المقالات

أول الغيث رصاصة ..!


د. ظفر التميمي ||

 

السلام عليكم جميعا /

لو سألني أحد ما ، متى تنتهي أزمة سوريا ؟ لقلت له ، ان استقرار سوريا مرتبط باستقرار العراق والعكس صحيح  ، وهذا ما تحدثت به من سنين وليس الآن ، فمنذ بداية تخلخل الاوضاع السورية آنذاك ، كانت الانباء تشير الى ان ادامة زخم محاربة الارهاب وفق المفهوم الامريكي يتطلب خلق واقع اقل هشاشة ، وان الانموذج السوري هو الاكثر قبولا ، فالعراق كان قاب قوسين او ادنى من انهاء اللعبة مع وجود الدعم الإقليمي المتمثل بجهود الجمهورية الاسلامية الايرانية ، و ان هذه المنطقة الرخوة المسماة بالعراق وما حوله لا تزال تتمتع بجناحين يسهل التحرك عبرهما فمن الشرق الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن الغرب سوريا وبلاد الشام باجمعها وصولا الى سواحل البحر الابيض المتوسط ، وان مجرد افتراض ثبات العراق واستقراره سيعني عدم قدرة القوات الاميركية على التحرك بحرية فبرنامجها وإستراتيجيتها طويلة الامد تحتاج الى زمن اطول والى مساحة برية وبحرية تمكنها من العمل بهدوء ، وان العمل العسكري مختلف تماما عن ميدان العمل الاستخباراتي الامني والاخيرة هي من جرت علينا الويلات ، ومع احتساب عمل الامريكان الهادئ منذ عام ٢٠٠١ وصولا الى عام ٢٠٣٠ فان الامر يستحق هذه المدة الزمنية ، وبهذه الطريقة فإن إسقاط العدو ليس من الضروري ان يتم دفعة واحدة بل عبر مراحل تعمل وفق المزاج الامريكي فالضعف السوري سينتقل كالعدوى الى الطرف العراقي ثم الجانب الايراني ، وهذا لا يشمل العناوين الكبيرة بل يركز فقط على السياسات الناعمة والحروب الذكية والتي لا تكلف كثيرا مثل تكلفة احداث الحادي عشر من ايلول ، ثم ان الخلاف الروسي وابعاده في قارتي اوربا وآسيا تحتاج الى تركيز اكبر مع وجود ثغرات عدة ، وحتى ذلك الحين سيكون على الصين ذاتها ان تستعد لما يجري ، وبالعودة الى الازمة السورية فإن العمل على أستقرار حكم بشار الاسد هو مسؤولية مضاعفة ليس على النظام السوري ، بل على الانظمة الحليفة التي لا يمكن لها باي حال من الاحوال التفكير بفقدان احد اجنحة استقرارها في المنطقة ، وتحتاج الحكومة السورية مع حلفائها الى تركيز جهودهم على الجانب الاقتصادي اولا والامني ثانيا ، فكما ان اول الغيث قطرة ، فكذلك اول الغيث للعدو رصاصة تنطلق من خلف جدران المتظاهرين باسم الديمقراطية الجوفاء  .

دمتم بخير

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك