المقالات

الإطار التنسيقي وتحدي الأولويات


ماجد الشويلي ||

 

       2023/7/3

مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي

 

 قد لا يُلتفت الى أن تحديد أولويات الحكم وترتيبها لا يتم على أساس الحاجة دائما؛ بل لشد َّما حددت الاولويات على أساس التهديدات والتحديات أو على أساس العقيدة والمتبنيات.

فكما كان الموت أولى عند الحسين (ع) من ركوب العار ، كان العار أولى لديه من دخول النار.!!

هكذا تتحرك الأولويات وتتبدل تبعاً لمقتضيات (الزمكانية) أو بلحاظ قياس بعضها على بعض.

فيا ترى ماهي أولويات الإطار التنسيقي في (الحكم )، وهل أنها تحركت أو تبدلت بعد أن تسنموه ؟!

لاشك أن الشعارات لأي جهة سياسية

تمثل فلسفة ورؤية تلك الجهة لنمط سلوكها السياسي ، أولنقل أنها تمثل خلاصة أيدلوجيتها ،ومنها يستشف ويستدل على أولوياتها .

ولذا كان الجميع على علم بأوليات قوى الاطار التنسيقي من شعاراته، وعلى أساسها كانت أمريكا تجاهر بسعيها لعرقلة وصولهم الى السلطة وتشكيلهم الحكومة.

فالوقوف بوجه المشاريع الأمريكية بكل تفاصيلها  كانت أولى أوليات قوى الاطار التنسيقي .

فضلا عن بقية التفاصيل التي أطلقت فيها الوعود والتاكيدات على انجازها، كاخراج القوات الأمريكية بشكل كامل ، والثأر لدماء الشهيدين العزيزين (سليماني والمهندس) (رض).

فهل تبدلت أولويات الاطار التنسيقي

أو تحركت ، أم أنها بقيت على حالها .؟

 يبدو أن أولويتهم باتت متمثلة بضرورة إعادة ثقة المجتمع العراقي بالعملية السياسية وخدمته بمنجز ملموس على الأرض .

وهم محقون بذلك والشواهد عليه كثيرة ، لكن ماهو العمر الافتراضي لهذا الرضا المجتمعي وما هو حجمه وسعته ؟

بل السؤال الأهم ماهو ثمنه ؟

نعم ماهو ثمن وصول الاطار التنسيقي للسلطة بأريحية كبيرة ومندوحة استثنائية لم يشهدها العراق منذ 2003.

نحن لا ندعي أن الولايات المتحدة هي التي أوصلت الاطار التنسيقي للسلطة،

لكننا على قناعة تامة أن أمريكا لو أرادت منعه لعرقلت وصوله لسدة الحكم بشتى السبل .

وبلحاظ ماتقدم سيكون استفهامنا في محله من دون أن يساء فهمنا !

فماهو ثمن تربع الاطار التنسيقي على عرش السلطة في بغداد؟.

لا شك أن الثمن الذي تمح القوى المناوئة للاطار  لتحقيقه يتمثل بالسعي لتغيير أولوياته حتى ينسجم معها أو يسير في ركابها.

فما أن يصبح الحكم من خلال الاستئناس بنشوته وتذوق عُسيلته

هو الأولوية القصوى للاطار ؛ حتى يتراجع مضطراً عن شعاراته وأولوياته السابقة

شاء أم أبى _هذا تقدير الفرقاء السياسيين للإطار التنسيقي_

وذلك لأنه سيتحول من الوقوف على ركيزة الانتماء للأمة الى الوقوف على ركيزة حكم الأمة.

وهذا لايعني تعذر التوفيق بين الأمرين لو اعتمد الاطار منهجية الصدق والمكاشفة مع جمهوره.

 فالجماهير التي تفقد ثقتها بقادتها لن يجبر كسرها الخدمات.

ولن يكون بوسع المنجزات المادية التي تحققها الحكومة لوحدها أن تتفادى حرج قواعدها الشعبية أمام الجماهير المنافسة لها .

هذا على فرض بقاء القواعد الشعبية للإطار على قناعاتها وفقاً للشعارات التي استقتها من خطابات قادته.

وقطعا ويقينا  لو حصل ذلك سينعكس اعلاميا بمختلف الطرق ، وتتجلى آثاره انتخابيا بمردودات عكسية عليهم.

(فالحكم ينبغي أن يكون لأجل تحقيق الشعارات لا أن تكون الشعارات  لتحقيق للحكم)

وهذا ليس اتهاماً للاطار التنسيقي مطلقا؛ وانما هو خوض في ملابسات تشكيلهم للحكومة ، والتي نحذر من تحولها الى قيد يحول بينهم وبين جماهيرهم ، حتى وإن بلَّطوا كل شبر في العراق وبنوا ناطحات الزهرة وليس السحاب فحسب.

أما السبيل الذي نوصي به؛ فهو الجمع بين المسارين بخطى واثقة ومدروسة تتراكم فيها المنجزات .

وأهمها إيجاد منظومة من التشريعات والقوانين التي تحفظ للشعب هويته ،وثقافته ،وترسخ قيمه ،وتحصنه ضد الانحرافات الوافدة.

فهذا التحصين لايقل أهمية عن العمل على ضمانة تصويت الناخب للاطار في الانتخابات، إن لم يكن هو الضمانة الوحيدة لذلك التصويت .

إن ضمان حصانة المجتمع  هو الضمانة الحقيقية للبقاء في السلطة .

هذه سنخية الاطار التنسيقي وجمهوره،

وتراجع هذه الأولوية خسارة كبرى لن يعوضها أي منجز آخر  .!!

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك