المقالات

قمة القاهرة للسلام؛ على ماذا استند السوداني في خطابه ؟!


كندي الزهيري ||

 

دعوة رئيس مجلس الوزراء العراقي للحضور إلى قمة القاهرة( للسلام )، لإيجاد حل للصراع على أرض فلسطين . كان ولا زال العراق وشعبه العظيمين ، أصحاب مواقف راسخة ،وعقيدة ثابتة خصوصًا في القضايا المصيرية التي لا يجامل العراق عليها مطلقًا، موقف العراق الصُّلْب هو الحقيقة التي لا ينطق بها الكثير من حكام وشعوب المنطقة والعالم . أن كلمة محمد شياع السوداني ، كانت بمنزلة توبيخ وإشارة على ضرورة عدم التهاون بقضايا الأمة ، السيد السوداني أدلى كلمة بثقة وأشار بأصبعه ترافقها كلمات قوية ، تمثل إصرار وموقف ثابت ، مستند على قوتين هما موقف المرجعية الدينية العليا ، و موقف الصُّلْب للشعب العراقي المقاوم ... كليهما كانا حاضرين في كلمة وقوة إشارة رئيس مجلس الوزراء العراقي. إنَّ ما ظهر في كلمات المشاركين في هذه القمة ،  يدور حول مفهوم العدالة بين طرفين ، والإكثار من مصطلح (حل الدولتين)، وهو إعطاء شرعية للتواجد الصهيوني في أرض الفلسطينيين. لكن وصف ما يجري على الفلسطينيين ب ( إبادة جماعية ) على يد الكيان الصهيوأمريكي، هو وصف شجاع وتحدي واضح لجميع أساليب الإخضاع . ثم يتبعها توصيف أكثر دقة وأقوى منطق بوصفه ما يحدث (جريمةُ حرب مُكتملة الأركان) ، وهو توصيف عجز الحاضرين على النطق به . إن موقف السوداني كما أسلفنا يعتمد على الموقف الديني والشعبي ، كذلك هناك عوامل أخرى ومن أهمها ؛ ( تصاعد حدة وقوة محور المقاومة في المنطقة ، كذلك الإمكانات التقنية والبشرية التي يمتلكها محور المقاومة اليوم من جهة ، ومن جهة أخرى نهاية القطبية وخرف أمريكا ، ولا ننسى بأن أمريكا حاولت إخضاع العراق عبر الدولار ، خصوصًا بعد فشلها بإتمام مخططها لأتيان بحكومة تمثلها في العراق ، وهذه الصلابة جعلت من بايدن المجرم يخضع ويتنازل لرئيس مجلس الوزراء العراقي ، ولا ننسى التصعيد الشعبي والمقاومة في العراق ، مما جعل من القواعد الأمريكية أسيرة لضربات المقاومة ، فتعدد الأقطاب يمثل أريحية بالنسبة للعراق ومواقفه المشروعة ، وأن ما تعانيه الدول الغربية المنحلة والشاذة ، من ضعف في إمدادات الطاقة وهي مقبلة على شتاء آخر من دون غاز الروسي ، هذا الخطاب سيجعلها تعيد حساباتها ، وبضرورة الحفاظ على سلامة وأمن إمدادات الطاقة ، وإلا ستصبح أوروبا جميعها أمام خطرًا شعبي واحتجاجات تضرب أمنها واستقرارها القومي ، ولا ننسى بأنها مجبرة على الرضوخ في نهاية المطاف ، فمًا صرح به السوداني في خطابه كانت بمثابة حركة ذكية ، فهمت على نحو التالي "إذا اصررتم على دعم الكيان الإرهابي ، سيكون هناك رأي آخر ، سيأتي موازي للموقف السياسي والعسكري لمحور المقاومة وهو (أمن الممرات الطاقة ) ، وهي ورقة الضغط الأكبر في هذا الوقت ... لهذا السوداني كان موقفه صريح وقوي دون قيود خصوصًا في قوله "حان الوقت لوضع حدٍّ لهذا الاحتلال البغيض" ) هذا يدل على أن السوداني تكلم بلسان المرجعية وشعوب العربية والإسلامية وهو قرار الأمة . وإن الإشارة إلا أنَّ( الكيان ومن يساندهم لا يحترمون القانون الدُّوَليّ ولا المنظمات الحقوقية )، تعد ضربة لداعمي الكيان الغاصب ، كذلك الإشارة إلى مدى تخاذل ودجل المنظمات الدولية ، في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم . إن التغير العالمي اليوم كان حاضر في خطابه حيث ذكر السوداني إن ( تشكل غزة اليوم امتحانًا جديدًا للنظام العالميِّ، الذي فشل مرات عدةٍ في تطبيق ما ينادي به من قيم الإنسانية والعدل ...) وهنا إشارة إلى فشل النظام العالمي الذي أنشء بعد الحرب العالمية الثانية ، وهو نظام متعطش للدماء وسلب الشعوب ،وهنا يشير  إلى حلول نظام عالمي جديد والموقف أيضًا يمثل إختبار له ، يزيل ما أفسدته الدول الصهيو أمريكية في العالم . إن موقف الحكومة العراقية موقف مشرف ، كذلك أحرج وفضح جميع المطبعين في السر أو في العلن . مع استناد السوداني على المثلث (المرجعية _الشعب _ محور المقاومة) ، لكن نحذر من غدر أمريكا على كافة المستويات ، لكون ما يقوم به السوداني اليوم هو خروج تام عن الدائرة الأمريكية ، وهنا نشير إلى ضرورة أن يستند السوداني على القاعدة الشعبية والمرجعية قبل الاعتماد على القِوَى السياسية. كذلك يجب أن تكون المقاومة داعمة وحامي حقيقي لكل خطوة يخطوها السوداني نحو التخلص من قيود أمريكا . إن موقف العراق هذا كان ويكون وسيكون واحد لا يتغير مهما لوح الغرب وأمريكا ببوارجهم ودولارهم ،رجال هذا الشعب لا يخشون أحد إلا الله عز وجل.. 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك