المقالات

لمناسبة إستشهاده؛ لماذا رفض الامام الرضا عليه السلام ولاية العهد رغم إتساع قاعدته الشعبية؟.


سميرة الموسوي  ||

 

__ الامام علي بن موسى الرضا عليهما السلام تميز في رحلة أهل البيت عليهم السلام بالانهماك في تكوين قاعدة شعبية في ظروف بالغة الدقة والتعقيد .

__ وخلال علاقته بالخليفة المأمون كان يعمل بمهارة وإستفادة من تجارب أبيه وأجداده عليهم السلام لأن الضرورة تقتضي _ لدى الثوار _ الاستفادة من الماضي .

__ وبإستمرار جهوده الميدانية في بيان حقائق ما يحدث في بلاد الخلافة للمسلمين الذين يجهل معظمهم كيفيات التمييز بين الحق والباطل في ما يحدث في قصر الخلافة ونوعية الحكم في أمصار  الدولة .

__ وكان الامام عليه السلام وبذكائه المعهود يوفق بين علاقته ب ( الخليفة) وبين علاقته ب ( الشعب) ،وفي ظروف إنعدام الثقة بين الحاكم والمحكوم ،ولذلك كان إسلوبه في التوفيق يجري في سياق ( جهاد التبيين) ، الذي أجاده أجداده وأحفاده  وسلكوه بنجاح على مدى ٢٥٠ سنة من عمر الانسانية .

__ وبإتساع القاعدة الشعبية وتعلقها بالامام تعلقا مصيريا بلغ الى المستوى الذي رفضوا فيه أن يكون الامام ولي عهد وإنما ضغطوا لكي يكون خليفة .

__ لكن الامام الرضا عليه السلام لم تكن مقاصده الوصول الى الحكم بتوافر قاعدة شعبية عريضة فحسب وإنما كان يريد من تلك القاعدة أن تكون مترعة بالوعي وبالكفاءات التي تتمكن من إدارة دولة مترامية الاطراف ، وحتى حين عرض المأمون على الامام أن يكون وليا للعهد رفض الامام بشدة وذلك لمعرفته أن الموافقة ستمنح المأمون غطاء شرعيا .

__ يقول السيد عادل الاديب في كتابه الائمة الاثنا عشر ( .. ولكن طبيعة هذه القواعد الشعبية وأمثالها لا يمكن أن تمهد لحكم الامام الرضا وإستلامه لزمام السلطة السياسية .. وذلك بسبب بسيط هو أن القاعدة ليست واعية لإطروحتها وظروفها الموضوعية ،بل كانت تأتي ثوراتهم عاطفية حارة ولم تكن واعية متفتحة..).

__ من المهم أن تكون على رأس السلطة ولكن الاهم أن تكون قاعدتك الشعبية واعية بأهدافها السامية .

__ إن إعادة دراسة مسيرة أهل البيت ستنتج دليلا كافيا لإرساء الاهداف الاسلامية والانسانية النبيلة .

... هذا كتابنا ينطق  عليكم بالحق إنّا كنّا نستنسخ ما كنتم تعملون .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك