المقالات

الحسينية هي إعادة بناء الحياة بالموقف الفدائي


سميرة الموسوي  ||

 

لأن الحسين رمز قضية العالم الكبرى في الحق والحرية والعدالة؛

______

(( الحسين عليه السلام يستشهد كل يوم ،أو كل ساعة من أجل الدفاع عن كل إنسان مستضعف في الارض، ويبعث كل يوم في النفوس وفي الآفاق حتى يتحقق مشروعه الإلهي ويعم الحق، والحرية ،والعدالة، وهذا المفهوم كله يختزنه مصطلح؛ (الحسينية).ولذلك لم نبدأ موضوعنا بالقول .. لمناسبة ذكرى إستشهاد...).

__ سيد الشهداء الحسين عليه السلام كان ولم يزل فعله مشروعا إلهيا لإحقاق الحق وتحرير الانسان في دولة العدل الالهي .

__ الاضطرابات والتطاحنات بين الدول والشعوب لا تعدو ومنذ فجر التاريخ بين رايتين ؛ إحداهما منسوجة من مخالب الباطل والاخرى ترفرف بنور الحق .

__ وإذا كانت كل الرسالات تهدف الى نصرة الحق فإن إستشهاد الحسين عليه السلام مكللا بمدد إلهيٍ كامنٍ في في مشروعه المتبلور من الاسلام والقيم الانسانية النبيلة العصية عن أي تأويل من فسطاط الباطل، وجوهر مراد المشروع هو الحق والحرية والعدالة والكرامة الانسانية ، وهذا الجوهر هو الميزة الحسينية للمشروع حيث ان كل مشاريع الرسالات الاخرى _ السماوية وغير السماوية _ كان الواقع يسحق منها ما لا ينسجم مع مراد الباطل ،وبذلك يتساقط نسيج راية تلك الرسالات بمرور الزمن وتضاريس الحياة .

__ ولذلك فإن المشروع الإلهي الحسيني المتبلور مما نزل على صدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان منهجا أبديا  بفكر ،وسلوك إمام المتقين عليه السلام ،وحمله بعده   أهل البيت عليهم السلام .

__ وإذ تسامت عالميا هذه الرمزية الحسينية وأصبحت معبرة عن ضرورة النضال بإرادة فدائية من أجل المشروع الانساني المقدس فإن مصطلح (الحسينية) ترسخ ليعني مع أي معنى نبيلٍ وسامٍ آخر ؛ منهجا نضاليا إسلاميا إنسانيا معطرا بقدسية تؤكد إنتصار المنهج  ، فإذا عرفنا أن الحسين عليه السلام لم تكن له إرادة سوى الاصلاح والاصلاح أمر إلهي في صميم مراد رب العزة ، ولذلك فإن الحسينية أيضا هي : إعادة بناء الحياة بالموقف الفدائي .

وهذه رسالة بالغة القوة والثبات لكل الاحرار المناضلين .

__ فحين نفهم الحسين عليه السلام على حقيقة وجوده سنؤمن بمفهوم ( الحسينية) ، وليس بالايراد التاريخي المجرد ( للحراك الحسيني) الذي صوره بصورة مجرد ثائر مهمته إسقاط نظام ما في زاوية من زوايا العالم فقط .

__ وما ذكرنا ليس رؤية رأيناها وإنما هي الحقيقة قد وصفناها ،بل هو جانب من الحقيقة ففي كل عصر تظهر الحسينية مستوعبة لمراد رب العزة تبارك وتعالى ، وهكذا ينبغي أن نفهم الحسين ومشروعه الإلهي ومنهجه ، فالشهداء يبقون على أجنحة أهدافهم حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا .

..... يقول الامام سيد الشهداء ( خُطّ الموت على ولد آدم مَخَطَّ القلادة على جيد الفتاة وخيرٌ لي بمصرعٍ أنا لاقيه كأني بأوصالي تقطعها عُسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء فيملآن مني أكراشا جُوفا وأجربةً سُغبا ) .. وتقول السيدة زينب عليها السلام موثّقةً مشروع أخيها الإلهي بدقة عالية ( فكُد كيدك ،وأسْعَ سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تُميتُ وحينا )

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك