محمد الحسن ||
تعالوا لنكشف الحسابات، فمن صار يلفظ كلمة “الارهاب” ويطالب بمكافحته، هو الذي كان يحرّض على تفخيخ دور العبادة في العراق وتفجير الأسواق والمدارس ورياض الأطفال.
دعمت مملكة آل سعود جميع التنظيمات الارهابية المستهدفة للأمن والاستقرار العراقي، ماليا وبشرياً واعلاميا ولم يتوقف دعمهم على هذه الجوانب؛ انما كان شاملا ويرتكز على اساس ديني طائفي فتوائي. التطرف والإرهاب السعودي دوما يصب في خدمة ومصلحة الأمريكان،
فقد تأسس ذلك الارهاب لدعم الولايات المتحدة في حربها الباردة ضد الاتحاد السوفيتي، وتجلى ذلك في ارسال الارهابيين إلى افغانستان. ما انشأته مملكة الدم والخيانة، انقلب عليها بعد الانتصار العراقي ضد التنظيمات الأرهابية العاملة في العراق.
كانت الحجة والمبرّر الذي اخترقت السعودية من خلالها العراق واسست حاضنة أرهابية لها، هو مقولة “الاحتلال الامريكي” الذي دخل العراق من اراضي السعودية ذاتها. لم يطلق ذلك الارهاب طلقة واحدة ضد الأمريكان، وكانت جميع توجهاتهم تستهدف المناطق المدنية ودور العبادة والمدارس والأسواق بغية إنهاء العراق وتقسيمه!
أوغلت السعودية كثيرا في الدم العراقي، وتجاوز ضحايا الارهاب السعودي ارقام مرعبة بلغت عشرات الآلاف من المدنيين والأطفال الذين حصدتهم مفخخاتهم في شوارع بغداد والمحافظات. تعطّشهم للدم العراق جعلهم يذهبون ابعد، ففي منتصف العام ٢٠١٤ اعلنوا عن قيام دولة ارهابية ممولة بالمال السعودي. تلك الدولة الأرهابية المزعومة،
وقف بوجهها ومنع تمددها وأسقطتها عوامل عديدة ابرزها فتوى المرجع الأعلى ألإمام السيستاني ورجال الميدان امثال القائد المهندس. هذه الحقائق حاضرة ولم تصبح تاريخا بعد، ومن يشهد عليها هم الأمريكان انفسهم. العالم اجمع يعترف بكون “داعش” كيان ارهابي إجرامي، ومن المنطقي ان يتساوى الارهاب ومن يقاتل الأرهاب..
المهندس كان احد قادة الانتصار على التنظيم الارهابي المصنوع سعوديا، وهنا تسقط الرواية السعودية التي تحاول الخلط بين مفهوم المقاومة ومفهوم الارهاب، فالمقاومة حقّ مشروع استخدمه الشهيد السيد نصر الله والسنوار وقبلهما عشرات المقاومين ضد الاحتلالات الواضحة، وهنا يبرز سؤلا جوهريا: لماذا تحاول مملكة سعود أن تربط الارهاب بالمقاومين؟!
السبب يعود إلى العام ٢٠١٦ عندما ذهب الكونغرس الأمريكي إلى تشريع قانون “جاستا” الذي يسمح بمقاضاة السعودية كونها راعية الارهاب العالمي، بمعنى انّ النظام السعودي يسعى إلى تغيير تعريف الارهاب، ليصبح ملتصقا بالمقاومين للكيان الاسرائيلي بغية تبييض صورتها امام المجتمع الدولي عموما والداخل الأمريكي خصوصا،
من خلال التخادم مع كيان إسرائيل. وجدت السعودية فرصة بعمليات الاغتيال الصهيوني والأمريكي لكسب الود من اجل تزوير تعريف الارهاب، فهي تستهدف القادة المقاومين، بينما تستثني الأرهابيين من امثال بن لادن والبغدادي والظواهري والزرقاوي من قائمتها “الأرهابية” وهذا يجري بالتعاون مع الكيان الصهيوني، فالاسماء الأرهابية المدعومة سعوديا تتماهى مع المشروع الصهيوني وتخدمه من خلال استهداف وتكفير المسلمين والمسيحيين،
وبالوقت ذاته فهي تستجدي عطف اللوبي الصهيوني المؤثر في القرار الأمريكي لإبعاد شبح عودة قانون “جاستا” الذي يصنّف السعودية كدولة راعية للإرهاب!
https://telegram.me/buratha