المقالات

ماذا لو لم يمت علياً بسيف المرادي !!

1214 2023-04-13

قاسم سلمان العبودي ||

 

فُزتُ ورب الكعبة …

 

بهذه الكلمات الثلاث أختتم أمير المؤمنين علي عليه السلام مسيرة حياته الجهادية التي أمتدت منذ التأسيس الى يوم شهادته في رمضان المبارك من عام 40 هجري في مسجد الكوفة . فما هو الفوز الذي حصل عليه أمير المؤمنين ؟

ربما قائل يقول هو فوزهُ بالجنة ! نقول وهل أن علياً بكل تلك الحياة التي وهبها للأسلام ما كان أن ينال الجنة ، ألا بسيف أبن ملجم المرادي  ؟  قطعاً لا . فعلي عليه السلام لا شيء يليق بما قدم سوى الجنة . حتى وأن لم يمت شهيدًا ، فأن الجنة هي المأوى . أذن ما هو الفوز الذي أعلن عنه أمير المؤمنين ؟؟

لقد سلط كثيراً من الباحثين الضوء على كلمات الفوز تلك التي نطقها علياً ولي الله وقد أجمعوا على أن الشهادة هي الفوز الأكبر ولهم الحق في ذلك ، بأعتبار أن الشهادة في سبيل الله هي منحة ألهية كبرى تعطى لصالح العاملين في طاعته ، وهي قطعاً هدية لا يقدر ثمنها ألا الله ، والشهداء فيما بعد . لكننا نعتقد بأن الرضوان الأكبر للسير القويم في الحياة العلوية ، والسير وفق المنهاج المحمدي الأصيل ، هو جزء من ذلك الفوز الأكبر الذي قصدهُ أمير المؤمنين سلام الله عليه .

الموت في محراب الصلاة ،هو المكان الأمثل لعروج تلك الروح الملكوتية . والسجود هو أسمى مراتب العبودية لله  ، وهي الخضوع المطلق للحق تعالى . فضلاً عن ذلك فأن التأريخ لم يغادر أبداً الواقعة الإلهية فتم ذلك في أفضل أشهر العبادة ، وفي ليلة لا يدانيها شرف غيرها من الليال . لذا فان أركان الفوز المطلق توفرت فكانت المكافأة لهُ حتمية . لقد فاز علياً ، وخسرت الأنسانية المخالفة لثوابته العلوية . لقد رسم عليه السلام بكل وضوح خندق المقاومة الاسلامية وتصويب بوصلتها للأمة عبر التأريخ ومنذ السقيفة وأمتداداتها السلبية الى يومنا هذا . فكان كما قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، علياً الخط الفاصل بين الحق والباطل  ( علي قسيم النار والجنة ) فالنتأمل في بوصلتنا جيداً حتى لا نكون في الخندق المناوئ لعلياً عليه السلام .

 

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك