المقالات

الامام العسكري منع الطغاة من خلط مواقفه النبيلة بمواقفهم الغاشمة .


سميرة الموسوي ||

 

لمناسبة إستشهاد الامام الحسن العسكري عليه السلام.

 

__ الامام العسكري عليه السلام تميز بتصور كلّي لمآلات دولة بني العباس ومواقفهم الحاقدة من اهل البيت عليهم السلام ،ولذلك فقد عانى معاناة بالغة القسوة من وجوده الاجباري في قصر الخليفة العباسي ،وكان إستقدام الامام الى سامراء وتطويقه بمختلف الاساليب من أجل أن يبقى في قصر الخلافة لكي لا تخفى عليهم خافية من تحركاته أو إختلاطه بأتباع اهل البيت عليهم السلام ، وكان قبول البقاء المر أحد أساليب الامام لمنع تصفية البقية الباقية من اهل البيت أو مريديهم، والحقيقة أن إبقاء الامام في دار الخلافة هي محاولة سلطوية لخلط الاوراق على الناس والتلاعب بمواقفهم من الامام الذي يمثل أمل المستضعفين في الارض ضد المستكبرين ،وكانت هذه المحاولة مكشوفة لدى الامام وواضحة الاهداف ولذلك فقد عمل الامام بحزم وشجاعة لتمييز نفسه ومواقفه عن مجمل أهداف بني العباس المتركزة بالتمسك بالسلطة تحت أية ذريعة ولا سيما أنهم ورثوا عن بني أمية خططهم الخبيثة الرامية الى تزييف وتحريف القرآن الكريم وإبعاد النص القرآني عن التدبر الحر وإحلال دين موازٍ يخدم وجودهم .

__ لقد وعى الامام أن العدو وفي كل زمان ومكان سيعمل على طمس المواقف الانسانية الثورية النابعة من رسالة الاسلام من خلال إظهار توافق مواقفهم وأهدافهم مع مواقف الامام ومحاولة ترسيخها في أذهان المنتمين الى معادلات الردع آنذاك وتمييع الضغط الشعبي على الحاكم المستبد المهيمن .  

__ هذا الوعي الذي قدمه الامام قدوة للانسانية ولكل المستضعفين في الارض وهم يجاهدون ضد الاستكبار العالمي إنما كان مراده أن لا يعتقد أحد من المؤمنين بمنهج اهل البيت عليهم السلام أن عدو الاسلام والانسانية يمكن أن تنسجم أهدافه مع الاهداف الانسانية وتؤدي الى إنصاف المستضعفين .

__ ثم توجه الامام العسكري بعد أن إطمأن الى توسع قاعدته الشعبية الى بذل جهود غير مسبوقه في التمهيد لغيبة ولده المهدي عليه السلام .

__ لقد تجلت أساليب جهاد التبيين بوضوح في مسيرة الامام العسكري عليه السلام ،وتأكدت نوعيات جهاد التبيين في مسيرة أهل البيت جميعا مدرسةً كافية للتصدي للحرب الناعمة التي تدور رحاها ضدنا اليوم من دول الاستكبار العالمي .

... والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك