المقالات

حديث الثلاثاء..عن ناعمي الملمس..!


عمار محمد طيب العراقي ||

 

ما نعتقده هو أن هنالك ضرورة ملحة، لإطلاق حراك سياسي ، يعمل على خلق نواة صلبة حقيقية ، لما يمكن تسميته بالموالاة الناصحة، والتي يجب أن تكون لها طريقتها المختلفة في دعم النظام القائم.

الأغلبية الداعمة لأي نظام حاكم، تصنف الى ثلاثة أصناف من الداعمين:

الصنف الأول : هو ما يمكن أن نسميه بالداعمين السلبيين، ناعمي الملمس، وينضوي تحت هذا الصنف؛ كل داعمي الأنظمة الحاكمة أيا كانت، هؤلاء هم الذين يقتاتون على النظام، ويسحبون منه باستمرار، ودون أن يضيفوا إليه أي شيء ، هؤلاء كثر ويتسيدون دائما المشهد..

هذا الصنف من ناعمي الملمس؛ يشكل خطرا حقيقيا على النظام، على الرغم من إدعائهم الأنتساب له، من هذا الصنف يمكننا أن نذكر:

ـ  ذلك الوجيه أو السياسي؛ الذي تُبغِضُه النسبة الأكبر من المواطنين أينما حل!

ـ ذلك المسؤول الحكومي رفيع المستوى، الذي لا يؤدي واجبه الوظيفي، ولا يقدم خدمات حقيقية الى المواطن، وهو منشغل في أكثر الأوقات؛ في تحقيق مصالحه الضيقة الخاصة، على حساب المصلحة العامة..

ـ ذلك المدون أو الإعلامي، الذي تجده يستميت في الدفاع؛ عن مسؤول حكومي ما، أو ضابط رفيع الدرجة، أو سياسي بعينه أو رجل أعمال ما، لا لحسن أداء، وإنما هو "متعهد تجمعات" و"منظم مؤتمرات" يبحث عن مصالح خاص، إنه يستميت في الدفاع عن هذا الشخص أو ذاك، ومع ذلك لا تجد له منشورا واحدا، يدافع فيه عن النظام في مجموعه، أو عن الحكومة ورئيسها بشكل خاص..

ـ ذلك المسؤول أو الوجيه أو السياسي الأناني، الذي يحاول أن يحتكر كل الامتيازات الممنوحة لدائرته الانتخابية أو لمدينته، يحتكرها لصالح شخصه أو لوسطه الضيق جدا، وسواء كانت تلك الامتيازات سياسية أو انتخابية، أو كانت تتعلق بتعيين أو صفقة.. إنه يعمل جاهدا على حرمان كل الداعمين الآخرين في دائرته الانتخابية أو في مدينته أو محافظته، من أي امتياز سياسي أو انتخابي أو وظيفي..ويعمل على صناعة الأحلاف، وخلق التخندقات المتصارعة داخل التحالف الحاكم..!

إن كل من يتصف بصفة من هذه الصفات، أو بها جميعا يمكن أن يصنف على أنه داعم سلبي للنظام، وضرره سيكون أكثر من نفعه، وهو في كل الأحوال مجرد عالة على النظام، يقتات على وجوده ورصيده، ويسحب من ذلك الرصيد دون توقف، وعندما تسحب منه الامتيازات التي كانت ممنوحة له، سواء كانت تلك الامتيازات، امتيازات سياسية أو وظيفية، حينها ستنكشف حقيقته، وسيظهر ضعفه وعجزه، وسيتضح أنه كان مجرد عالة؛ يقتات على الرصيد الشعبي للنظام، وأنه بلا شعبية ولا تأثير..

الصنف الثاني : الداعمون المحايدون، والحياد هنا؛ لا نقصد به الحياد بمفهومه المعروف، الذي قد يتبادر لأول وهلة إلى الأذهان، فمن انتسب للأغلبية أو للمعارضة لم يعد ممكنا وصفه بالحياد..إن الداعم المحايد الذي نقصده هنا، هو ذلك الداعم الذي يكتفي بالتفرج دون أي مشاركة سياسية سواءً كانت إيجابية أو سلبية..

الصنف الثالث : الداعمون الإيجابيون، وهم الذين يمكنهم أن يشكلوا نواة للموالاة الناصحة، فهؤلاء يجب أن تكون لديهم القدرة الكافية، لتثمين المنجز وتسويقه بأسلوب ذي مصداقية لدى المواطن، وأن يكون لديهم ما يكفي من الشجاعة، ليكشفوا نقاط الخلل والنواقص من أجل تصحيحها، وفضلا عن ذلك أن تكون لديهم القدرة للنزول إلى الميدان، بمبادرات إصلاحية تعزز المنجز، وتساهم في تصحيح ما يقع من خلل...

إن الداعم الإيجابي؛ هو ذلك الداعم الذي يستطيع؛ أن يجمع بين النونات الثلاث، في معادلة الإصلاح..

شكراً

شكرا..18 تموز 2023

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك