المقالات

هل يستحق القرآن منا موقف؟!


عبدالملك سام ||

 

بنظرة ناقدة إلى المجتمعات الأوروبية في تركيبتها، يتكون الجزء الأكبر فيها من أبناء الزنا والشواذ! لا تندهشوا؛ فهذا الكلام ليس افتراء عليها، وبإمكان أي باحث أن يقرأ الاحصائيات الصادرة عن المنظمات العاملة في هذه البلدان نفسها، أو كما نقول نحن: "من قلب الحدث". هذا الأمر يجعل تصرفات معظم الأنظمة في هذه الدول لا يخضع لأي معايير أخلاقية أو دينية، ولا يمكن أن نتفاهم معها إلا بحوار المصالح والقوة.

بالطبع، بيننا عدد كبير ممن يعانون من "عقدة الخواجة"، ولا ينظرون لهذه الدول إلا بنظرة إعجاب وأكبار، وهذه النظرة تؤثر على حكمهم في كيفية التصرف مع الدول الأوروبية عندما تتعارض سياساتها مع ثقافتنا، وفي أحيان كثيرة تدفعهم هذه النظرة إلى التماهي مع توجهات هذه الدول حين يحاولون أن يتصرفوا كأوربيين تحت مسمى "تحضر ورقي" ظنا منهم أن هذا يجعلهم أوربيين بالفعل، أو على الأقل يسكتون حتى لا يصفهم أحد بالمتخلفين في ردة فعل سلبية تجاه مواقف الأوروبيين العدائية نحوهم ونحو أمتهم!

هذا الموقف المؤسف ليس حكرا على الشعوب، فقد رأينا ردة الفعل هذه من أنظمة عدة لم تكلف خاطرها أن يكون لها أي موقف، وهذا (اللا موقف) يدل على نفسيات هذه الأنظمة المنحطة؛ فسواء كان موقفها مبني على التواطؤ والتماهي د، أو على محاولة عدم إستفزاز الدول الأوربية حتى لا تتأثر مصالحها معها، فكلها تدل على الإنحطاط والفشل، حيث كان من المفترض أن يكون الأوربيين هم من يجب أن يقلقوا على مصالحهم مع الدول الإسلامية التي يتعمدون إهانتها والسخرية من مقدساتها!

حتى وفق النظرة "الراقية" للعلاقات الدبلوماسية بين الدول، فهذا الأمر يتعارض مع أشهر مبدأ دبلوماسي عالمي، ألا وهو "مبدأ المعاملة بالمثل"! والموقف المتهاون مع هذه الإهانات يدل على عدم وجود الإحترام المتبادل ما يشجع هؤلاء المتنمرين الذين بنوا حضارتهم على سرقة مقدرات الشعوب الأخرى على المزيد من مواقف الإهانة والإحتقار لدولنا وشعوبنا، وسيشجع ايضا دولا أخرى كانت متهيبة مما يحدث أن تحذو حذوهم وموقفا مماثلا تجاه الإسلام والمسلمين.

المفارقة هنا أن هذه الدول الأوروبية لا تتسامح مع أي مس أو إهانة لأفكار منحرفة كالصهيونية والشذوذ و"الأسلامفوبيا"، وهذا يدل على ما تخفيه هذه التحركات العدائية ضد الإسلام والمسلمين، والموقف الصحيح هو في فرض أحترامنا عليهم بشتى الطرق المتاحة سواء كانت مواقف شعبية وسياسية وإقتصادية وحتى عسكرية لو تطلب الأمر ذلك، حتى لا يأتي اليوم الذي نرى فيه المسلمين وهم ملاحقون ومهانون في كل مكان بالعالم.

ختاما.. لأولئك الذين أنشغلوا عن إهانة القرآن تحت أي مبرر، ولأولئك الذين لم يوفقوا لإتخاذ أي موقف مشرف نحو دينهم ومقدساتهم.. ماذا تنتظرون؟! إن لم تنصروا دينكم ومقدساتكم فما الذي يستحق أن تتحركوا من أجله؟! صدقوني أن موقفكم هذا هو موقف خاسر ومهين، حتى أنكم بموقفكم هذا كنتم أقل "رجولة" من ذلك الشاذ الذي يرفع علم "المثلية" في العلن! فتربصوا حتى يأتي الله بأمره، ولينصرن الله من ينصره..

🇮🇶 لابد لنا هنا أن نشيد بموقف الشعب العراقي المسلم الغيور وحكومته، والذين سجلوا أروع المواقف في وجه هذه الهجمة اللعينة ضد مقدساتنا، ونسأل الله أن يكون هذا الموقف فاتحة خير لإخراج قوى الإحتلال التي تنهب حقوق العراقيين، وتتأمر وتعيث فسادا منذ عدة سنوات بهذا البلد العربي المسلم الكريم.

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك