المقالات

الجندر..جواز مرور لإنحرافات أخلاقية الى المجتمعات لتدميرها


سميرة الموسوي ||

 

لطرح مفهوم الجندر في مؤتمر المستشارية الثقافية لرئاسة الوزراء ...

_

__ المستشارية الثقافية لرئاسة الوزراء عقدت مؤخرا مؤتمرا بعنوان .. نحو رؤية لصياغة هوية وطنية راسخة .وناقش المؤتمرون فيه واقع الهوية الوطنية العراقية بعد عام ٢٠٠٣ ، وعلى الرغم مما إكتنف بعض البحوث من تعقيد وتهويل للهوية الحالية ،والابتعاد بها عن مادتها المتينة المتوارثة العصية عن الانكسار وهي الاسلام رغم الظروف التي أحدثت فيها بعض الشروخ ،وكذلك النظر بمبالغة لتشوهات مفترضة لحقت بالهوية تمهيدا الى إقتراح هوية منسجمة لوجهات نظر الباحثين وكأن الهوية الوطنية آلة يمكن تبديلها أو تبديل قطع غيار فيها بسهولة .وقد بينّا رأينا بما تم طرحه في المؤتمر  بموضوع سابق وجهناه الى السيد رئيس الوزراء بعنوان مؤتمر المستشارية الثقافية .. فَقَدَ بعضهم البوصلة فيه ،والمطلوب ستراتيجية معدة مقترحة للهوية الوطنية .

__ وموضوعنا هذا يتركز حول بحث كان من بين البحوث المطروحة وعنوانه الجندر ..النوع الاجتماعي ..وبناء الهوية الوطنية.

ونرى أن الجندر بمفاهيمه المتعددة جاء مقحما على صلب موضوع الهوية الوطنية ،وإن هدف  هذا الاقحام يذهب بنا مذاهب شتى قد يتعلق منها ب ( إتفاقية سيداو ) المشبوهة .

__ إن الجندر بكل تعريفاته ومنطلقاته جاء لاحقا وواصفا للسلوك الاجتماعي الفوضوي الغربي في أثناء وبعد الحروب الطاحنة التي خاضتها الدول الغربية في ما بينها أو مع دول أخرى ولا سيما الحربين العالميتين الاولى والثانية ،وما أفرزته تلك الحروب من نتائج مشينة على الاصعدة كافة وكان أخطرها ما حصل في الواقع الاجتماعي والاسري فضلا عن الانهيار الاخلاقي الذي إستمر زمنا طويلا حتى تبلور الى واقع سلوكي إقتضى تقنينه وإستمر ذلك التدهور حتى أصبح من صميم البنية الاجتماعية الغربية ومن ثم تشكلت منه هويتهم الوطنية حيث دفعت إرادة هذه الهوية  الحكومات الغربية الى رفع علم مشترك بينها هو علم المثليين بألوانه الفاقعة الفاضحة والذي يتحدى (الوصايا العشر ) للسيد المسيح عليه السلام .

من هذا الواقع ، كما ذكرنا ولد مفهوم الجندر ، لينظّر للواقع الاجتماعي والاخلاقي حيث قال الجندريون أن الانسان يولد ذكر أو أنثى فقط وإن أدوارهما الاجتماعية يحددها المجتمع فالذكر يعطيه دوره وكذلك الانثى وبحسب العوامل الدينية والثقافية والسياسية والاجتماعية ، فإذا سلمنا جدلا بهذا التوصيف للجندر وإنه يحصل بتأثير العوامل المذكورة فلماذا تحاول الدول الغربية فرض مفهومها الجندري المولود من رحمها على الدول الاخرى التي لها عواملها الخاصة ؟.

__والحقيقة أن هذه التعريفات لواقع المجتمع الغربي والتي سميت جندر أخذت مقبولية من الكثير من الدول وبحسب ثقافتها المماثلة لثقافة الدول مصدر الجندر ،وقد إكتشفت الدراسات الاستخبارية الغربية أن هذا المصطلح يمكن تصديره أو فرضه على الدول المراد إستعمارها أو الهيمنة عليها ،لان الخزين التخريبي الاجتماعي والاخلاقي الذي يضمه مصطلح الجندر يكفي في حال فرضه والعمل به تخريب المجتمعات تمهيدا للهيمنة عليها بيسر ، وإن أهم الدول المستهدفة هي الدول الاسلامية لما فيها من ثروات مهمة ،ولا سيما أن الدول الاسلامية تشكل تهديدا حضاريا للغرب كما ذكر ذلك المفكر ( صموئيل هانغنكتون ) ، وحين تبلور مفهوم الجندر بعد صدور كتاب ( الجنس الآخر ) لسيمون دي بوفوار عام ١٩٤٩ أصبح الدستور المؤسس للحركة النسوية في العالم ومهدت فيه للجندر ، ثم ظهر مصطلح الجندر في السبعينيات من القرن العشرين وأدخلته الباحثة ( آن أوكلي) في علم الاجتماع ، وظهور المصطلح في هذا التاريخ يؤكد ما ذكرناه بأنه جاء واصفا ولاحقا لما حصل من إنهيار أخلاقي في الغرب بعد حروبه المدمرة ، وبما أن المصطلح متمخض عن حروب فهو ما زال حاضرا ليكون عتادا لحروب أخرى ولذلك فهو أحد أهم أشرطة الرصاص القاتل إجتماعيا في الحرب المركبة ، والحرب الناعمة ، والفوضى الخلاقة ، والعولمة ومحركاتها الساحقة ، ونلمسها في ما تبنته الجمعية العامة للامم المتحدة  عام ٢٠١٠ وكونت له وكالة جديدة تدعى كيان الامم المتحدة للمساوات بين الجنسين وتمكين النساء ،ومن المعلوم أن مؤسسات الامم المتحدة هي أهم محركات العولمة التي تقودها أمريكا .

_ ومهما حاول دعاة تلميع الجندر فإنه يبقى يحمل دعوة الى الانحراف الجنسي _ المثلية ... اللواطة والمساحقة، وتغيير الجنس.. المتحولين، وزواج المثليين وفق قانون أو خارجه ، والانجاب خارج إطار الزواج، والاجهاض، وإدخال العشيق الى المسكن بموافقة الابوين ، وبقاء الذكر أو الانثى بلا زواج لتوافر فرص إشباع الرغبة بالاتفاق ، مع عدم الانجاب ( كما يحصل الان في بعض الدول التي تعاني من تناقص عدد سكانها ، وكذلك إعتبار بيت الاسرة مجرد ( فندق) للاولاد مغادرته متى شاءوا ،وغير ذلك مما لا ينسجم مع الدين ولا مع القيم الانسانية .

__ فعلى الذين يتبجحون بالواقعية وبالثقافة الغربية عليهم أن يعرفوا بأن تلك الثقافة المنحرفة لن تنبت في أرضنا وإن دعواتهم ستتبخر حين يرحلون مدحورين عن وطننا بإذن الله .

... ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك