المقالات

مَن هو القاتل الحقيقي للإمام علي عليه السلام


د.محمد العبادي ||

 

عاصر الإمام علي عليه السلام عصراً تكثر فيه الحروب والدسائس والمكائد .

إنّ الأجيال التي كانت في عصر النبي صلى الله عليه وآله كان أغلبها يعرف مَن هو الإمام علي بن أبي طالب ،لكن الأجيال التي لم تدرك عصر النبي ولم تساهم فيه بنصيب ،لم يكن لها معرفة بالإمام علي عليه السلام وعندما تولى الخلافة كان جيل الشباب في حينه لم يحط علماً بمنزلة الإمام علي بن أبي طالب ولابمناقبه ومآثره الكبيرة في الإسلام؛ اللهم إلا القلة منهم .

لا أرغب في أن اعقد مقارنة بين الإمام علي المثالي الأصيل ،وبين معاوية العتل الزنيم ولايقاس بآل محمد أحد .

( ألم ترَ ان السيف ينقص قدره*** إذا قيل ان السيف أمضى من العصا)

لا أريد المقايسة بينهما ،لكن الإمام علي عليه السلام كان يقول ( والله ما معاوية بأدهى مني ،ولكنه كان يغدر ويفجر،ولولا كراهية الغدر لكنت من ادهى الناس) ،وأيضاً قال عليه السلام:( لولا أن المكر والخديعة في النار لكنت أمكر العرب ).

إن الإمام عليه السلام قال تلك الأقوال بعد أن شاهد عدوه لا يتورع عن إرتكاب كل جريرة وجريمة في سبيل ان يصل إلى أهدافه.

التاريخ يقول أن معاوية بن أبي سفيان كان قد قتل كثير من الصحابة والتابعين سواء في حرب صفين أو من خلال دسائسه الخبيثة ؛ فكان قد قتل من الصحابة عمار بن ياسر ،ومالك بن التيهان الانصاري،وذو الشهادتين خزيمة بن ثابت الأنصاري وغيرهم.

وهناك مَن قام بإغتيالهم غيلة مثل الإمام الحسن عليه السلام، ومالك الأشتر النخعي ، وأويس القرني،ومحمد بن أبي بكر ،وفي زمان لاحق قام بإغتيال عبدالرحمن بن أبي بكر ،ومن يدقق في التاريخ يجد حتى السيدة عائشة لم تسلم من دسائسه.

وقتل حجر بن عدي بن حاتم الطائي،وأمر معاوية طبيباً عنده يهودياً ان يسقي السم لعبدالرحمن بن خالد بن الوليد فسقاه ومات،ودفن معاوية عبدالرحمن العنزي حياً كما ذكر ابن خلدون ذلك في تاريخه وغيرهم.

إن هؤلاء الذين إعتادوا على قيادة عمليات الإغتيال ضد خصومهم كانوا قد جعلوا من قصة ابن ملجم المرادي وقطام واجهة لإخفاء القاتل والمخطط الحقيقي الذي كان يقبع في الشام ،وتلك العملية قام بها الوكيل ابن ملجم نيابة عن الأصيل الذي عمل عبر  وكلائه في تدبير القصة وتحريك عناصرها ضد الهدف وهو أمير المؤمنين عليه السلام .

لقد عاش الإمام علي عليه السلام تقياً نقياً، ومضحياً مظلوماً،و مرابطاً ثابتاً حتى طوى رحلة حياته بالشهادة التي كانت اُمنيته في الحياة وهو القائل ( والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه).

يارب ما هذا الشوق والأنس الذي يعتمل في صدر أمير المؤمنين عليه السلام ؟!

وما هذا الزهد الذي جعل روح أمير المؤمنين عليه السلام تتعلق بمعاقد العز والعظمة؟!.

لم يتفاجأ الإمام عليه السلام من الموت ( والله مافجأني من الموت وارد كرهته ولاطالع انكرته).

لقد كان ينتظر تلك اللحظة التي يرحل فيها عن هذه الدنيا حيث كان يقول فيها صادقا انه يأنس بالموت ،وعندما ضربه ابن ملجم المرادي صدح بكلمته الخالدة ( فزت ورب الكعبة).

نعم فاز الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، لأنه كان مستقيماً على الصراط، وقد قُتل شهيداً في بيت الله ومسجده،وفي شهر الله وضيافته ،وكان في أقرب نقطة وهيئة للعبد في صلاته وهو السجود ونطق بحمد الله وتسبيحه ،فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.

 

ــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك