المقالات

الى سماحة السيد حسن نصر الله..!


 

 محمّد صادق الهاشميّ ||

 

 سيّدنا الأجل؛تهمّني رؤيتك في فهم الأحداث ومعرفة الوقائع ورؤيتك عن المستقبل،وقدرتك على رصد الأحداث واتّخاذ المواقف.

 في خطابِكَ الأخير الّذي ألقيتَهُ على المحلِّلين والكُتّاب والباحثين في بيروت،وجدتُكَ تضعُ منهجًا واضحًا وفُرقانًا بين المسارات،وأُقبِّل جبينك وأنحني لكَ إجلالَا لصمودكَ وإخلاصكَ وَ صِدقُكَ وشجاعتُكَ و روحكَ الطّاهرة وأقول مايلي :

أولًا : أفهمُ منك سيّدي مصيرُنا أن نقاوم، ولا سبيل لنا إلّا الجهاد مهما طال الزمن،وأن لا نكون في تراجع بين الأُمم .

ثانيًا: إنّ مخاضًا عسيرًا يجري في السرِّ والعلن،  وصراعًا خفيًّا تتلوّن ظروفه وتتعدّد آليّاته تمهيدًا لرسمِ النّظام العالميّ الجّديد، والذي تريد أن تفرضه القوى الكبرى،ولا يمكن لنا البقاء على التل ولا الاسترخاء والرّجاء من المحتل؛بل وجودنا في قلب الميدان هو من يقرّر المصير، وأراكَ تقرأ النّتائج وتستشرف النّصر بقدرِ ما تقرأ الوقائع الرّاهنة .

ثالثًا: يا مَن منحتَ عُمرَكَ للجهاد والفقراء،وعِشتَ الزُّهد والإسلام،إنّك تجعل المشروع الكبير لإثبات وجودنا والتهميد لإمامنا الحجة (عجّل الله فرجه الشریف) هو الأُمّة ثُمّ الأُمّة ولا شيء سواه إلّا الوعي والإخلاص،فأنتَ لا تمتلك منذ أن انطلقتَ بالأُمّة للمقاومة إلّا الإخلاص وتعبئة الأُمّة والتوكّل على الله(تعالى).

رابعًا: مفهوم الدولة عندك مختلفٌ؛فأنتَ لا تقبل الدولة المتعايشة مع الاحتلال،ولا أنصاف الحلول ولا اللّين في المواقف والقول،فالدولة عندك هي السيادة التامّة .

خامسًا: أيُّها السيّد الكبير! تعلّمنا منكَ أنّ المقاومة أخلاق وعفّة وزُهد ورُقيّ؛ فالمقاوم يجسّد بسلوكه التّضحية والابتعاد عن المنافع والمغانم والأبراج والترف؛بل المقاومة في قاموسك هي الزهد والنزاهة والخُلُق الرفيع، وإنّ تعريف ومعرفة المقاوم في منهجك هو  العطاء للأُمّة وليس الأخذ منها وباسمها، فليس الماء والخضراء والوجه الحسن سبيلك ولا سبيل المقاومين، وبهذا فإنّ منهجك يضع الحد الفاصل بين أهل الآخرة وأهل الدنيا.

سادسًا: المقاومة عندك هي الدولة؛فالمقاومة بذاتها دولة الشرفاء والرّجال الذين امتلكوا الوعي العميق لوقائع الأحداث؛لأنّك تستحضر في مواقفك وخطاباتك طريق الأنبياء والمرسلين والأئمّة المهديِّين والأوفياء المخلصين والمراجع والعلماء وكل الثائرين لله ولدينه .

سابعًا: تحية لكم سيدي والى كلّ المقاومين الذين ترسّموا خُطاك وعاشوا منهجك وآمنوا  بطريقك وصدّقوا القول والمواقف .

ثامنًا: إنّك معلّمنا لأنّك لايعرفُ الخطلَ والضّعف قولك،ولا التردّد في موقفك،ولا الخوف في مسيرتك، ولا التراجع في رؤيتك،ولا المصالح في قرارك غير مصلحة الإسلام، فغطّيت بعبائتك كل الأُمّة وعبّئتها نحو مصيرها .

ومن هنا أدعو الكُتّاب والمحلّلين الى أن يهتمّوا بخطابات السيد حسن نصر الله(أعزّه الله) لتُطبَع وتُنشَر وتُدرَّس لتكون منهجَ وعيٍ تتربّى عليه الأجيال،ويتّخذه مسلكًا كلّ الأبطال،ولا بدّ من عقد المؤتمرات العلمية والبحثية لتنطلق من خطابات السيد نحو رسمِ المستقبل.

 

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك