المقالات

الحكومات العراقية المتعاقبة.. ولاءات بلا كفاءات

753 2023-08-10

أثير الشرع ||

 

خاضت معظم الأحزاب العراقية خمس دورات إنتخابية، وما أن تظهر نتائج الإنتخابات حتى تتولد صراعات بين الأحزاب الشيعية الكبيرة للظفر بفرصة تشكيل الكتلة الأكبر، التي يمكنها تشكيل الحكومة والإستحواذ على الغنيمة الأكبر وهي منصب رئاسة مجلس الوزراء، والسنة يتصارعون على رئاسة البرلمان والكورد على رئاسة الجمهورية، لتتحول الساحة السياسية إلى منصة صراع العروش؛ والحلقة الأضعف هنا والمتضرر الوحيد هو المواطن الذي صوّت لهؤلاء المتصارعين والمواطن الذي فرّط بحقه عن التصويت، والإنتخابات القادمة قد تكون كما يعتقد البعض هي الفرصة الأخيرة للطبقة السياسية الحالية، وحسب إحصائية لمفوضية الإنتخابات فإن أكثر من 5 ملايين ناخب ما زالوا يمتنعون عن تحديث بطاقاتهم البايومترية الإنتخابية لأنهم غير مؤمنين بالعملية الإنتخابية ولا بمن يشارك بها!

لماذا ندم ضابط الإستخبارات الأمريكي السابق سكوت ريتر على غزو العراق ولماذا أعترف جورج دبليو بوش الرئيس الأمريكي الأسبق بخطأه،  كذلك توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق الذي إعترف بأن إمتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل ماهي إلا أكذوبة إبتدعت لغايات وأهداف بعضها تحقق والهدف الأسمى لم يتحقق بعد وهذا فشل إستراتيجي غير مسبوق.

توريط النظام العراقي السابق بغزو الكويت كانت نقطة بداية ما يحصل الآن، رغم أن معظم الشعوب العربية تعتقد بأن النظام السابق يتمتع بالحنكة السياسية والدهاء، لكن التوريط حصل بنهاية المطاف وإستطاعت أبريل غلاسبي السفيرة الأميركية في العراق آنذاك إيصال رسالة اللامبالاة إلى صدام حسين وكان المفروض أن يحسب ويدرس نتائج الغزو كي لا يكون ذلك ذريعة لإستقدام الأساطيل الحربية إلى المنطقة وما حصل بعد عام ٢٠٠٣ في الشرق الأوسط ما هو إلاّ مخطط متوسط الأمد الغاية منه السيطرة على المنطقة وإبعاد من يعاند ويدعو إلى الثأر والثورة من الاحتلال والتواجد الأمريكي والأجنبي في العراق والمنطقة.

بعد ٣٣ عام ما الذي جنته دول المنطقة وهل شعرت الأمم المتحدة بورطة وتسرع بإتخاذ قرارات جائرة ضد العراق في تسعينات القرن الماضي وهل قرار ترسيم الحدود البحرية والبرية بين العراق والكويت كان ذر الرماد في عيون الكويتين وبعض قادة دول المنطقة ممن تمسكوا بكرسي السلطة؟ نعتقد بأن زيارة وزير الخارجية الكويتي الأخيرة إلى بغداد لم تكن سوى بداية النهاية ونصح بعض قادة العالم الكويتيين بحسم المشكلات العالقة مع العراق إستنادا على القرارات الأممية السابقة، لأن العراق نفذ معظم ما عليه من قرارات وإن كانت جائرة وصعبة؛ لكن العراق نفذها وجاء اليوم كي يعود العراق دولة يسودها الإستقرار على جميع الصعد.

الطبقة السياسية الحاكمة لم تتعامل مع الكفاءات بل تعاملت مع الولاءات، وكان تعاملها مع الكفاءات والمتخصصين محنطاً، وكل ما ينقص الحكومات المتعاقبة متخصصين تكنوقراط في جميع المجالات لهم حرية إختيار الفريق الذي يعمل معهم بعيدا عن الإملاءات وفرض الإرادات الداخلية والخارجية والإقليمية، كذلك لم يتسنى للحكومات المتعاقبة تعيين وتكليف مفاوضين حقيقيين يتمتعون بقدرة تفاوضية عالية مع الدول المجاورة والإقليمية لصالح بلدهم، وكل المآسي التي حصلت على بلادنا كانت نتاج ضعف السياسات والمفاوض، وما يؤسفنا أن نقول بأن بعض الأطراف كانت مؤدجلة لصالح دول أجنبية ولم تعمل من أجل الوطن الأم.

ختاماً نود أن نصحح مفهوم ما زال سائدا لدى معظم الماسكين والمتمسكين بالسلطة بأن العراق ليس عراق النظام السابق، والشعب العراقي بات يرفض وجود معظم الماسكين والمتمسكين بالسلطة، وليس كل من ينقد الطبقة السياسية هو (بعثياً) أو مناصراً للنظام السابق؛ وعليكم عاجلاً وليس آجلاً تصحيح المسارات والسياسات والعودة إلى جادة الصواب، وكفى هدراً بالمال العام وكفى تخبطاً وجوراً لأن الجيل الجديد سوف لن يرحمكم، اللهم إني بلغت اللهم فإشهد..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك