المقالات

الهوان في عصر القوة..!

1545 2023-08-02

د. علي المؤمن ||

 

   تأمل أيها العراقي ما يقوله هذا الخطيب الأموي، وهو يعبر الهجمة الشرسة المنظمة المشتركة التي قام بها التيار الأموي في العراق هذا العام، وبشكل غير مسبوق، ضد الإمام حسين وقضيته وشيعته، بكل علانية ووضوح وجرأة.

   هذا الخطيب يقول:

   1- إن يزيد وآل أمية براء من دم الحسين وآل بيته، وإن المواجهة مع الإمام الحسين لاعلاقة لها بالشام عاصمة الخلافة ولا خليفة المسلمين يزيد، وإن عبيد الله بن زياد كان يقوم بدوره الطبيعي بوصفه والي المسلمين في الكوفة.

   2- يتهم الإمام الحسين قام بحركته الداخلية، حين كانت الدولة الإسلامية وخليفة المسلمين وجيوش المسلمين مشغولة بالفتوحات الخارجية ومقاتلة الكفار وإدخال الناس في دين الله افواجاً ووحداناً.

   3- إن يزيد حقق للإسلام أعظم الفتوحات، وكانت قيادته سبباً في تسطير ملاحم تاريخية لانظير لها.

   4- إن الذي قتل الحسين هم الشيعة الذين بايعوه ثم خذلوه ثم أجهزوا عليه، وهم وحدهم يتحملون مسؤولية دمه.

   تأمل أيها العراقي؛ إن هذا الخطيب لا يلقي خطبته في عراق البعث الطائفي، ولا في السعودية أو مصر أو  باكستان أو نيجيريا، وهو ليس موظفاً في الأزهر ولا في المؤسسة الدينية الوهابية السعودية ولا وزارة الأوقاف البحرينية، ولا عضواً في جماعة طالبان، بل أنه يلقي خطبته في بلد شيعي، وتحديداً في عراق (الشراكة الوطنية)، ذي الأكثرية السكانية الشيعية الساحقة، والذي يضم الحوزة العلمية الشيعية المركزية، ويقيم فيه مرجع الطائفة الأعلى، وهو موظف لدى ديوان الوقف السني، أي أنه يستلم راتبه ومخصصاته من الدولة العراقية، التي يترأس حكومتها شيعي، وأكثر وزارئها شيعة، وتقودها الأحزاب الشيعية، ورئيس قضائها شيعي، ورئيس محكمتها العليا شيعي، ووزير داخليتها شيعي، ووزير عدلها شيعي، وقائد شرطتها شيعي، ورئيس اركان جيشها شيعي، وحشدها شيعي.

   تأمل أيها العراقي؛ لو تجرأ خطيب شيعي في بلد سني، بالتعرض للخلفاء ولمعاوية؛ فماذا سيحصل له؟!

 

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك