الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في تفسير الميسر: قوله تعالى "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ" ﴿الأنفال 74﴾ آوَوا: آوَ فعل وا ضمير، وَنَصَرُوا: وَّ حرف عطف، نَصَرُ فعل، وا ضمير. آوَوْا: هم الأنصار آوَوا المهاجرين في بيوتهم. والذين آمنوا بالله ورسوله، وتركوا ديارهم قاصدين دار الإسلام أو بلدًا يتمكنون فيه من عبادة ربهم، وجاهدوا لإعلاء كلمة الله، والذين نصروا إخوانهم المهاجرين وآووهم وواسوهم بالمال والتأييد، أولئك هم المؤمنون الصادقون حقًا، لهم مغفرة لذنوبهم، ورزق كريم واسع في جنات النعيم.
جاء في تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: (نصر) "النصارى" (البقرة 62) (البقرة 113) (البقرة 120) (التوبة 31) (المائدة 20) (المائدة 54) (المائدة 72) نسبوا إلى قرية بالشام تسمى نصورة ويقال: تسمى ناصرة واحدهم: نصران كندمان، وقيل: لأنهم نصروا المسيح عليه السلام: و "لننصر رسلنا" (غافر 51) أي نغلب رسلنا، و "من" (الحج 15) بمعنى لمن أي لمن "ينصره الله" (الحج 15) ويغيظه أي لا يظفر بمطلوبه "فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ" (الحج 15) أي فليستفرغ جهده في إزالة ما يغيظه بأن يمد حبلا إلى سماء بيته فيختنق فلينظر إن فعل ذلك هل يذهب نصر الله الذي يغيظه، وسمي الاختناق قطعا لأن المختنق يقطع نفسه بحبس مجاريه، وسمي الفعل كيدا لأنه وضعه موضع الكيد حيث لم يقدر على غيره. "لبئس المولى" (الحج 13) أي الناصر. "فما تستطيعون صرفا ولا نصرا" (الفرقان 19) أي حيلة ولا نصرة، ويقال: لا تستطيعون أن تصرفوا عن أنفسكم عذاب الله ولا انتصار من الله تعالى. "ببدر" (ال عمران 123) اسم موضع فيه ماء لرجل اسمه بدر قال تعالى: "لقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة" (ال عمران 123).
جاء في التفسير الوسيط للدكتور محمد سيد طنطاوي: قوله تعالى "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ" ﴿الأنفال 74﴾ كلام مسوق للثناء على القسمين الأولين من الأقسام الثلاثة للمؤمنين وهم المهاجرون والأنصار. قال الفخر الرازي: أثنى الله تعالى على المهاجرين والأنصار من ثلاثة أوجه: أولها قوله: أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا فإن هذه الجملة تفيد المبالغة في مدحهم، حيث وصفهم بكونهم محقين في طريق الدين. وقد كانوا كذلك، لأن من لم يكن محقا في دينه لم يتحمل ترك الأديان السالفة، ولم يفارق الأهل والوطن، ولم يبذل النفس والمال. وثانيها قوله: لَهُمْ مَغْفِرَةٌ والتنكير يدل على الكمال، أى: مغفرة تامة كاملة. وثالثها قوله: "وَرِزْقٌ كَرِيمٌ" والمراد منه الثواب الرفيع. والحاصل: أنه سبحانه شرح أحوالهم في الدنيا والآخرة. أما في الدنيا فقد وصفهم بقوله: "أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا". وأما في الآخرة فالمقصود إما دفع العقاب، وإما جلب الثواب. أما دفع العقاب فهو المراد بقوله "لَهُمْ مَغْفِرَةٌ" وأما جلب الثواب فهو المراد بقوله "وَرِزْقٌ كَرِيمٌ".
عن شبكة المعارف الاسلامية لسماحة الشيخ اكرم بركات في مقالته ابو طالب مؤمن آل قريش: يقول تعالى: "وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا" (الانفال 74) كثير من الناس يدخلون بعد النصر أفواجاً، لكنّ القليل الذين ينصرون الحقّ في أوقات المحن والبلاء. من هؤلاء القليل القليل أحد أولياء شهر رمضان أبو طالب عمران بن عبد المطلب رضوان الله عليه الذي يجرّنا الحديث عنه إلى الحديث عن طهارة آباء النبيّ صلى الله عليه وآله قال تعالى: "الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ" (الشعراء 218-219). عن أبي ذر الغفاري: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهاتين وإلا فصّمتا، ورأيته بهاتين وإلا فعميتا،يقول: عليٌ قائد البرّرة، وقاتل الكفرة، منصور من نصره، فخذول من خذله، أما أني صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلاة الظهر، فسأل سائل في المسجد ولم يعطه أحد شيئاً، فرفع السائل يده إلى السماء، وقال: اللهم إشهد أني سألت في مسجد رسول الله فلم يعطني أحد شيئاً، وكان عليٌ راكعاً فأومأ بخنصره اليمنى، وكان يتختم فيها، فأقبل السائل حتى آخذ الخاتم من خنصره، وذلك بعين رسول الله.
وصف الإمام زين العابدين عليه السلام للمهاجرين والأنصار (اللهم أصحاب محمد خاصة الذين أحسنوا، وأبلوا البلاء الحسن في نصره، وكاتفوا وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا له، حيث أسمعهم حجة رسالاته، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته، وانتصروا به، ومن كانوا منطوين على محبته، يرجون تجارة لن تبور في مودته فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وفيك وكانوا مع رسولك لك إليك).
اصدر المرجع الديني السيد علي السيستاني بيانا قال فيه: هذه الأيام العصيبة التي يمر بها الشعب اللبناني الكريم، حيث يتعرض بصورة متزايدة للعدوان الإسرائيلي الغاشم وبأساليب متوحشة، شملت تفجير أعداد كبيرة من أجهزة الاتصالات الشخصية ونحوها، واستهداف مساكن مكتظة بالمواطنين حتى من النساء والأطفال، وشنّ غارات مكثفة على عشرات القرى والبلدات في الجنوب والبقاع، مما أسفر لحد الآن عن استشهاد وجرح أعداد كبيرة من المقاومين الأبطال وغيرهم من المدنيين الأبرياء وتهجير عشرات الآلاف عن مساكنهم ومنازلهم.
عن وكالة الأنباء العراقية بعد دعوة المرجعية العليا المساعدات العراقية تتدفق إلى لبنان بتأريخ 23-09-2024: بيان المرجعية خريطة طريق: بدوره، أكد الإطار التنسيقي، أن بيان المرجعية الدينية العليا يشكل خريطة طريق واضحة لمن يرغب في تقديم الدعم والإسناد إلى لبنان وفلسطين. وذكرت الدائرة الإعلامية للإطار في بيان- تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)- أن "الإطار التنسيقي عقد اجتماعه الدوري، اليوم الإثنين، الموافق 23-9-2024، في مكتب رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي؛ لمناقشة آخر التطورات والأحداث في المنطقة، وخصوصًا حرب الإبادة الوحشية ضد أهلنا في لبنان وفلسطين". وأكد الإطار التنسيقي استنكاره وإدانته للجرائم التي تنفذها آلة الحرب ضد المواطنين العزل في الضاحية الجنوبية وبقية مدن لبنان"، مبينا، أن "بيان المرجعية العليا يشكل خريطة طريق واضحة لمن يرغب في تقديم الدعم والإسناد بأشكاله كافة". وأعلن الإطار التنسيقي استعداده الدائم للوقوف إلى جانب الأشقاء اللبنانيين في محنتهم بكل الوسائل الممكنة، دعمًا لصمود ومقاومة حزب الله الأبطال. ودعا الإطار جميع أبناء الشعب العراقي وأصحاب الهيئات والمؤسسات، إلى فتح باب التبرعات وتسيير قوافل الدعم الإنساني؛ للتعبير عن التلاحم والتضامن مع الشعب اللبناني الشقيق ومقاومته البطلة. معركة كرامة: من جانبه، قال رئيس تيار الحكمة الوطني السيد عمار الحكيم في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع): "نقف بكل إجلال وإكبار عند بيان المرجعية الدينية العليا الذي عبّر عن عمق الألم والأسى تجاه الاعتداءات الغاشمة، ودعا إلى بذل كل جهد ممكن لإيقاف هذا العدوان الوحشي". وأضاف، أنه "في هذا السياق، ندعو أبناء تيار الحكمة الوطني (تنظيمات وكوادر ومؤسسات) والمؤمنين كافة وأصحاب الضمائر الحية إلى المبادرة العاجلة في تقديم الإغاثة الإنسانية للشعب اللبناني العزيز". وأكد السيد الحكيم، على ضرورة العمل الجاد لإيقاف العدوان وحماية المدنيين الأبرياء، خاصة في ظل استهداف القرى والمدن اللبنانية بطريقة وحشية.
https://telegram.me/buratha