المقالات

ماذا لو طبعت السعودية ؟!

1088 2023-09-27

ماجد الشويلي||

 

      2023/9/26

مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي

 

 

من جملة ما أثير ويثار من آراء نقدية على قيام الجمهورية الاسلامية في إيران،

هو الخشية من اختزال التشيع في 

في دولة  !

فالدولة و من دلالتها اللفظية 

فانها تشير (للتداول ) وهو ديدن الدول بالفعل . حتى أن بعض علماء الاجتماع كابن خلدون قد حدد عمر الدولة ب120 عاماً.

فالخشية والمحذور إذن من انهيار التشيع وضياعه فيما لو فشلت تجربة الحكم الاسلامي في ايران.

رغم أن هذا التخوف لامبرر له لسببين

الاول ؛ لأن ايران لم تختزل التشيع في نظامها السياسي وانما أكدت انبثاقها منه ، بدلالة المعارضة المعتد بها من بعض علماء الحوزات الشيعية ومفكريها.

أما السبب الآخر  هو أن التشيع بحد ذاته

مصمم بتقنية عالية على تحمل النكبات والمحن واستيعابها بدينامية عالية كغياب الامام المعصوم لقرون عدة 

لذا لاخوف عليه من انهيار تجربة الحكم السياسي (لاسمح الله).

ورغم أن القراءة آنفة الذكر أهملت أو تغافلت لسبب وآخر عن المعطى الكبير الذي ساهم به قيام الجمهورية الاسلامية ، وهو اثبات قدرة التشيع  كعقيدة وفقه وأصول وأخلاق على مواكبة العصر والتأسيس لنظام حكم عادل في ظل عالم علماني احتكر التنظير والتأسيس للانظمة السياسية معاً .

الى جانب أغلبية مسلمة سنية بأنظمة سياسية ومؤسسات دينية أوغلت بالعلمانية ، إما تغطية لعجزها عن الاتيان بالبديل للانظمة السائدة ، أو للانقيادها وتسليمها التام لليبرالية العالمية.

 لكن ماحدث وهو كبير وكثير جدا،

أن الجمهورية الاسلامية قد اثبتت أنها اسلامية  بجدارة أكثر من كونها شيعية.!

وذلك بتبنيها لقضايا الأمة الاسلامية بل وبتبنيها القضايا الانسانية العالمية

التي اعتبرت نصرتها من صميم عقيدتها الاسلامية. 

هذا من جهة ومن جهة أخرى فإنها كشفت النقاب عن مناجم الفقه والفكر

الامامي بنحو لو اجتمعت فيه مكتبات العالم بأسره لما أثبتت معشار ما اثبتته.

الى درجة أنها قد تمكنت من ترسيخ مفهوم أنها حتى في حال انهارت تجربتها (لاسمح الله)وهو أمر محاذ للمستحيل بعون الله تعالى.

فإن جميع من قرأها قراءة موضوعية سيجزم أن انهيارها (المفترض )لم يكن لخلل بنيوي ذاتي وانما لمؤثر خارجي كما حصل لدولة أمير المؤمنين والحسن عليهما السلام.

أما في السعودية فان الأمر مختلف تماما؛فقد رأينا كيف أنها سعت لاختزال التسنن  فيها ، وهيمنت على أغلب مدارسه الفقهية والفكرية ، دون أن تكون لها نظرية في الحكم الاسلامي أو نصيب من تطبيقه. ودون أن يكون لها موقف من قوى الاستكبار العالمي ، بل أنها وكما هو معلوم أفنت عقودها التسعة بخدمة الغرب والسير في ركابه.

ولقد منحها موقعها الديني لازِمَةً رسخت  باذهان العالم السني أن السعودية هي الاسلام والاسلام هو السعودية.

فضلا عن أنها لم تدخر وسعا بشيطنة التشيع وتشويهه خاصة بعد نجاح الثورة الاسلامية في ايران .

ولطالما حاولت اضفاء اليهودية على الشيعة ، ولشد ما سعت لاخراجهم من الملة ، فماذا لو أنها الآن وضعت ايديها اليوم بيد اليهود جهارا نهارا.

ماذا ستكون ردة فعل العالم السني؟

وهل ستسعفها قنوات الفتنة والتحريض من بعض اللحى المرسلة كأنها رؤوس الشياطين.

أم سيكون بوسع بعض الشروحات والحواشي والمصادر المفبركة إطفاء وهج التشيع ؟!

قطعاً إن تطبيع السعودية سيقدم خدمة جليلة للتشيع ولإيران ، بل وإن هذا التطبيع بمنظوره البعيد سيقدم خدمة جليلة للاسلام الذي سيخرج السعودية من الخدمة.

إن مايجري من احداث وانعطافات وتحولات كبرى  على صعيد المنطقة والعالم لاتخفي العناية الالهية

والتدبير الغيبي. 

ولذا ليس بوسع نظام  كنظام السعودية أن يدرك كنه مايجري ويتحسس عمق مايحدث . اذ أن ادراك البعد الغيبي 

والسنن القرآنية ليس من شأن القيادات المنغمسة بوحل المادة لشحمة اذنها.

وانما هو من شأن القيادات المتصلة بالسماء وهو ماتتمتع به الجمهورية الاسلامية في إيران.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك