المقالات

كيف تدير السفارات القوى الناعمة؟


عبد الرحمن المالكي ||

 

 إدارة القوى الناعمة  تكمن بواسطة برامج تستهدف الشباب بطابع عدواني  لتكون حرب ناعمة تتجسد في حرب الافكار والغرائز، والغاية من هذه البرامج هي استهداف طلاب الاعدادية وبرامج أكثر دقة منها للسيطرة على العقول   وارغامهم لتستهدف طلبة الجامعات وبرامج اخرى عالية الدقة تتضمن حرب ايدلوجية عقائدية تستهدف اساتذة الجامعات.

 بينما استكملت السفارة الامريكية عملها لحرب سياسية وحرب للدعاية تجسدت في حرب الكلمات الدؤوب لغسيل ادمغة الشباب العراقي بصناعة منظمات والاشاعات التي تزلزل العقول وتغير السلوك بطابع انساني او مدني والهدف منه اباحية المحتوى بداع تمكين الشباب وجذب في العلن وهدم وترويض في الخفاء للأعراف والمقدسات.

ولا بد هنا ان نطرح سؤال، ما هو الفرق بين القوى الناعمة والحرب الناعمة، القوى الناعمة هي مجموعة الوسائل والادوات المؤثرة والفعالة في تغيير الافكار والرؤى مثل وسائل التواصل الاجتماعي والانترنيت ووسائل الاعلام، اما الحرب الناعمة، هي الاستخدام العدواني للقوى الناعمة من قبيل استهداف القيم والمعتقدات والاعراف الاصيلة بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي او غيرها.

 يستخدمون في حربهم الناعمة مع الشباب المفاهيم الجذابة و العناوین البراقة التي  تثير الدهشة وتحرك الوجدان  لتمرير اجندتهم التهديمية بلا ضجيج ولاصوت مسموع ولا قتال ولا ترويع ولا مخالفة القوانين او الاعراف وهذا ما حصل  بعد عام ۲۰۰۳م.

 في العراق عملت السفارات ومنها الالمانية والبريطانية والامريكية على العديد من البرامج التي تميزت بالخفاء والمكر والدهاء باستهداف قلب الانسان وعقلة، ومنها برامج ايلب لتبادل القادة الشباب بمتغيرات عالمية القت بظلالها على المجتمع العراقي و برنامج زمالة رواد الديمقراطية و برنامج فولبرايت وغيرها، ان هذه البرامج موجهة ضد الشباب الذين يمتلكون مؤهلات علمية واجتماعية يمكن استغلالها ضدهم لاحقاً لأثارة الفتن وزعزعة العقائد.

لذا يجب ان نتحلى بالوعي والبصيرة امام تلك المشاريع الاجنبية الدخيلة وان نميز ثقافتنا واعرافنا وتقاليدنا عن الثقافات التي نشأت في ظل الحضارة الغربية التي لا يوجد في قاموسها سوى الحروب والهيمنة ومصادرة الخيرات ونهب المقدرات.

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك