الهجوم الصهيوني ولم يتطرقوا للهجوم نفسه فخرجوا علينا بهذا المصطلح ,ولأنهم مرعوبين وخائفين على ملذاتهم وكراسيهم المسنودة بالقوة الأمريكية كان لزاما عليهم أن يتخذوا هذا المواقف .

 وليس مستغربا لدينا مثل هذه التصريحات فهي سلسلة من المواقف والأدوار يقوم بها الخانعين بدا بحارث الضاري وما لف لفه من جلاوزة البعث الفاشي وبإسناد من وعاظ السلاطين من أتباع الفكر الوهابي المنحرف الجاثم على صدر الحجاز, ولن نستغرب منهم كل التصريحات ولا اصطفافا تهم الجديدة فهي نتاج لعقدة طائفية رسخها لهم الحكم العثماني وغذاها الاستعمار البريطاني . وشعوبهم تعرف إن إسرائيل عرتهم بهجومها هذا وكشفت لكل الدنيا إن الزعامات العربية زعامات فاقدة لرجولتها ولا تصلح أن تقود هذه الشعوب ورحم الله غسان كنفاني الذي أشار في إحدى رواياته إلى أن الذي يسلم قيادته إلى فاقد الرجولة ينتهي بالمزبلة.

محمد محسن الساير - الناصرية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك