لا أبالغ إن قلت إنّ إسرائيل قد أعطت هدية رائعة للشعب الإيراني وللشعوب الحرة بعد قيامها بالضربة الفاشلة ضد إيران .
تلك الهدية التي قدمتها إسرائيل لإيران تتمثل بفشلها في ضرب أهدافها التي حددتها داخل إيران إلا في أدنى مستوى لها ، واستشهد على أثر ذلك أربعة أفراد من القوات المسلحة.
الشعب الإيراني كان يعرف أن لدى قواته المسلحة قدرات تمكنه من الدفاع عن أرضه وسمائه ومصالحه .
لكن تلك القدرات كان يعرف حقيقتها القوات المسلحة فقط بعد إجراء التجارب والتقييمات عليها، وكان الاحرار يعلمون من خلال الإعلام وأقوال المسؤولين وبعض التسريبات عن ما تمتلكه إيران وحلفائها من شرفاء الأمة وأحرارها.
إيران تمتلك تجربة غنية في الهجوم والدفاع عند منازلة العدو وكشفت عن صدق قدراتها بحيث فشل الهجوم الصهيوامريكي عليها، وقد وصف أحد القادة ذلك الهجوم وقال : كان أفشل هجوم في التاريخ .
نعم أفشل هجوم في التاريخ؛ فبعد كل تلك التهديدات والجعجعة والوعيد بالضربة الفتاكة القاتلة والمفاجئة والقوية من قبل قادة الكيان الصهيوني، كان هجومهم عبارة عن مفرقعات وألعاب نارية صعد الناس في طهران إلى أسطح المنازل ليشاهدوها على عكس الصهاينة عندما يهربون إلى الملاجئ .
إنّه الأمن النفسي الذي حققته إيران لشعبها، وأصبحوا يؤمنون بقوتهم وقدراتهم أمام الأعداء.
لقد استعان الصهاينة بالكذب للتعويض عن فشلهم وخسارتهم ، وأيضاً استعان الصهاينة واعوانهم بنسبة تلك القدرات التي أظهرتها إيران إلى روسيا والصين وكوريا الشمالية، وهو ما يعني أن العدو عندما شعر بقوة إيران لم يصدق ذلك، ونسب قوتها إلى غيرها .
إنها نعمة أن لايعرف العدو قدراتك، ويستمر في جهله لإمكانياتك وعلمك وتفوقك في مختلف المجالات . لقد كانت تقديراتهم غير صحيحة بالمرة وكما قال اللواء حسين سلامي قائد الحرس الثوري: (هذه المرة اخطأوا أيضاً وسيرون ردنا الذي سيتجاوز كل التصورات).
وقد يكابر العدو الصهيوني أو يستمر في تضليل الناس من خلال التقليل من قدرات إيران ومحورها المقاوم، وتضخيم قدراته، لكن كما يقولون ( حبل الكذب قصير)، وقد فضحهم طوفان الأقصى عندما استعان الصهاينة بالأمريكان ليمدوهم بالسلاح وتأسيس غرفة عمليات مشتركة، وأيضاً فضحهم عندما استعانوا بالمستعمرين الغربيين في تقديم مختلف أنواع الدعم التسليحي والأمني والإعلامي لهم،
وافتضح أمر اسرائيل أكثر في عملية ( الوعد الصادق )عندما استعانت بالمستعمرين الغربيين بزعامة أمريكا وحلفائها من الأعراب .
وانكشفت حقيقتها أكثر عندما جاءت عملية( الوعد الصادق٢) حيث كانت الصورة أبلغ من كل التحليلات فقد كانت الصواريخ الايرانية تسقط على أهدافها كأنها الشهب الثاقبة، ولم يكن لما سمي بالقبة الحديدية أي مفعول، ووقفت اسرائيل عاجزة لاتستطيع دفعاً إلا ان يستعين قادتها ومستوطنيها بالملاجئ .
على الصهاينة والأمريكان في عملية ( الوعد الصادق ٣) أن ينتظروا رد إيران المدمر وكما قال اللواء حسين سلامي قائد الحرس الثوري: (هذه المرة اخطأوا أيضاً وسيرون ردنا الذي سيتجاوز كل التصورات) ، وقال أيضاً: (سنقدم لإسرائيل إجابة لا يمكن تصورها).
إنها دورة الحياة تدور دوائرها على الظلم والعلو في الأرض، وهل أكثر من هذا العلو أن يقول نتن ياهو أنه سينتصر على المقاومين حتى لو كان الله معهم؟! .
إنّه على نفس النهج والمقولة الفرعونية حيث اعتد فرعون بقدرته وغروره وقال:( أنا ربكم الأعلى) وانتهى إلى ما انتهى إليه بعد أن نازع الله في سلطانه وكبريائه،
ونازعه في رداء عظمته فأرداه الله إلى ذلك الهلاك الحتم .
وفقاً لمنطق الطبيعة وسنن الله في الأرض، فإن الشهداء لهم كرامة ودمائهم فيها بركة وهي أكرم من أن تضيع سدى، وسيأخذ أولئك الممهدون من المؤمنين والمقاومين بزمام الأمور وناصيتها وسنشاهد تجسيداً حياً لنصوص الآيات الكريمة ونقرأ( ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد ).
وسنقول قريبا : ألم تر كيف فعل ربك بصواريخ ثاد الأمريكية…والنصر.حليف المؤمنين بقضايا أمتهم وأهدافها المقدسة .
https://telegram.me/buratha