المقالات

خفايا الدعم الامريكي للتظاهرات الاسرائيلية

1248 2023-03-28

ماجد الشويلي ||

 

مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي

 

ترى ما الذي حدا ببعض المسؤولين الاسرائليين ومنهم نجل رئيس الوزراء نتنياهو لاتهام الولايات المتحدة الامريكية بالوقوف وراء التظاهرات التي يشهدها الكيان الغاصب احتجاجا  على مقترح التعديلات القضائية المزمع اجراؤها من قبل اليمين المتطرف في الكنيست الاسرائيلي.

مع علمنا بالعلاقة والتحالف العميق بين امريكا واسرائيل الى الحد الذي عدت فيه الأخيرة على انها الولاية 51 .

ولاعتقادنا ان هكذا تصريحات لاتصدر عن فراغ دون أن تكون لها معطيات ملموسة لاتخفى على جهاز أمني محترف كالموساد الاسرائيلي.

فاننا نحاول هنا سبر اغوار هذا المنحى الجديد والملفت في طبيعة التصريحات التي أدلى بها الصهاينة تجاه امريكا .

نعم يمكن لنا ان نجد تصريحات من مسؤولين اسرائيليين تنتقد سياسة الادارة الامريكية بحدود بعض المسائل المتعلقة في الصراع الصهيوني الفلسطيني.

لكن أن يصدر اتهام صريح بوقوف الولايات المتحدة وراء المظاهرات واعمال الشغب التي تجري في الداخل الاسرائيلي فان ذلك يعد مؤشرا على بداية تحول كبير في العلاقة بينهما خاصة وان هذه التصريحات قد صدرت من اليمين المتطرف

وهو الاتجاه الذي يحظى بتأييد واسع في الادارات الامريكية المتعاقبة واللوبيات الصهيونية الضاغطة عليها.

فيا ترى ماهي الاسباب الكامنة وراء ذلك

وهل يمكن حصرها بما يلي؛

1- هل يمكن القول ان امريكا باتت متيقنة من اقدام حكومة اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو على ارتكاب حماقة كبرى بتوجيه ضربة عسكرية للجمهورية الاسلامية الامر الذي تعده امريكا تهديد للمنطقة بأسرها لن تكون مآلاته الا لصالح ايران وحلفائها في المنطقة.

في الوقت الذي تحرص فيه الولايات المتحدة كل الحرص على ان تبقى المنطقة مستقرة لضمان تدفق الطاقة منها نحو الغرب ريثما يرسو الصراع الاوربي الروسي على حال.

2- قد تكمن الخشية الامريكية من تمدد الشرخ المجتمعي الذي طال الواقع الاسرائيلي الى المؤسسات الامنية وفي مقدمتها الجيش الاسرائيلي خاصة مع بروز حالات التمرد من عدد لايستهان به من قادة الجيش والتحاقهم بالتظاهرات

إذ ان اسرائيل وكما هو معلوم ليست الا جيشاً وثكنة عسكرية متقدمة لحماية المصالح الغربية اختير لها شعب من شتات الارض .

وانهيار الجيش هو انهيار للكيان الغاصب

برمته وزوال علة وجوده.

3- امريكا باتت على قناعة بضرورة العودة للاتفاق النووي مع ايران وايقاف هدر الوقت الذي لم يعد لصالحها

فتاخير عملية ابرام الاتفاقية من شأنه ان يعزز من تقارب ايران وروسيا والصين اكثر فاكثر.

4- قد تكون امريكا بحاجة لوجود حكومة معتدلة نسبيا في اسرائيل أكثر انسجاما مع ستراتيجية الحزب الديمقراطي.

او لعل الرئيس الامريكي جو بايدن اراد من خلال ذلك تحقيق مكسب انتخابي لصالح حزبه في الانتخابات الامريكية المقرر إجراؤها يوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2024.

متمثلا بضمان امن اسرائيل بحسب رؤية الديمقراطيين وعدم تكريس السلطة بيد نتنياهو والاحزاب الدينية.

5- الديمقراطيون يعتقدون ان اسرائيل وبحكم مايربطها من تحالفات اقليمية

وامكانات عسكرية هائلة والدعم التسليحي الامريكي المتواصل لها فانها باتت في مأمن ولا خشية عليها من اي تهديد خارجي ولايجدر بها التفكير في مجازفة لضرب ايران تكون عواقبها

وخيمة للغاية.

6- لعل جزءا من اسباب دعم الولايات المتحدة الامريكية للتظاهرات في اسرائيل ناجم عن رغبة الولايات المتحدة  بتخفيض التزاماتها والانسحاب التدريجي من المنطقة وبقاء اليمين المتطرف على راس السلطة في اسرائيل يشكل عائقا امامها لابد من ازاحته

7- في السابق تحدث بعض المحللين الامريكان في احدى الصحف الشهيرة من ان كلفة حماية اسرائيل على امريكا هي اكبر بكثير من مردوداتها الايجابية

الامر الذي قد يستبطن ارهاصات قرار امريكي مؤجل بتغيير نمطية دعمها لاسرائيل مرهون بما تفضي اليه نتائج الصراع في اوكرانيا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك