المقالات

جمعة الوداع..تجبر الكيان الصهيوني على وداع الاستقرار والاستعداد للهروب


سميرة الموسوي ||

 

لمناسبة يوم القدس العالمي

 

الأراضي الفلسطينية والقدس الشريف أحد محاور الثورة الخمينية المباركة.. وقد تجلى هذا المحور في مجمل الفعاليات الفكرية والعملية لمسارات الجمهورية الإسلامية الإيرانية من حيث نظرتها لضرورات تحرير الأراضي الفلسطينية من سيطرة الكيان الصهيوني ودعوة العالم أجمع الى مناصرة الشعب الفلسطيني في كفاحه ضد مغتصبي أراضيه، وقد أكد الإمام الخميني بعد انتصار الثورة في إيران على ضرورة ترسيخ محور تحرير الأراضي الفلسطينية والقدس الشريف واحياء هذه الدعوة سنوياً في خطاب القاه في شهر آب عام ١٩٧٩ حيث قال:

"وإنني أدعو المسلمين في جميع انحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة في هذا الشهر الفضيل من شهر رمضان المبارك ليكون يوم القدس.. وإعلان التضامن الدولي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين.. وإنني أدعو جميع المسلمين في العالم لتحديد واختيار يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الكريم – الذي هو في حد ذاته فترة محددة يمكن أيضا ان يكون العامل المحدد لمصير الشعب الفلسطيني – وخلال حفل يدل على تضامن المسلمين في جميع انحاء العالم تعلن تأييدها للحقوق المشروعة للشعب المسلم.. اسأل الله العلي القدير ان ينصر المسلمين على الكافرين ".

وتتأكد ضرورة يوم القدس العالمي في كونه المعبر الحقيقي والعملي عن مبادئ الثورة الخمينية الكبرى وإنه يتجدد في كل فعالية إيرانية من أجل تحرير الشعوب المستضعفة و دعم نضالاتها من اجل تقويض هيمنة الاستكبار العالمي، فهو  - يوم القدس العالمي-  لم يكن (دعوة عابرة أو رغبة أو مجرد تعبير سياسي ودبلوماسي أو استعراض أيديولوجي لمناصرة تحرير الشعوب) وإنما هو ركن و محور من محاور ثورة شعبية إسلامية فريدة متفردة في العصر الحديث وتجلى هذا المحور وتأكد في دستور الثورة وفي قوانينها وفي فعالياتها المستدامة لنصرة الشعب الفلسطيني، ولقد شهد تاريخ (العمل التحرري العربي والإسلامي) الكثير من المؤتمرات والشعارات والاحتفالات واجتماعات القمم وغيرها لنصرة الشعب الفلسطيني ولكنها لم تكن مؤثرة، وإن تأثيرها كان يتبدد بعد انطلاقها بأيام او أسابيع بسبب عدم او ضعف تحشيد الإمكانات لتلك الفعاليات على الرغم من أن المحتفلين كانوا من المكتنزين بالإمكانات.

ومن هنا سنعرف أن يوم القدس العالمي ومنذ عام ١٩٧٩ استمرت قوة تأثيره تباعا سنويا وهذا التأثير كان يتفاعل طيلة أيام السنة ويحقق زخماً تصاعدياً في جميع المجالات المؤدية الى تسامي القضية الفلسطينية وتأثيرها في الفكر والسلوك الوطني العربي والإسلامي ثم الإقليمي والعالمي، وإن قيادة السيد علي الخامنئي التي آمنت بمبادئ الثورة إيماناً لا يلين قد أولت هذا المحور كامل الاهتمام حتى كانت حرارة الايمان به تتفاعل وتتصاعد سنوياً في تأثيرها على الراي العام العالمي والمؤسسات السياسية العالمية والعلاقات الدولية حتى نال وبجدارة وامتياز ثقة الشعب الفلسطيني وحشود المقاومة الفلسطينية والعربية والإسلامية بعد ان كادت الكثير من الدعوات العربية الاسمية الاستعراضية والضعيفة أن تمحو إمكانية نيل أي ثقة بدعوة لمقاومة الاغتصاب الصهيوني.

ان المتتبع لتفاعلات وتصاعد تأثير مفاهيم يوم القدس العالمي الثوري الخميني والخامنئي سيكتشف الاثار التصاعدية على المقاومة وكذلك النقلات النوعية التي رفعت معنويات وإمكانات المقاومين الفلسطينيين والعرب والمسلمين، و أول تأثير لمبادئ يوم القدس العالمي كان نيل ثقة الاحرار بجدية هذا اليوم وصدقية الأرضية العقيدية التي انبثق منها وكذلك اعتماد منهج إمام المتقين علي ابن ابي طالب عليه السلام في التعامل مع الحياة الحرة الكريمة والحق والحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، ولذلك فقد كانت الثقة هي البيئة النقية لفوران امل التحرير في قلوب رجال محاور المقاومة.

لقد كان يوم القدس العالمي يتميز تأثيره في كل عام عن العام الذي سبق حتى ظهر هذا العام متجليةً أهدافه بنسبة تأثير تليق بثورية مبادئه وجديته وصدقيته.

 

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك