المقالات

هارون الأمة..!

1186 2023-04-12

هارون الأمة..!

عبدالملك سام ||

 

لولم يقال في الإمام علي (ع) إلا قول النبي (ص): "أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي" لكان كفيل بأن تجتمع الأمة كلها حوله لتضمن أن تبقى على الدرب الذي أرشدها إليه نبيها (ص)، وهو درب الأنبياء الواضح الذي لا يزيغ عنه إلا من كتب عليه الضياع والزيغ.

لم يبتلى رجل بأتباع أوهن مما أبتلي به الإمام علي (ع)، فقد تركوه وهو لم يكمل بعد تكفين رسول الله (ص)! وكما ترك بنو إسرائيل هارون (ع) ليتبعوا زيف وضلال السامري، فقد ترك المسلمون هارونهم ليتبعو الزيف والضلال التي قادتهم للسقيفة، ومنذ ذلك اليوم تعددت السبل التي شتتهم وقسمتهم وفتحت الطريق لأن يتولى الطغاة أمرها حتى وصل بها الحال لأن تتقاتل فيما بينها، وتصبح أقل الأمم شأنا في وقتنا الحاضر.

نعم، لو تمسك المسلمون بهارون لما خاضوا في بحور دمائهم، ولما تشرذموا مذاهبا وأهواء، ولما وصل بهم الحال إلى أن يكونوا أتباع كل ناعق، ويتحولوا إلى قصعة تتداعى عليهم الأمم لإفتراسها! كل مصيبة فجعت بها الأمة بعد رسول الله (ص) كان بسبب إبتعادها عن علي (ع) التقي النقي.. علي العالم الشجاع الحر الكريم الشريف.

لو أجتمع المسلمون حول علي (ع) لما حدث الشقاق، ولما تحسر أبو بكر، ولما قتل عمر، ولما أغتيل عثمان. لو تولى المسلمون علي (ع) منذ البداية لما أحرقت الكعبة، ولا أستبيحت المدينة، ولا تولى عباد الشهوات أمر الأمة، ولا حدثت كربلاء، ولا ضاعت الحقوق. لو تمسك المسلمون بعلي (ع) لما أجتاحنا الروم والمغول والصهاينة، ولما رأينا المقدسات تغتصب، ولا أنتشرت الأباطيل، ولا تجرأ أحد على ديننا وأرضنا وكرامتنا.

من الغريب أن المسلمين جربوا كل الطرق إلا طريق علي رغم إتفاقهم على شخصيته وأفضليته ومنزلته! وإلى يومنا هذا ما يزالون يدعون حبهم لعلي، ولكنهم بعيدين عنه في الإقتداء والتولي رغم معرفتهم بأن في سيرة علي (ع) ما يجمع تفرقهم، ويقوي ضعفهم، ويقيل عثرتهم!

سنفوز ورب الكعبة لو تأسينا بعلي أخو النبي وتلميذه النجيب، فهو أكثر من يمكن أن يدلنا على ما أراده الله ورسوله لنا، وسننتصر ورب الكعبة لو نصرنا من قال نبينا (ص) فيه: "اللهم أنصر من نصره، وأخذل من خذله"، وستتجلى لنا آيات القرآن لو فهمنا أياها من قال نبينا (ص) فيه: "علي مع القرآن، والقرآن مع علي"، وسنعرف طريق الحق بمن جعله رسول الله (ص) علامة فارقة بين الحق والباطل.

أخيرا.. لقد ضاعت الأمة لقرون حتى وصلت إلى الحال المزرية التي هي عليها اليوم، وقد جربنا كل شيء حتى وصل بنا جهلنا إلى أن تركنا أعدائنا هم من يحددون لنا الحلال والحرام، وأصبحنا في جاهلية دهماء نسبح في بحار الجهل والظلال، فلماذا لا نتوقف للحظة ونفكر في طريق علي (ع) فنتولاه ونتبع نهجه وسيرته حتى نصل به إلى رسول الله (ص)؟! فنوالي علي، ونعادي من عاداه علي، فلعلنا نصل ونتخلص من الجهل والضياع الذي تعيشه أمتنا بباب مدينة علم رسول الله (ص): علي (ع).

 

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك