المقالات

قضية ورأي نظرية المؤامرة


( بقلم وليد جواد زاهر )

اعتادت الشعوب العربية بعد أحداث الحادي عشر من أيلول أن تنظر إلى الأفعال المزدوجة المتزامنة والصادرة من تدابير العقل الغربي على إنها مؤامرة مقصودة حيكت وراء الكواليس في غرف مغلقة لغرض إجراء عمل عسكري بالغ الأهمية يتزامن في توقيته مع حدث سياسي صادر من أصحاب القرار يسند ذلك العمل, ويتناغم معه ايجابياً ليضيف إليه القوة المطلوبة في مواجهة الأعداء وباعثا ً رسالة إليهم أن لا طريق لكم إلا بالاستسلام. وقد ترسّخ هذا الاعتقاد لدى المتتبع العربي نتيجة قراءته للأحداث المتوالية على الساحة العربية والإقليمية والدولية وكان اخرها مقتل الآثم الأردني الزرقاوي والذي تزامن مع تعيين وزراء الدفاع والداخلية والأمن الوطني..

وفي هذا الصدد أتمنى أن أوضح للقارىء الكريم أن ليس كل الأفعال الالتقائية تنطلق من نظرية المؤامرة بل إن مجريات الأمور المتلاحقة تجعل نصيباً لعامل الصدفة في الالتقاء على نهج واحد في صالح القضية المطروحة.

وكنت أنا من الذين توقعوا نهاية قريبة لهذا المجرم وذلك في العدد (23) تحت عنوان مليشيات في الظل) بعد صدور الشريط المصور في آخر ظهور لإخفاء حقيقته وآثاره مما جعل جميع الجهود تنصب على متابعته وجمع المعلومات عنه بصورة مستمرة حتى صدر أمر القضاء عليه لحظة اجتماعه مع زبانيته القذرة في مكان واحد.

وفي جانب آخر كانت هنالك مداولات حثيثة وواسعة في الوسط السياسي العراقي لاختيار رجال الأمن في الوزارات الثلاثة, مما جعل هذا التوقيت يأتي طبيعياً جداً خاصة وان سخونة الأوضاع وتسارعها في البلاد تتشابك لتنتج عدة قرارات متأخرة في زمن واحد.

ولكني أتساءل مندهشاً في انشغال الفكر العربي بنظرية المؤامرة التي لا فائدة منها في حين إن الفائدة العظمى تكمن في التحرك العملي لإزالة القيادات العربية الفاسدة التي آثرت الصمت في إدانة جرائم الزرقاوي ضد الأبرياء مما يؤكد دعمهم الحقيقي لتصدير الإرهاب إلى بلادنا خشية أن يصل العقاب المحتوم إلى بلادهم ونسوا إنهم بالأمس كانوا قد أدانوا الهجوم الذي وقع على برج التجارة العالمي في أميركا الذي أوقع خسائر بشرية اقل بكثير مما وقعت في ارض الرافدين, وكان أولى لمنظمة حماس أن تنظم إلى برنامج الصمت العربي باعتباره اضعف الإيمان وأفضل بكثير مما صرّحت به في حق القاتل السفاح بأنه شهيد الأمة, وإذا كان اعتقاد هذه المنظمة بالشهادة على هذا المنوال وبهذا الفكر الساذج فعلى القضية الفلسطينية السلام وستكون نهايتهم في الدولة قريبة وستشهد الأيام بذلك, وليفهم العراقي الشريف ما دوره القادم في فضح نوايا الأعداء من الداخل أيضاً وخاصة (هيئة عملاء الشيطان) وهم يرون الدماء التي تسيل على الإسفلت دون وجه حق وليعلم الجميع الذين كانوا مع الزرقاوي في خندق واحد بالإجرام والتأييد إن من رضي بفعله الجبان سوف يحشر معه يوم القيامة في نار جهنم وبئس المصير.

وليد جواد زاهد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك